الفيلم العالمي «‏The Good Boss» حكاية عن فساد الرأسمالية

فيلم The Good Boss
فيلم The Good Boss

إنچى ماجد

تجربة سينمائية جديدة أبدع فيها النجم الاسبانى خافيير بارديم؛ مع أحدث أفلامه The Good Boss ؛ والذى يجسد فيه شخصية "بلانكو" وهو الرئيس الفخرى لشركة تصنيع موازين صناعية؛ حيث يعد المصنع بعماله وموظفيه للفوز بجائزة التميز - التى ينالها دوما - ولكن  رغم كل ما يفعله فإن الأمور تسير عكس المخطط له.

بصفة "بلانكو" هو الرجل الأول داخل الشركة؛ وحصولها على جائزة التميز سيكون وقتها فى رصيده هو؛ لذا فإن الرئيس في حالة مستمرة من التدخل في حياة موظفيه؛ لإصلاح أي شئ يعكر صفو حياتهم؛ وبالتالى تحقيق نوعا من الاستقرار لهم بأي ثمن؛ وهو ما يعنى حصوله على الجائزة في النهاية.

ولن أكشف لكم إذا كان "بلانكو" قد نجح فيما يفعله أما لا؛ ولكن الخراب الذي أحدثه  تدخله المفرط فى حياة الآخرين من أجل الفوز بالجائزة؛ قد كشف عن أنه لا يفكر سوى فى اسمه كرجل أعمال قادر على تحقيق أى شئ؛ فى إسقاط سياسى من مخرج الفيلم فيرناندو ليون دو ارانوا.

يقوم الفيلم على طاقم تمثيلى متنوع من الشخصيات؛ لكل منهم قصته القصيرة التي يتدخل فيها "بلانكو"؛ وهو ما يجعل The Good Boss قريبا فى الشبه مثل السيت كوم الأمريكى الشهير The Office ؛ والذى كان أقرب إلى دراما ساخرة؛ أما The Good boss فجاء عملا دراميا شديد الابداع والتميز بفضل الأداء التمثيلى المبهر لبارديم؛ بعدما نجح فى تقديم دور رجل الأعمال المهووس بالسيطرة الأبوية على حياة موظفيه؛ ورغبته الدائمة فى إظهار فكرة أنه وموظفى المصنع يعملان كعائلة واحدة؛ وهو ما يتنافى مع شعوره الداخلى؛ والذى اتضح جليا عندما أخبر المتدربة الجديدة فى المصنع قائلا: "أنا أملكك".

بينما يحاول "بلانكو" حل العقبتين الرئيسيتين أمام فوزه بجائزته؛ الأولى تتمثل فى موظف من أقدم عاملى المصنع يتخبط في العمل بسبب مشاكل زوجية؛ وموظف آخر ساخط يحتج بشكل علنى على سياسات المصنع؛ لنجد الرئيس الشرفى يحاول تحقيق التوازن حرفيا داخل مصنعه؛ فنراه يأخذ سماعات مانعة للضوضاء من رجل عجوز؛ لتقديمها إلى حارس أمن المصنع لإبقائه في جانب الشركة بدلا من المتظاهرين؛ وفى موقف آخر يقوم بتوظيف طفل مضطرب؛ فقط حتى يعتمد عليه فى أى مهمة يكلفه بها فيما بعد؛ طوال الوقت يصور نفسه على أنه أب خير ويقوم “بلانكو” بتحريك موظفيه مثل قطع الشطرنج؛ ، وإطفاء الحرائق الموجودة فى حياة موظفيه؛ لتندلع حرائق أخرى لا يتوقع حدوثها من الأساس؛ ومع كل تلك المهارات والقوى فى إدارته للأمور؛ إلا أن تلك القوى تعود فى النهاية لتضربه هو.

ولكن على الرغم من ذكائه بعيد المدى؛ فإن The Good Boss هو في النهاية تجسيد لرجل مصاب بجنون العظمة؛ يعتقد أنه قادرا على القيام بأى شئ؛ من أجل الحفاظ على السيطرة - والتى من وجهة نظره هو توازن - في مملكته الصغيرة؛ وفى النهاية يجد “بلانكو” المساعدة من أحد موظفيه الضعفاء؛ والذى يساعده أخيرا على إعادة التوازن إلى موازين الشركة؛ بينما يتفوق عليه في لعبته الخاصة بالسيطرة على حياة الموظفين؛ وهو ما يطرح بوضوح مفهوم أن العدالة عمياء؛ على الرغم من أن “بلانكو” لا يزال يحصل على ما يريد في النهاية. 

فيلم The Good boss هو ببساطة حكاية مرضية عن الفساد المتأصل في الجشع الرأسمالي؛ كما يقول بلانكو : "في بعض الأحيان يتعين عليك خداع الميزان للحصول على الوزن الدقيق". 

أقرأ أيضا l بعد إصابته بمتلازمة «رامسي هانت» .. جاستن بيبر يتوقف عن نشاطه الفني مؤقتا