بعد البدء في ترميمها.. خبير آثار يكشف أهمية مقابر بني حسن الأثرية بالمنيا

 الدكتور محمود حامد الحصري
الدكتور محمود حامد الحصري

كشف خبير الآثار الدكتور محمود حامد الحصري مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة جامعة الوادي الجديد عن أهمية مقابر بنى حسن الأثرية بالمنيا.
 

وأشار الحصرى إلى أن المناطق الأثرية بمحافظة المنيا تضم ما يقرب من 39 موقع أثري، وقد تطور اسم المنيا من الكلمة الهيروغليفية "منعت" mnat وهو اختصار اسم مرضعة الملك خوفو ثم تطور إلى كلمة "موني" mni والتي تعني المنزل أو المقر، والتي اشتق منها اسم المنيا الحالي.

وعن منطقة بني حسن الأثرية فتقع فى قرية بني حسن Beni Hasan جنوب محافظة المنيا بـ 20كم، وهي إحدى القرى التابعة لـ مركز أبو قرقاص.

وتعد مقابر بن حسن من أهم الاكتشافات ومن أهم آثار المنطقة والتي ترجع للدولة الوسطى وبالتحديد عصر الأسرتين 11 و 12، وعددها 39 مقبرة وأهم هذه المقابر هي مقبرة "خيتي"، ومقبرة "باكت الثالث"، ومقبرة "خنوم حتب الثاني"، ومقبرة "أمنمحات" وهي المقابر الأربعة الكامـلة تماماً والمعدة للزيارة بالإضافة إلى مقـابر أخرى مثل مقبرة نختي، ومقبرة ريموشنتي, ومقبرة نترخنت وبعض المقابر الأخرى غير الكاملة.

أما عن المقابر غير المكتملة فيوضح د. محمود الحصرى أنها كانت سببا فى معرفة طريقة نحت المقبرة ويعتقد البعض أن السبب في أن هذه المقابر غير مكتملة هو أن طبيعة الجبل غير مناسبة ويعتقد آخرون أن السبب هو أن صاحب المقبرة لم يعد لديه الإمكانيات ليستكملها.

وأشار الى أن أصحاب هذه المقابر فكانوا حكام إقليم الوعل أي "الغزال" وليسوا ملوكاً أو أمراء وقد كان حكام الأقاليم أصحاب نفوذ حيث تزوجوا من العائلة الملكية ومما يثبت ذلك أيضا نظام الروعة والضخامة والإمكانيات التي استخدموها في بناء مقابرهم حيث كانت الطرازات التي بنوا بها مقابرهم طرازات مقابر ملوك من حيث الإمكانيات ، والدقة ، والروعة في إتمام العمل. 

وأضاف، قد بنوا أيضا ًمقابرهم في الجبل لسهولة نحت المقابر في الجبل ولسهولة الرسم بها – المناظر كلها مرسومة وليست منحوتة – تغطى جدران المقبرة بطبقة من الملاط ثم بدئ برسم مظاهر الحياة اليومية من الزراعة والصناعة والحياة الدينية أي تعتبر مقابر بني حسن سجلاً كاملاً يسجل مظاهر الحياة في مصر في عصر الدولة الوسطى، ولقد سكن الأقباط ببني حسن في عصر الاضطهاد الروماني للمسيحيين وأقاموا بها إقامة كاملة مما أدى إلى تدمير بعض المناظر الموجودة على الجدران حيث توجد بعض الكتابات القبطية على الجدران، ونلاحظ من مشاهدتنا لمقابر بني حسن أنه يوجد ثلاث طرازات لتصميم المقابر.

وعن طراز مقابر بني حسن قال د. الحصرى أنها تنقسم لعدة طرز، الطراز الأول: حجرة بها الباب الوهمي لا يوجد بها أعمدة "طراز من الأسرة 11".
والطراز الثاني: حجرة بها الباب الوهمي تحتوي على أعمدة نباتية تمثل نبات "زهرة اللوتس" وهو طراز من الأسرة الـ11 أيضاً، أما الطراز الثالث : عبارة عن بهو أعمدة في الخارج ثم مدخل ثم صالة أعمدة كبيرة مضلعة ثم مقصورة التمثال وهذا الطراز من الأسرة الـ 12.  للمزيد (راجع) :

ويشيد الحصرى بجهود وزارة الآثار في ترميم المنشآت الأثرية والسياحية تم البدء في أعمال الموسم الثاني لترميم المقبرتين رقم 29 و 33 بمنطقة بني حسن بمحافظة المنيا، حيث بدأ فريق عمل من مرممي وأثريي المجلس الأعلى للآثار في أعمال ترميم المقبرتين، حيث صرح بذلك الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مشيرا إلى أن أعمال ترميم هاتين المقبرتين يأتي فى إطار خطة الوزارة للحفاظ على تراث مصر الحضاري والثقافي

وأشار إلى أن منطقة بني حسن على وجه التحديد تحظى بأهمية أثرية وتاريخية كبيرة حيث تضم مجموعة من المقابر الهامة التي تزخر بالعديد من مناظر الحياة اليومية عند المصري القديم وكذلك مناظر الحياة الدينية والتي تعد بمثابة سجلا مرجعيا لحياة المصري القديم في تلك الفترة التاريخية، وأن المقبرتين رقم 29 و 33  تعودان لعصر الأسرة الحادية عشرة من الدول الوسطي، وقد تم البدء في أعمال ترميمها في الموسم الأول في 2021-2022 وشملت أعمال التسجيل الفوتوغرافي لحالة المقبرتين بالداخل والخارج قبل وبعد وأثناء عملية الترميم، بالإضافة إلى أعمال التنظيف اليدوي والميكانيكي لإزالة الإتساخات من الجدران، وأعمال التنظيف الكيميائي لإزالة واستخلاص الأملاح، ومرحلة العزل والتقوية للطبقات.

 ولفت إلى أنه استكمالا لأعمال الموسم الأول فقد بدأ فريق العمل في أعمال الموسم الثاني من الترميم والتطوير للانتهاء تماماً من أعمال التنظيف والعزل تمهيدا لافتتاحهما ووضعهما ضمن المقاصد السياحية التي يمكن زيارتها بمحافظة المنيا. وهاتين المقبرتين تحملان عدد من المناظر الرائعة من الحياة اليومية وبعض الحرف كالصيد البرى والبحرى والزراعة إلى جانب مناظر ممارسة الرياضة "المصارعة" بالإضافة إلى المناظر الدينية مثل رحلة الحج لأبيدوس وصاحب المقبرة وأمامه مائدة القرابين، كما تحتوي  حجرة الدفن بالمقبرة 33 على نقوش جنائزية هامة تمثل أجزاء من نصوص التوابيت ومتون الأهرام.

اقرأ أيضا | اليوم| متحف الحضارة يفتتح معرضاً للصور الأرشيفية ..صور