هشام مبارك يكتب: الملافظ سعد وكذلك «اليونيفورم»!

هشام مبارك
هشام مبارك

كما أن الملافظ سعد كما يقولون وهو ما يعنى إنه كلما كان كلامك جميلا كان قدرك جميلا بإذن الله.فكذلك اليونيفورم سعد أو الزى الموحد الذى يرتديه أعضاء الفريق الواحد فى أى مكان أو مجال.

وكلما كان هذا الزى مبهجا متفائلا مليئا بألوان السعادة والفرح كلما كانت قدرة هذا الفريق على تحقيق النجاح كبيرة مقارنة بغيره من الفرق التى لا تهتم باختيار الزى الخاص بها بعناية.طبعا الزى لن يؤدى العمل بنفسه ولو كان الفريق متكاسلاً خاملاً فلن يصلح الزى ما أفسده الكسل والبلادة.لكن بدون شك أن هناك عوامل تساعد على النجاح منها التفاؤل الذى يصاحب الإنسان,وملابس الانسان من عوامل شعوره بالتفاؤل أو العكس.

ومن أهم الفترات التى تنشط فيها تجارة الزى الموحد هى دخول المدارس حيث تتنافس المدارس فى اختيار زى جديد يظهر تلاميذها فى أبهى صورة.لذا كان مستغرباً جداً وغير مقبول أن تختار احدى المدارس لتلاميذها زياً جديداً عبارة عن تى شيرت أبيض مخطط بالعرض بخطوط سوداء عريضة.هذا الزى بنفس الألوان كانت مرتبطة بالقبضايات أو بصورتهم التى ظهروا بها فى الأفلام المصرية القديمة,حيث كان أفراد العصابة الواحدة يرتدون زياً موحداً هو ذلك الزى.حتى لو لم يكن ذلك حقيقيا فى الواقع,فلا أظن أن العصابات زمان كانت ترتدى بالفعل زياً موحداً,ولكن ارتبط هذا الزى فى أذهان الناس باللصوص وقطاع الطرق والنصابين.فبدا وكأن المدرسة تريد أن تطمئن هؤلاء التلاميذ على مستقبلهم!! حتى مع أن الصورة التى انتشرت لهؤلاء التلاميذ الذين يرتدون زياً مدرسيا كان يرتديه اللصوص, ظهروا فى الصورة يؤدون الصلاة, شيء جميل لكن من قال إن اللصوص لا يصلون؟

وبمناسبة عودة المدارس أرسل الصديق والأديب الأقصرى الكبير المهندس عاطف محفوظ نبذة يقول فيها:
* ماكانش فيه لانش بوكس كنا بناخد تعريفة نجيب ساندوتش طعمية وأحيانا فتافيت
* ماكانش فيه زمزمية,كنا نحط كف اليد تحت الحنفية
* ماكانش فيه شنطة بعجل ,كانت شنطة من بواقى المريلة أو باقى كيس الكيماوي
* ماكانش كوتشى بينور, كان كاوتش باتا
* كان فيه جلاد لتغليف الكتاب,وتيكيت للبيانات
* كان فيه إرشادات على ظهر الكراسة اللى بنستلمها من المدرسة وأحيانا جدول الضرب
* كنا نبرى القلم الرصاص بالموس
* كنا نكتب بقلم حبر, وبعدين قلم فياظى ( قلم جاف )
* كان فيه حصة ألعاب وحصة رسم وحصة موسيقى
* كنا نغنى نشيد الله أكبر ف الطابور تأليف عبد الله شمس الدين وألحان محمود الشريف بقى نشيد ليبيا بعد كده
* كانت موسيقى تحية العلم نغمات نشيد والله زمان يا سلاحى لصلاح جاهين وكمال الطويل
* كان البنات بياخدوا حصة تدبير منزلى, والولاد زراعة
* كان فيه مشرفة صحية تفتش على الأظافر والشعر.

وحول قضايا التعليم بشكل عام وعلى جروب معاً من أجل مصر مستنيرة كان الشاعر والزجال الكبير خفيف الظل والروح غريب الشعراوى الشهير بالسندباد الطائر تساءل عن سبب انشغال أعضاء الجروب منذ عدة أيام فرد عليه الاستاذ الكبير محمد شرف قائلاً: صباح الجمال والفل والياسمين طائرنا المغرد الحبوب الحكاية دخول مدارس وجامعات وكل واحد مصدوم ومبلم وتشعر أنه لبس فى وابور زلط لامؤاخذة.
وكعادته لم يفوت الشاعر الفرصة ورد عليه قائلاً:
فين المدارس فين, و الجامعة والكُتاب
راح تدفعوا الألفين, مع كل دقة باب
الله يكون فى العون, من زحمة المصاريف
هو الشيطان ملعون, ولا العلام تخاريف
ادفع ياعم وزيد, يا الدفع يا الإعدام
فى البنك صفر رصيد, يا اساتذة الإعلام
يا مدارس التلقين, ومدارس الخواجات
بتجمعوا الملايين, من جيب ياناس اموات
اسكت بقى ياقلمى الرصاص قبل ما أباطرة التعليم يضربوك برصاص