شيرين هلال تكتب إنتصار جديد في 6 اكتوبر 2022

شرين هلال
شرين هلال

مصر احتفلت بعبور تاني جديد بس المرة دي مش في قارة اسيا ، في افريقيا وكان بالمية والمهندسين مش بالارتال ولا الجنود!

الحكاية بتبدي في 2017 لما أعلنت الحكومة التنزانية عن مناقصة لإنشاء سد ستيجلر جورج على نهر روفينجى وفازت بها في أكتوبر 2018 شركة المقاولون العرب بالتحالف مع شركة السويدي للكابلات ، لصالح الشركة التنزانية لتوريد الكهرباء تانيسكو. يقوم التحالف بتصميم وتنفيذ مشروع «محطة توليد وسد يوليوس نيريري الكهرومائية » بقدرة إجمالية 2.115 ميجاوات بمنخفض شتيجلر على نهر روفيچي بمقاطعة موروجورو بـجمهورية تنزانيا الإتحادية . وتم اختيار عرض التحالف المصري كأفضل العروض الفنية والمالية وتوقيع عقد المشروع بقيمة 2.9 مليار دولار أمريكي بتاريخ 12 ديسمبر 2018 في احتفال خاص أقيم بمدينة دار السلام، بحضور الرئيس التنزاني الراحل جون ماجوفولي ونائبته (الرئيسة التنزانية الحالية) السيدة سامية حسن ، ورئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي.
بس إيه حكاية السد دا؟
وعشان نحكي حكايته بالمظبوط ونرصد أهميته بالنسبة لمصر لازم أحكي الحكاية من الأول وأوعدك مش هطول:
فكرة إنشاء سد على نهر روفيجى فى تنزانيا بترجع لبداية القرن العشرين، لما اتعملت أول دراسة للسد فى في 1940،واوصت ببناء سد صغير في الحجم للسيطرة على الفيضانات فى المنطقة وحماية البنية التحتية للرى واتقفل بعدها الموضوع لأن البلاد كانت تحت الحكم البريطاني اللي بالتأكيد مكنش هيوافق على مشروع يفيد أهل البلد بعيد عن مصالحه وتجارته، لكن فى سنة 1961 نشرت منظمة الفاو دراسة بتتضمن إمكانية إنشاء سد بحجم أكبر يكون هدفه توليد كهرباء وتحويل المنطقة إلى بيئة صناعية وكمان للسيطرة على الفيضانات وتوفير مياه الرى والشرب.
وبعد استقلال تنجانيقا "اسم تنزانيا في الوقت دا قبل ما تتجد مع جزيرة زنجبار" فى سنة 1961 قال الرئيس نيريرى أن السدود الكهرومائية فرصة لتطوير تنزانيا، والاتجاه نحو التصنيع بكهرباء رخيصة الثمن، للخروج من الأزمة الاقتصادية اللى كانت بتعانى منها تنزانيا، ومع اكتمال اقتناعه وتحمسه ، راح يدور على مصدر خارجى لتمويل السد، لكن محصلش لأن البنك الدولى رفض تمويل المشروع؛ بحجة إن نمو الطلب على الكهرباء فى تنزانيا محدود ومفيش حاجة لبناء سد، بالإضافة لتصور مخاوف بيئية ممكن تحصل بسبب السد. طبعا دا أحبط الشعب التنزاني بشكل كبير في وقتها و فضل حلم إنشاء السد يراودهم لكن الظروف الإقتصادية للبلاد تعاكسهم.

واتعقدت الأمور أكتر بعد إعلان اليونيسكو المنطقة محمية طبيعية وموقع للتراث العالمى سنة 1982، ودا معناه استحالة فرص الحصول على  أي شكل من أشكال التمويل الدولى. والحكومة فضلت تحاول تطرح المشروع على شركات وممولين وكان فعلا في مفاوضات وكلام من العديد من الشركات العالمية مهتمة بتمويل وتنفيذ سد تنزانيا، كانت آخرها شركة برازيلية فضلت تتفاوض لسنين مع الحكومة التنزانية من سنة 2009، وكان من المنتظر أنها تقوم بتنفيذه،  لكن اتفاجئ الجميع بتوقف المفاوضات في 2014 لأسباب لم يتم الإعلان عنها للرأي العام.

