من الطبيعي أن يشعر الأطفال والمراهقون بمشاعر شديدة عندما يكبرون، ولكن إذا انخرط المراهق في إيذاء نفسه ، أو استخدم المواد كمهرب ، أو كان لديه مزاج متطرف لأكثر من عام ، فإن مشاعره وسلوكياته يمكن أن تكون علامات على اضطراب الشخصية الحدية.
يقول الدكتور بليز أجيري ، طبيب نفسي للأطفال والمراهقين في كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماكلين ، ومتخصص في تشخيص وعلاج اضطراب الشخصية الحدية: "يعيش ما يقدر بنحو 1.6 ٪ من الأمريكيين مع اضطراب الشخصية الحدية (BPD) ، وهي حالة يتصرف فيها الشخص عندما يعتقد أن شخصًا ما سيتخلى عنه عاطفيًا أو جسديًا".
وعندما يعاني شخص مصاب باضطراب الشخصية الحدية (BPD) من محفز ، فإنه يواجه مشكلة في تهدئة العواطف مثل الغضب وكراهية الذات ، وفقًا لمعهد تشايلد مايند.
وفقًا لـ أجيري ، اعتاد أخصائيو الصحة العقلية على تجنب تشخيص الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا بمرض BPD بسبب المخاوف من وصمة العار والتشخيص الخاطئ، وذلك حسب ما ذكره موقع إنسايدر.
قال أجيري ، إذا وصل المريض إلى سن البلوغ وظهرت عليه أعراض مقلقة على مدار العام الماضي أو أكثر ، فهذا دليل كافٍ لتشخيص اضطراب الشخصية الحدية، مضيفاً أن معظم مرضاه البالغين أخبروه أنهم بدأوا في ملاحظة الأعراض عندما كانوا مراهقين.
يخشون أن يهجرهم أقربهم
قال أجيري، إنه عندما يكون شخص ما مصابًا باضطراب الشخصية الحدية ، فإن مزاجه شديد الحساسية يتعرض لبيئة تبطل تلك المشاعر الشديدة.
مع اضطراب الشخصية الحدية ، يتعلم الشخص الذي عانى من هجر كبير مثل طفل أحد الوالدين الذي ذهب إلى السجن مدى الحياة ، أو الشخص الذي فشل والداه باستمرار في تقديم الدعم العاطفي ، أن يعتقد أن الجميع سيتركهم.
قال أجيري، إن الهجر يمكن أن يأتي أيضًا من مقدم رعاية لديه حياة عمل غير متوقعة ويسافر طوال الوقت ، والذي لديه أيضًا أسلوب تربية غير منتظم وغير متوقع.
بالنسبة للمراهقين المصابين باضطراب الشخصية الحدية ، قد يبدو هذا وكأنه إرسال رسائل نصية إلى صديق أو اهتمام بالحب كل بضع دقائق خوفًا من مغادرتهم ، وفقًا لأغيري. هذه الإجراءات هي محاولات لوقف انتشار الشعور بالوحدة.
قال أجيري: "هناك شعور مزمن بالفراغ ، والفراغ له خاصية الشعور بالانفصال والوحدة ، وهو ما سيفعل أي شخص مصاب باضطراب الشخصية الحدية أي شيء لإيقافه".
يستخدمون المخدرات كوسيلة للهروب
يختبر معظم المراهقين المخدرات والكحول بسبب ضغط الأقران وكعمل من أعمال التمرد.
قال أجيري، إنه بالنسبة للمراهقين المصابين باضطراب الشخصية الحدية ، فإن المواد لها استخدامات مختلفة.
يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية باليأس للاندماج والهروب من الحالات العاطفية الشديدة والصعبة ، وفقًا لأجيري. هذا غالبًا ما يدفع المراهقين المصابين إلى استخدام مواد بطرق غير آمنة.
هذه السلوكيات ليست من دواعي سرور الانتباه ، ولكن آليات للهروب من المشاعر المؤلمة التي لا يعرفون كيفية تنظيمها.
ينخرطون في إيذاء النفس
كما قال أغيري: "بالمثل ، قد يستخدم المراهق المصاب باضطراب الشخصية الحدية سلوك إيذاء النفس كإجراء للتعامل مع الألم العاطفي الشديد، بالنسبة لهم ، فإن الإحساس الجسدي يوفر الراحة من الألم العقلي الذي يشعر بأنه لا مفر منه".
قال أجيري، إنه عندما يتلقى المراهقون علاجًا من اضطراب الشخصية الحدية ، فإن سلوكيات إيذاء النفس تميل إلى التبدد عندما يتعلمون آليات التأقلم الصحية من خلال العلاج السلوكي الجدلي (DBT) .
ما يقدر بنحو 10 ٪ من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب الشخصية الحدية سيموتون بالانتحار ، ويقدر أن 70 ٪ من الأشخاص المصابين بهذه الحالة سيحاولون الانتحار مرة واحدة على الأقل .
يتصرفون وكأنهم لا يستطيعون العيش بدون شخص ما ، حتى يخطئ هذا الشخص
يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية وكأنهم في دوامة مستمرة من التقلبات المزاجية العاطفية ، وفقًا لأغيري.
عندما يكونون في مزاج جيد ، فإن كل شيء يبدو على المسار الصحيح، ولكن عندما يكونون في حالة مزاجية سيئة ، فإن ذلك يميل إلى التأثير على كل جانب من جوانب حياتهم، وفقًا لأجيري ، قد يشعرون بأنهم أجنبيون ، حتى أثناء محاطتهم بالأصدقاء ، أو أنهم غير قادرين على إنجاز العمل.
تؤثر التحولات المزاجية المرتبطة باضطراب الشخصية الحدية أيضًا على العلاقات، وإذا أصبح المراهق المصاب باضطراب الشخصية الحدية قريبًا من شخص آخر ، فقد يشعر أنه لا يمكنه العيش بدونه ويضعه على قاعدة.
لكن أجيري قال إنه إذا شعروا بالانفصال عن هذا الشخص أو أسيء فهمه ، سواء أكان صديقًا أو اهتمامًا رومانسيًا أو والدًا ، فقد ينتقدون بطرق قاسية، وقد يبدو هذا كأنه عبارات مؤذية وانفجارات جسدية.
بعد أن يكون لدى شخص مصاب باضطراب الشخصية الحدية رد فعل سلبي ، فإنهم يشعرون بالذنب الشديد حيال ذلك ، مما يساهم في دورات الاضطراب العاطفي لديهم ، وفقًا لأغيري.
اقرا ايضا بعد إصابة الإعلامية ياسمين الخطيب به.. 17 خطوة لدعم «مريض BPD»
