مع بداية عام دراسى.. إخلاص النية يخلق أجيالاً مؤهلة لقيادة الأمة

د. ماجدة هزاع
د. ماجدة هزاع

يعود أبناؤنا الطلاب بعد أيام إلى مقاعد الدراسة مع إشراقة عام دراسى جديد ترجو الأمة منهم خيراً وتأمل أن يكونوا على قدر المسئولية ليصبحوا فخراً لبلادهم وقبل ذلك ينفعون أنفسهم وأهاليهم.

وفى السطور القادمة تقدم لنا الدكتورة ماجدة هزاع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إرشادات نبوية لأسس العملية التعليمية وهم الطالب والمعلم وأولياء الأمور فتقول:
طلب العلم النافع فى شتى مجالات الحياة من الأعمال المحببة إلى الله تبارك وتعالي، فمن خرج فى طلب العلم بنية خالصة لوجه الله الكريم ليرفع الجهل عن نفسه وأخلص فى عمله، ليسهم فى تقدم وطنه فهو على سبيل صالح وعمل مفيد يؤجر عليه بإذن الله، وذلك لأن العلم النافع يخلق أجيالاً صالحة مؤهلة لقيادة الأمة ومواجهة الجهل الذى يضر بالبشر قال تعالى: «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات»، وقال تعالى: «قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون».
وتضيف: العلم النافع مفتاح من مفاتيح التقدم الاقتصادى والرخاء المادى  

وعناصر العملية التعليمية هى: طالب ومعلم وإدارة مدرسية ناجحة وأولياء الأمور ولكل عنصر من هؤلاء دوره المهم فى إنجاح العملية التعليمية لتؤتى أكلها بإذن ربها فى حلقات متكاملة يشد بعضها بعضاً.

وتؤكد أن الطالب أولاً عليه دور وهو أن يتعلم ويعى ويفهم ما يتعلمه، فيراقب الله ويحرص على الاجتهاد دون غش، حتى لا تخرج أجيال مشوهة ويستزيد من كل علم نافع يخدم هدفه، فالله سبحانه وتعالى لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيء إلا العلم قال تعالى: «وقل رب زدنى علما»، والمعلم أيضا عليه دور فى التنشئة والتعليم فهو صاحب رسالة سامية يرجو من ورائها الأجر من الله فيبارك له الله فى رزقه وليس وظيفة فقط لتحصيل الأموال، فهو مؤتمن على رعاية المتعلمين، فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يتخذ وسائل كثيرة من أجل بلوغ الهدف والتجديد فى التعليم، فقد علم الصحابة الصلاة مثلا بالقول والفعل وصلى على المنبر والأرض أمام الناس، وكان يعلم بالتدريج مراعاة للفروق الفردية من الفهم والذكاء واستخدم أسلوب الحوار ليستجلب الأذهان والأفهام وأيضا استخدم اللغز ابتغاء الإثارة واكتشاف النابهين فيخصهم بمزيد من الاهتمام والرعاية وكذلك كان صلى الله عليه وسلم يعدد ويكرر ويجمل ويفصل حتى يتأكد من وصول المعلومة كما يريدها. 

اقرأ أيضًا

وفد من بنك التنمية الأفريقي يزور مسجد الصحابة وكتدرائية السمائيين بـ «شرم الشيخ»

وتوضح أن العنصر الثالث يتمثل فى أولياء الأمور الذين عليهم دور حيوى قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) فعليهم حسن توجيه أبنائهم لطلب العلم الذى هو باب من أبواب رضا الله تبارك وتعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)، وكذلك إرشادهم إلى الأدب فى التعامل مع المعلمين وحث أولادهم على الحفاظ على المبانى والمنشآت المدرسية.
وأخيراً أقول:على الجميع الصبر والمثابرة خصوصا فى زماننا هذا الذى تحيطه ثقافات مختلفة تأتى من مواقع التواصل الاجتماعى والفضائيات والأصدقاء.