خبير آثار يكشف قصة إستكمال تابوت «الملك مرنبتاح» بعد ٤ آلاف سنة

ارشيفية
ارشيفية

قصة طريفة حدثت مع خبير الآثار د. منصور بريك فى عام ٢٠٠٥م يسردها لبوابة أخبار اليوم قائلا: "عندما قابلت الراحل اوتو شادن Otto Shaden  فى مكتبي بالأقصر وذلك  للتوقيع على أوراق بعثة جامعة ممفيس  الأمريكية والتى كان يرأسها و كانت تعمل فى مقبرة آمون مس فى وادي الملوك وأثناء الحديث معه قال إنه  أثناء  عمله  فى المنطقة أمام مقبرة امون مس  عثر على قطعة من الجرانيت  صغيرة الحجم  هى الجزء المفقود من ذقن تمثال الملك مرنبتاح  الأوزيري المشكل على تابوته  الجرانيت والمعروض  فى المتحف المصري بالقاهرة.

دراسة| الأخ الأصغر «سر البهجة» في العائلة

 يوضح منصور بريك أنه من المعروف أن الملك  مرنبتاح هو ابن رمسيس الثانى وحكم لمدة عشرة سنوات فى الفترة من ١٢١٣ وحتى ١٢٠٣ قبل الميلاد وهو صاحب المقبرة رقم ٨ فى وادي الملوك وهى من أكبر المقابر ويبلغ طولها حوالى ١١٦متر واكتشفها هوارد كارتر  فى عام ١٩٠٣م وتعرضت المقبرة للسرقة بمعرفة لصوص  المقابر وعثر فيكتور لوريه على مومياء مرنبتاح مخبأة داخل مقبرة الملك امنحوتب الثانى فى عام ١٨٩٨م ضمن عشرة مومياوات وهى معروضه حاليا فى متحف الحضارة بالفسطاط.

 

وكانت مومياء الملك مدفونة فى أربعة توابيت من الجرانيت فوق بعضهم البعض والرابع مصنوع من الكالسيت( الالبستر ) وبعد حوالى ٢٠٠ عام من وفاة مرنبتاح وخلال عصر الأسرة ٢١ والتى كانت تحكم مصر من تانيس فى الشرقية والتى اكتشف الفرنسي مونتييه عام ١٩٤٠ م مقابر ملوكها فى معبد أمون فى تانيس ومن هذه المقابر مقبرة الملك بسوسنس الأول ثالث ملوك الأسرة ٢١ عاش فى الفترة من  ١٠٣٩ وحتى ٩٩٠ قبل الميلاد وعثر على مومياء الملك مدفونة داخل تابوت من الفضة داخل تابوت من الجرانيت الأحمر  وهو التابوت الذي كان فى مقبرة مرنبتاح بالأقصر مدفون فيه مرنبتاح وقام عمال بسوسنس الأول بنقله من مقبرته لتانيس ليدفن فيه وعلى مايبدو أنهم وعند إخراج التابوت من المقبرة فى وادي الملوك انكسر منهم الجزء الأسفل من ذقن التابوت الجرانيت وتركوا هذا الجزء ورائهم فى وادي الملوك لمدة ٣٠٠٠ سنة حتى عثر عليه عالم الآثار اوتو شادن فى عام ٢٠٠٤م.

 

ويستطرد منصور بريك: "سألت اوتو شادن عن هذه القطعة  فقال لي أنه يحتفظ بها فى علبه من الكرتون داخل مقبرة آمون مس وعلى الفور اتصلت بالأمين العام للآثار آنذاك دكتور زاهى حواس وطلبت منه أن ننقل هذه القطعة لنرمم تابوت مرنبتاح والذي كسره عمال بسوسنس عند نقله من وادي الملوك  وقد كان،  وقمت بتكليف الزميل إبراهيم سليمان مدير معبد الكرنك فى ذلك الوقت بحمل القطعة والتوجه بها للمتحف المصري بالقاهرة بعد حجز تذكرة طائرة له وتوجه للمتحف المصري والمفاجأة أن القطعة فعلاً هى المفقودة من ذقن تابوت مرنبتاح وقام الزملاء بالمتحف المصري فى ذلك الوقت بترميم الذقن وإعادة القطعة للتابوت.

 

 فقط عن زيارتك للمتحف ومشاهدة التابوت الرائع  للملك مرنبتاح تذكر أن هذا التابوت قام بسوسنس  الأول بسرقته من مقبرته فى الأقصر وأنه انكسر منهم عند نقله وأنه تم العثور على هذا الجزء  بعد ٣٠٠٠ سنة من فقدانه.