لحد ما وصلنا لسنة 2017، اللي أعلنت حكومة الرئيس جون ماجوفولى البلدوزر  "كانوا بيسموه كدة في تنزانيا "،  أن مشروع سد تنزانيا هيكون مشروعها القومي، وهيتم تمويله من الحكومة بدلا من اللجوء لمموليين خارجين. طرحت الحكومة التنزانية مناقصة لبناء السد، تنافست عليها مجموعة شركات من مختلف دول العالم منها شركات مصرية وصينية وتركية وبرازيلية ولبنانية، بس فاز بيها التحالف المصرى بين شركتى المقاولون العرب والسويدى إليكتريك، على أن تعمل الشركتان تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية، بطلب من الرئيس التنزانى ماجوفولى، وبدعم مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسى.و تم اقتناص صفقة تنفيذ مشروع إنشاء سد ومحطة جيوليوس نيريرى لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجاوات، وبقيمة 2.9 مليار دولار، على نهر روفيجى، بمنخفض شتيجلرز جورج،المشروع مش سد ومحطة كهرباء وخلاص ، هو مشروع قوي بيربط مشروع السد بمشاريع مدينة أخرى. طبعا بيهدف في الأساس للسيطرة على فيضان نهر روفيجى، وتوليد الطاقة، والحفاظ على البيئة، وهو عبارة عن إنشاء سد بطول 1025 متراً عند القمة بارتفاع 131 متراً بسعة تخزينية حوالى 34 مليار م3، ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجا وات، وتقع المحطة على جانب نهر روفيجى بمنطقة مورغورو جنوب غرب مدينة دار السلام (العاصمة التجارية وأكبر مدن دولة تنزانيا)، وهتكون المحطة هى الأكبر فى تنزانيا بطاقة كهربائية 6307 آلاف ميجا وات / ساعة سنوياً،  والمشروع بيشمل إنشاء 4 سدود فرعية لتكوين الخزان المائى، وسدين مؤقتين أمام وخلف السد الرئيسى لعمل التجفيف والتحويل أثناء تنفيذ السد الرئيسى، بالإضافة إلى مفيض للمياه بمنتصف السد الرئيسى، ومفيض طوارئ، ونفق بطول 660 متراً لتحويل مياه النهر، و3 أنفاق لمرور المياه اللازمة لمحطة الكهرباء، وكوبرى خرسانى دائم، و2 كوبرى مؤقت على نهر روفيجى ويتم خدمة منطقة المشروع بإنشاء أعمال مدنية بالمشروع تشمل، إنشاء طرق دائمة تربط الموقع بشبكة الطرق الحالية بطول 21 كيلو متر، وطرق مؤقتة للخدمة الداخلية واللي بتربط الموقع بكل المنشآت الدائمة بطول 59 كيلو متر. كل ما تم ذكره هو بناء لبنية تحتية جديدة في دار السلام، تعظم من قدرات المدينة وطاقة عملها.

و من وقت فوز التحالف المصري اللي نصه قطاع حكومي ونصه قطاع خاص، احتل المشروع اهتمام شديد من القيادة السياسية المصرية واعتبرته أحد مشاريعها القومية اللي بتتنفذ من تنزانيا. وفعلا تم تذليل كل العقبات من جانب الدولة لإنجاح المشروع الضخم. ومن جانب التحالف قدر ينهي اعمال الحفر في 6 شهور بس من بداية المشروع. وعشان ميكونش كلامي من جانب واحد ؛ ذكر رئيس وزراء تنزانيا ، قاسم ماجاليوا، أن مشروع إنشاء سد ومحطة جيوليوس نيريرى لتوليد الطاقة الكهرومائية، يعد دليلا على متانة وقوة العلاقات الممتازة بين مصر وتنزانيا، تحت قيادة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، والرئيس التنزانى، جون ماجوفولى.

