الخروج عن الصمت

شماعة واحدة

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

محمد عبدالواحد

على أعتاب عام دراسى جديد صراع دائر فى كل بيت تعلوه مقومات النجاح والفشل.
وما جعلنى أعقد تلك المقارنة بين المقومات هى تلك الأيام التى عايشتها مع نتيجة ثانوية هذا العام وتلك الحيرة التى وقع فيها الآباء والأمهات وهم يحددون مصير أبنائهم فى ملء رغبات التحاقهم بالكليات.


فمن يتمتع منهم بمقومات النجاح يراها المحيطون به فى كل شىء بداية من ملبسه واهتمامه به وعنايته بأدواته وكتبه، بعيد كل البعد عن الخوض فى التفاهات أو انشغاله بها، يسعى جاهدا أن يهيئ كل ما يحيط به لخلق فرصة أكبر لمقومات نجاحه، وعندما حانت له الفرصة للاختيار بدأها بالأوليات وتحمل مسئولية قراره فى تحديد أهدافه.


اما النقيض فهو ظاهرة صوتية يجد نفسه وسط الضوضاء، يجهد من حوله، يجعل الجميع ينشغل بأمره تعنيه التفاهات.. أستاذ فى إضاعة الوقت، يبحث طوال الوقت عن شماعة يعلق عليها فشله فى أداء أى شىء. ولو أمعنت النظر فيهما تجد أن كلا منهما لا يختلف عن الآخر فى قدرة ذكائه بل يختلفان فى توظيفها.


كما انك لو افترضت انك تعيش بينهما تجد أن الأول وسط أسرته يلتزم الهدوء ويشرح لهم صعوبة وبساطة كل مادة وفحواها وتجدهم يتحدثون عنها وكأنهم ملمون بعلومها وفى مجال عمله يبحث دائما عمن حوله يهتم بهم ويشعر بالفخر عندما يجيد عملا أضفى من حوله لمسة عليه ليكلل بالنجاح.


 أما النقيض فهرب من تحديد رغباته واختيار مصيره وجعل الأب والأم ينهكان انفسهما فى تحديده وفى قرارة نفسه يعد نجاحه وفشله شماعة معلقة فى عنق أسرته. دائما ما يشعرهم بالجهل وانه أوتى مفاتيح علم لم يصلوا اليها.. فى عمله يكابر بالرأى ويكره المشورة وعندما يخفق يبحث عن شماعة يعلق عليها اخفاقه.


فإذا نظرت حولك تجد أن النجاح وراءه طاقة إيجابية منظومة متكاملة تؤمن بما تعمل وتحب أن تراه جيدا تكافئ من يجيد وتحاسب المخطئ دون أن تقضى عليه وتعترف بالإخفاق وتحاول إصلاحه اما الفشل فوراءه تسلط فى الرأى وانفراد بالقرار وفوضى إنتاجية لا تستطيع أن تحدد الصالح من الطالح ولو قدر لهذه المنظومة نجاح تجد له ألف يد أما الفشل فله شماعة واحدة.