تقارير أمريكية: قرار «أوبك» ضربة سياسية لبايدن

مقر المنظمة فى فيينا
مقر المنظمة فى فيينا

اعتبرت تقارير صحفية أمريكية أن قرار منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك) أمس بشأن خفض إنتاج النفط، بمثابة ضربة سياسية كبيرة للرئيس الأمريكى، جو بايدن، الذى قام بجولات مكوكية من أجل الضغط على زيادة الإنتاج لمجابهة روسيا.

وتأتى الخطوة أيضاً قبل شهر من انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى، والتى كان يعول فيها بايدن على زيادة إنتاج النفط كحافز لترجيح كفة الحزب الديموقراطى الذى بات مهدداً بشكل كبير بسبب سياسيات بايدن الأخيرة. 

وفى هذا الصدد، قالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية إن «أوبك» وافقت على تخفيضات حادة فى إنتاج النفط - بمقدار مليونى برميل يوميًا -  متحدية بذلك دفعة دبلوماسية وراء الكواليس من قبل إدارة بايدن لتفادى التخفيضات التى يمكن أن تدفع أسعار البنزين العالمية للارتفاع وقد توفر شريان حياة صغيرًا لروسيا التى بات اقتصادها منهكاً جراء الحرب فى أوكرانيا.

وأوضحت المجلة أن قرار المنظمة يعد أكبر انخفاض فى الإنتاج منذ بداية جائحة كورونا قبل عامين. وقالت المجلة إن التخفيضات، على الرغم من اعتراض البيت الأبيض، ليست ناجمة عن سياسة عقابية ضد واشنطن، لكن شبح الركود العالمى الذى يلوح فى الأفق سيؤثر بشدة على الطلب العالمى على النفط.

ورأت المجلة أنه فى المقابل، يمثل القرار ضربة سياسية بالنسبة للبيت الأبيض وإدارة بايدن، الذى تودد إلى دول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، فى وقت سابق من العام الجارى لضمان وفرة إمدادات النفط.

ووصفت المجلة الحملة التى شنها العديد من كبار مسئولى إدارة بايدن، بما فى ذلك عاموس هوشتاين، مبعوث الطاقة البارز للرئيس الديموقراطى، للضغط على أعضاء «أوبك»، بـ»الفاشلة». واتهمت المجلة المسئولين بالتقاعس عن أداء واجباتهم.

فى غضون ذلك، أثار الإعلان، وفقاً لـ»فورين بوليسى»، غضب المشرعين الأمريكيين، بمن فيهم حلفاء فى الحزب الديموقراطى لبايدن، معتبرين أن القرار سيؤثر سلباً بشكل كبير على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط التى تعانى بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة.

فى المقابل، قالت المجلة الأمريكية إنه فى حين استفادت إدارة بايدن - سياسياً واقتصادياً - من أسعار البنزين المنخفضة التى انخفضت بعد أعلى مستوياتها فى الصيف، فإن منتجى أوبك قلقون بشأن أمرين؛ هما هبوط فى الطلب (وأسعار النفط) وخطة «مجموعة الدول السبع» لوضع سقف لسعر لأسعار صادرات النفط الروسية.

ونقلت المجلة عن سامانثا جروس، خبيرة أمن الطاقة فى «معهد بروكينجز»، قولها: «لدى إدارة بايدن ومنتجى أوبك آراء مختلفة حول ظروف السوق، أو أنهم قلقون بشأن أمور مختلفة. سيفعلون دائمًا ما هو الأفضل لهم. لا يمكننا أن نتوقع منهم أن يتعارضوا مع مصلحتهم لخدمة مصلحتنا».

وكان من بين كبار المسئولين الذين حضروا اجتماع «أوبك» فى فيينا أمس، ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسى، الذى لعب دورًا مهمًا فى مساعدة الكرملين على الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع منتجى النفط الرئيسيين الآخرين، حتى فى الوقت الذى شنت فيه واشنطن وحلفاؤها الغربيون حملة لعزل روسيا دبلوماسيًا واقتصاديًا بعد الحرب.

كما اعتبرت المجلة الأمريكية أن قرار «أوبك» يوجه أيضًا ضربة رمزية لجهود واشنطن لتجريد موسكو من عشرات المليارات من الدولارات من عائدات النفط - وهو شريان حياة حاسم لاقتصاد البلاد المتعثر - بعد أن اتهم الغرب الكرملين بتسليح إمدادات الطاقة الخاصة به من أجل النفوذ الجيوسياسى.

من جانبها، رأت مجلة «نيوزويك» الأمريكية أن القرار الذى اتخذته «أوبك» التى سيؤدى إلى تأثيرات محسوسة فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك الولايات المتحدة. وقالت إنه يمكن أن يشعر المستهلكون الأمريكيون بالألم أيضًا فى شكل ارتفاع أسعار الوقود.

كما فعلوا فى وقت سابق من العام الجارى. وحول سبب فشل محاولات بايدن للتأثير على «أوبك»، قال أبهى راجيندران، خبير الطاقة ويعمل باحث مساعد فى مركز «جامعة كولومبيا لسياسة الطاقة العالمية».

للمجلة: «الاصطفاف بين الدول وبعضها داخل أوبك قوى على المستويين السياسى والاقتصادى، مما سهل قرار خفض الإنتاج».

واعتبرت المجلة أيضاً أن قرار «أوبك» سيصب فى مصلحة موسكو، خاصة وأن الكرملين قد شعر بالتهديد بعد مساعى الاتحاد الأوروبى ومجموعة السبع بشأن وضع سقف لسعر واردات النفط الروسية، وذلك رداً على الاستفتاءات التى نظمتها موسكو بشأن ضم أربع مناطق أوكرانية إلى الاتحاد الروسى.

وأضاف راجيندران: «روسيا تفضل ارتفاع أسعار النفط وتريد خفض المعروض استجابة لخطة الحد الأقصى للسعر. قرار أوبك يعد خطوة لتحقيق كلا الأمرين».

اقرأ أيضاً|أسعار النفط تسجل أكبر مكاسب أسبوعية فى 4 أشهر