وقال رئيس الوزراء التنزاني كمان:" إن هناك توجيهات دائمة من الرئيس السيسى، والرئيس ماجوفولى، بتوطيد العلاقات بين البلدين، موضحاً أن الأداء المتميز للشركات المصرية المنفذة للسد التنزانى، يعد دليلاً على أننا والمصريين أشقاء، موجهاً حديثه لمسئولى الدولة المصرية وشركات المقاولات المصرية، قائلا: "أنتم تحملون أمل التنزانيين"إيه علاقة المشروع بنصر أكتوبر في 2022؟
مستلهمين عظمة يوم   6أكتوبر واعتزازهم بذكرى الانتصار الكبير ، احتفل التحالف المصري المكون من شركة «المقاولون العرب (عثمان أحمد عثمان وشركاه)» و شركة «السويدي إليكتريك» بالانتهاء من صب آخر مكعب من الخرسانة المدموكة في جسم سد تنزانيا، وبالتالي اكتمال الأعمال الإنشائية للسد الرئيسي، في6 أكتوبر 2022.

تم استعمال 1.45 مليون متر مكعب خرسانة مدموكة  في جسم السد الرئيسي استمرت اعمال الانشاءات على مدار 687 يوم بعد تحويل مجرى النهر في 18 نوفمبر 2020 وبدأ تحالف الشركتين التجهيز لاحتجاز المية لملء الخزان لـ«محطة التوليد الكهرومائية و سد جوليوس نيريري في تنزانيا بدء إجراءات الملء الأول للخزان على مساحة تصل إلى 158 ألف كيلو متر مربع 22 مليون ساعة عمل ينجزها 2500 مهندس وعامل لتنفيذ أعمال السد الرئيسي

إيه مكاسب مصر الداخلية والخارجية من بناء هذا المشروع؟
لو سمحت عزيزي القاريء، طول بالك شوية وحضر نفسك لسماع ما لم تنقله وسائل الإعلام وهو ما وراء هذا الحدث الكبير:
المكاسب الداخلية:
نجاح شركات قطاع المقاولات والبنية التحتية والطاقة المصرية في النفوذ إلى الأسواق وخصوصا الإفريقية دا يعتبر شهادة جودة جديدة بتنضم لسجل أعمالها وبيمهد الطريق لدخول عدد أكبر من الشركات السوق دا بعد ما كان حكر على دول زي الصين والهند وتركيا. كمان نجاح مصر في بناء سد بهذا الحجم يؤهلها لإقتناص صفقات أكبر كانت بتتحرم منها نظرا لقلة سابقة الأعمال حديثا في مشاريع مشابهة.
المشروع بيشتغل فيه 9 آلاف عمالة محلية وألف أو أكتر من العمالة المصرية ودا طبعا رقم كبير نظرا لكبر المشروع وبيعتبر هذا العدد المسجل على قوة مشروع واحد في افريقيا غير مسبوق في المرحلة الحالية.
الفايدة المهمة للداخل المصري في إن المشروع بيرد على الإشاعات المغرضة من الأطراف مجهولة الهوية وهدفهم إحباط وتشتيت الرأي العام
من وقت بداية الإعلان عن المشروع تم التشكيك في جدواه وتصوير ذهاب المقاولين العرب لبناء السد في تنزانيا على إنه فخ مش صفقة وهتخسر فيه المقاولين مبالغ كبيرة وتستلف من الدولة المصرية ، مع إن الجانب التنزاني من بداية المشروع ولحد إنتهاء المباني الخرسانية وبداية الملء الأول بيكرر أنه تمويل تنزاني خالص، وخصوصا بعد ما استعرضنا تاريخ محاولات التمويل الخارجية الفاشلة واللي دفعت الحكومة التنزانية لإعتبار السد مشروعها القومي.
 
