هل تنجح واشنطن فى عزل روسيا دوليا

نيريندرا مودى مع الرئيس بوتين
نيريندرا مودى مع الرئيس بوتين

نوال سيد عبد الله

منذ اليوم الأول للأزمة ومع بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا يوم 24 فبراير الماضي، تسعى الولايات المتحدة لتكوين تحالفات بقيادتها، لكن يبدو أن تلك المساعى تفشل. .

وتساءل تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية عن نجاح جهود واشنطن فى عزل روسيا دوليا. وقال التقرير إن «ادعاء الرئيس الأمريكى جو بايدن بأن موسكو أصبحت أكثر عزلة من أى وقت مضى يشبه تفكير الأمنيات»، إذ واجهت الجهود المبذولة لنبذ موسكو مقاومة من جانب متردد فى المجتمع الدولي.

ومثلت أولى الصدمات للولايات المتحدة عملية التصويت التى جرت بالجمعية العامة للأمم المتحدة فى 2 مارس الماضي.

حينها، رفضت 35 دولة إرضاء الولايات المتحدة، وكان من بينهم دول صديقة وذات علاقات قوية مع الولايات المتحدة.

وتلقت واشنطن على مدى الأشهر التالية ضربات سياسية ودبلوماسية مؤلمة من دول حليفة لها. فالهند التى تراهن عليها واشنطن كثيرا فى تنافسها مع الصين، تحدت رغبات الولايات المتحدة، وحافظت على سياسة خارجية تراعى مصالحها وتحترم غيرها من الدول، رافضة الانصياع لتوجيهات أمريكا.

واتخذت الهند مع روسيا مزيدا من الخطوات لتعزيز تعاونهما العسكرى الاستراتيجى كما تحدت طلبات أمريكية لها بالحد من مشترياتها من النفط الروسي، وضاعفت كمية النفط الروسى لها بنسبة 30 ضعفًا خلال الأشهر الماضية.

وتعد سياسة نيودلهى تجاه روسيا مخيبة لآمال الولايات المتحدة التى تعول عليها كثيرا فى «رعاية مصالحها» بآسيا، وفى مقدمتها احتواء الصين ومنافستها.. لكن الهند هى أيضا أحد شركاء روسيا الرئيسيين فى التعاون العسكرى التقني، فعلى مدار 30 عاما، حصلت نيودلهى على أسلحة بقيمة 70 مليار دولار من روسيا، ولهذا السبب، لم تنضم الهند إلى العقوبات ضد روسيا.

وفى سبتمبر، أى بعد حوالى ستة أشهر من بدء الأزمة الروسية الأوكرانية، قال رئيس الوزراء الهندي، نيريندرا مودي، فى تصريحات بعد قمة منظمة شنجهاى للتعاون، إن «العلاقات بين روسيا والهند قد تحسنت بشكل ملحوظ»..

أما الحليف الأقرب وهو أوروبا، فلا يخفى على أحد التعثر الكبير الذى يكابده الإتحاد الأوروبى لفرض عقوبات على روسيا، فى ظل معارضة من دول فى مقدمتها المجر.

كما أن الوضع الاقتصادى الصعب الذى تعيشه أوروبا والذى ستنكشف حدته مع حلول فصل الشتاء القادم قد يكلف الحكومات الأوروبية مستقبلها السياسي.. ومن داخل جدران الناتو، يبدو وجود صديق لروسيا. ففى ظل عالم اليوم الذى يتميز بمعدلات عالية من «اللايقين»، فلا يمكن إملاء من يتحالف مع من ومن يعادى من.

ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، احتفظت تركيا باستقلالية فى سياساتها الخارجية وعلاقاتها مع الطرفين الروسى والأوكرانى ولم تظهر انحيازا واضحا، بعكس ما تريده واشنطن. فتركيا، العضو فى الناتو مدت أوكرانيا بالطائرات المسيرة التى تعتبر حاسمة فى مسار القتال، لكنها احتفظت بعلاقات سياسية ودبلوماسية قوية مع موسكو التى ابتاعتها نظام الدفاع الصاروخى إس-400 فائق التطور.

ومؤخرا، أعلن وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو أن بلاده على استعداد للتنازل عن طلبها بشراء مقاتلات F-16 الأمريكية إذا كانت الصفقة مشروطة.

وكانت واشنطن قد وافقت على الصفقة فى مساع لترميم العلاقات مع سعيها لإتمام انضمام كل من السويد وفنلندا للتحالف العسكري، دون عقبات.

إقرأ أيضاً|واشنطن بوست: بايدن يشارك في مؤتمر قمة المُناخ بشرم الشيخ