 وبتستند شائعة التمويل على ربط معلومة فيها جزء من الصحة على جزء من الغموض وتربطها بحبكة من مؤلفها عشان تكون مستساغة، زي إنهم إدعو بإن الحكومة التنزانية اتفاوضت مع شركة برازيلي لمدة 3 سنين على البناء لسد ركامي مش خرساني زي ما نفذته المقاولين العرب. وزيادة في الحبكة الدرامية، قالو إن السد كان هيتبني على 3 مراحل واتغير دا كله بعد زيارة الرئيس السيسي لإفريقيا في بداية 2018 مع إن السيسي مزراهاش في بداية 2018 وكانت الزيارة لتنزانيا يوم الثلاثاء 15 أغسطس تحديدا! مش مهم بالنسبة للناس دي تحري الدقة بس مهم بالنسبة لنا نعد صوابعنا وراهم ونرد بالحقائق التالية:

لم يصدر أي بيان عن تفاصيل الصفقة بين الحكومة التنزانية والشركة البرازيلية لا في الاعلام المقروء ولا حتى المرئي لكن في بحث عظيم منشور باللغة الإنجليزية بيوضح نقاط غايبة طبعا عن إدارك المؤلفين وبيقول إن في سببين أدوا إلى فشل المفاوضات : الأول حصلت تقلبات في السياسة الخارجية البرازيلية منعت استمرار دعم المشاريع في تنزانيا ، والسبب التاني بيقول إن قلة الخبرة باللغة اللوسوفونية أو البرتغالية وخصوصا من الجانب التنزاني وفشل قراءة سياسات الحزب الحاكم في تنزانيا من البرازليين، أفشل فرص انشاء المشروع. وأدي الدراسة للتأكد:
 


كمان إدعوا إن المشروع تم التقويع عليه بمبلغ 3.6 مليار مع إن المشروع فعليا ب2.9 مليار فقط وطبعا رجحوا قلة التكلفة بالنسبة لشركة مصرية لإن الحكومة المصرية هتمول باقي المشروع القومي التنزاني من جيب الشعب المصري!

ونرد ونقول يا سادة إن تكلفة دراسات الجدوى من الشركات المصرية أرخص بكتير من مثيلاتها من اوروبا والصين وتركيا والهند، ونقل معدات شركة المقاولين العرب الموجودة بالفعل في إفريقيا، أرخص طبعا من جلبها من برة القارة، وأجور العمالة المصرية الموجودة بالفعل في إفريقيا أرخص بالتأكيد من غيرها دا غير إن الشركة إعتمدت على العمالة المحلية التنزانية بنسبة 85% غير الشركات الأجنبية اللي بتفضل جلب عمالها بشكل أكبر.

كمان الأرقام بين الصفقة البررازيلية اللي انتهى الكلام فيها من 2014 ، مينفعش تتقارن بصفقة اتمضى عقدها في ديسمبر 2018! ولا ينفع نقارن أرقام سدود مماثلة تم بناءها في القارة بأرقام مختلفة لأن معطيات المشروعات بالكامل مش موجودة وبتحتاج شهادات فنية، إحنا كقراء أو محللين معندناش معلومة كاملة عنها!

وبالمنطق لو الحكومة المصرية بتدعم مشروع قومي لأحد دول حوض النيل ، هتخبي ليه؟ هو مش دا أدعى إنها تنشر إنجازاتها في دعم مشروعات التنمية بإفريقيا لإفشال الرواية الإثيوبية بإن مصر بتحتكر حقوق الدول في الإستفادة من مواردها المائية؟ يا ريت اللي يطلع إشاعة يراعي المنطق شوية.. مستوى الشائعات بقى في النازل!

ومن ضمن الشائعات المسمومة هى الإدعاء كذبا على أستاذ الموارد المائية الشهير الدكتور عباس شراقي بإنه شكك في الرقم الحقيقي لتكلفة السد ورفعه لمبلع 5مليارات دولار! مع إن دكتور شراقي شخصية متواجدة بإستمرار في الإعلام وممكن ببساطة يكذب الدعاية السودة عن لسانه، لكن للأسف وصلوا لمرحلة من فجر الخصومة مع الوطن إنهم يزيفوا تصريحات الرجل ومرفق عينة من تصريحاته عن السد بتكشف كذبهم المبين.

وبالرغم من إن سد تنزلنيا يعادل تقريبا نص حجم سد اثيوبيا و يعادل أقل من نصف الطاقة التخزينية المعلنة وهي 34 مليار م3 والسد الإثيوبي 74 مليار مليار م3 ونص البنية الخرسانية لسد النهضة للي كان متخطط له تكلفة 4.6 مليار دولار في 2011 وبسبب التأخيروالتعثر في البناء من مخطط 3سنوات لـ8سنين وزيادة عطلة، أدت لإرتفاع التكلفة 60% تقريبا وتكاد تصل ل8مليار مع إكتمال البناء، الاشاعات مبطلتش على تمويل السد التنزاني مع إن بالقياس تصبح التكلفة معقولة عن تكلفة سد النهضة اللي شابها الفساد والمحسوبيات وطالها كتير من الحوادث الغامضة ولعل أشهرها حادثة إغتيال مدير السد واللي أشيع فيها إنه إنتحر متقتلتش بعد ما طالته اتهامات بالفساد وكان ناوي ينشر ما لديه في مؤتمر صحفي لكن اغتالوه قبل ما يعلن عن اسباب التأخير والصعوبات الفنية على الجانب الإثيوبي.


  بينما السد اللي بناه المصريين في تنزانيا بدأ في 2019 وبيتسلم في 2022 بالرغم من الصعوبات الكتير اللي واجهته وكان ابرزها نقص العمالة وتوقف سلاسل التوريد وتسبب دا في تأخير وصول معدات لموقع المشروع بسبب جائحة كورونا ، إلا إنه ماشي في مواعيده المتفق عليها، لكن إزاي نسيب المصريين يفرحوا بإنجازهم العظيم ، لازم نهيل عليه التراب ونشككهم في كل شئ بيتم عمله!
وكمالة الإشاعات اللي طالت هذا النجاح المبهر ولأن من يضحك أخيرا يضحك كثيرا ،إاليك الشائعة الأخيرة واللي بتقول: بإن تنزانيا عينت شركة إثيوبية لإستلام المشروع من الشركات المصرية!!! وكلنا عارفين إن إثيوبيا معندهاش شركات تصلح لهذا العمل في سدها المتعثر واطاحت بشركتها الحكومية بسبب التأخيير الكبير وأدي الدليل على كلامي.


 
أما الفائدة الأهم والأكبر فهى استعادة مصر لمكانتها ودورها التنموى وتأثيرها داخل القارة الإفريقية، ليكون ذلك امتدادًا للنجاحات المصرية التى يتم تحقيقها فى مختلف المجالات على الصعيد الإفريقى، ويبعث برسالة تأكيد واضحة للعالم على أن القاهرة ليست ضد قيام أى دولة إفريقية ببناء سدود وتحقيق التنمية الاقتصادية لشعوبها، بل بالعكس تقف مصر إلى جانب الدول الإفريقية وتدعمها لتحقيق تنميتها، من خلال تنفيذ مشروعات تنموية مشتركة، ولكن دون الإضرار بمصالح دول أخرى

ندخل على المكاسب الخارجية :
مصر في تاريخها شاركت في مشاريع تنموية داخل دول حوض النيل متعددة بس الدعايا السلبية مؤخرا حالت دون معرفتها وهذكر منها : مساهمة مصر في بناء سد أوين في أوغندا 1951بمبلغ مليون جنيه استرليني ووقتها كان بيقارب 6 مليارات جنيه مصري، وخد كمان سد جبل الأولياء اللي أهدته مصر بالكامل للسودان بعد بناء السد العالي في شكل من أشكال التعاون لم يسبق له مثيل، دا طبعا غير مئات المنح من الحكومة المصرية على مدار تاريخها لحفر الأبار وتنقية منابع النهر لدول الحوض وأدي كمان أمثلة على بعض منها:
 

 


بياخدنا النجاح في تنفيذ مشروع السد لفرصة كبيرة نقدر من خلالها نستعرض تاريخ مصر المشرف وتواجدها المستمر في دعم دول حوض النيل بقدر ما سمحت إمكانياتها. أحنا نجحنا ننقل تنزانيا من دولة مفيش فيها إلا 50 % طاقة لاستقبال الكهرباء، إلى نقلة كبيرة تشبه نقلة السد العالى وبقدرة تقريبا 95% لإستقبال الكهرباء.

مكسب خارجي أخر وهو إثبات التفوق المصري التقني والمهني في مجالات التشييد والهندسة والتصميم لمشروعات البنية التحتية خارج حدودها واللي طالته محاولات التشويه بهدف إبعاد مصر عن محيطها الإقليمي وعدم تحقيقها استفادة إقتصادية من موارها البشرية.

المكسب الخارجي المباشر إن المشروع بيبعث برسائل من أرض الواقع إن مصر عمرها ما كانت ضد التنمية في دول حوض النيل والدليل من المشروعات اللي نفذتها على مدار تاريخها وطبعا دا يلغي الرواية الإثيوبية من أساسها وغيرها من الروايات اللي بتصور مصر على إنها مصاصة مياه الأنهار في أفريقيا!

معلومة مش هيعرفها غير المتخصصين إن تنزانيا كانت صاحبة المبادئ الأربعة اللي أقرهم زعيمها جوليوس نيريري والمتعلقة بموضوعات تخص المعاهدات الموقعة من الإستعمار وهو اللي قاد الدول الأفريقية لرفضها بدعم من اسرائيل اللي بتسوق نفسها للقارة الأفريقية على أنها خبيرة سدود ومشروعات ري وزراعة ، وفضل الدعم الخارجي يدفع تنزانيا لدرجة إنها كانت أول الموقعين على إتفاقية عنتيبي المجحفة لحقوق مصر والسودان، ومع ذلك لا إسرائيل عندها الطاقة البشرية والإمكانيات الإقتصادية اللي تخليها مؤهلة للتقدم لمشروع زي دا أو تنفيذه (معلومة مؤكدة لأصحاب محاولات جلد الذات-اسرائيل بتعتبر تنزانيا من أهم الدول الأفريقية بالنسبة لها وصاحبة أعلى رصيد لمشروعات الزراعة والري منذ الستينات لحد اليوم ومع ذلك مصر اقتنصت المشروع من بين أسنان الذئب).

 نبص على الصورة اللي مش مطلوب إن حضرتك تشوفها عشان متفرحش بإنجاز المصريين : النهاردة تنزانيا بتطالب بإعادة النظر في احتياجات مصر للمياه ومراعاة تعدادها الكبير من السكان وتنزانيا هي اللي بترحب ببناء مصر لمشروع على أنهارها وبتدعم مصر في ملف سد النهضة وبتطالب دول الحوض بدعمها كمان ، ودا بيسمى دبلوماسية السدود الناجحة، بتوقيع وإملاء وهندسة مصر. ولعل إختيار يوم 6 أكتوبر 2022 هى رسالة وصلت في التوقيت المظبوط توصل للي بيشكك في انتصار 6أكتوبر 1973 وغيره من إنتصارات مصر في أي مجال.
 
أنا خلصت عرض المعلومات وهسيب حضراتكم تفرحوا بالإنجاز المصري العظيم وأوصيكم بمشاركة المعلومة قدر المستطاع عشان نفرح الكل ونثبت المعلومة المثبتة من الحاضر والتاريخ ، وإن المصري اللي بنى الهرم هو المصري اللي بني السد واللي هد خط بارليف بخرطوم قادر يهد أي تحدي بطريقته الخاصة وفي المعاد اللي يحدده.

أما الفائدة الأهم والأكبر فهى استعادة مصر لمكانتها ودورها التنموى وتأثيرها داخل القارة الإفريقية، ليكون ذلك امتدادًا للنجاحات المصرية التى يتم تحقيقها فى مختلف المجالات على الصعيد الإفريقى، ويبعث برسالة تأكيد واضحة للعالم على أن القاهرة ليست ضد قيام أى دولة إفريقية ببناء سدود وتحقيق التنمية الاقتصادية لشعوبها، بل بالعكس تقف مصر إلى جانب الدول الإفريقية وتدعمها لتحقيق تنميتها، من خلال تنفيذ مشروعات تنموية مشتركة، ولكن دون الإضرار بمصالح دول أخرى.

في ما بدا رسالة موجهة إلى إثيوبيا، تُظهر حضوراً قوياً بدول حوض النيل، أنهت مصر الأعمال الإنشائية لجسم سد عملاق تقيمه على نهر روفيجي في تنزانيا، تمهيداً لاحتجاز الماء وملء خزانه بهدف توليد الطاقة الكهرومائية.