مجدي حجازي يكتب: «تقبل الآخر».. ليس رفاهية

مجدي حجازي
مجدي حجازي

بقلم: مجدي حجازي

كتبت الأسبوع قبل الماضى مقالًا بعنوان: «درس بالألمانى»، تناولت من خلاله رسالة وصلتنى من د. شريف الدسوقى أستاذ العمارة بهندسة الزقازيق، الذى عرض من خلالها نهج المدارس الألمانية فى الحرص على تدريس خمسين قاعدة عن فن قبول الاختلاف والتعايش الإيجابى بين البشر.

واليوم أعرض تعقيبًا وصلنى من المهندس الكيميائى وسام جمال الجزار، بإحدى شركات البترول المصرية الكبرى، جاء فيه:


إن الاختلاف بين البشر هو سنة الحياة، وكون العالم اليوم أصبح قرية صغيرة بمعنى الكلمة، فإن فضيلة «تقبل الآخر» أصبحت حتمية وليست رفاهية.. لقد شاركت فى «كورس» يتحدث عن كيفية حل المشكلات واتخاذ القرارات فى حياتنا وكذلك فى عملنا، وقد أبرز المحاضر أربعة تحديات يواجهها العالم الآن، يمكن تلخيصها فى كلمة تتكون من أربعة حروف هى:

«VUCA»، وتفصيلًا لدلالاتها، فإن حرف «V» يرمز إلى كلمة «Voatility»، ومعناها كثرة التغيرات والتقلبات حولنا.. وحرف «U» يرمز إلى كلمة «Uncertainties»، ومفادها كثرة المعلومات المشكوك فيها وعدم وضوح الرؤية المستقبلية.. وحرف «C» يرمز إلى كلمة «Complexity»، ومعناها أن الحياة والمشاكل التى نواجهها أصبحت معقدة جدا.. أما حرف «A» فيرمز إلى كلمة «Ambiguity»، ومعناها الغموض.

 

وخلال مشاركتى وتفاعلى فى هذا «الكورس»، وجدت إنه من المهم جدا إدراج مفهوم «الاختلاف بين البشر» كواحد من أهم إن لم يكن الأهم فى تحديات هذا العصر، وعلى أثره تقدمت باقتراح إلى المحاضر لإضافة حرف «D» ليرمز إلى كلمة «Diversity» ودلالتها الاختلاف بين البشر وتقبل الآخر.. وبذلك تعدل كلمة «VUCA»، الدالة عن التحديات التى يواجهها العالم الآن كما أوضحها المحاضر، لتصبح الكلمة المختصرة هى «VUDCA»، بعد إضافة حرف «D» فى منتصف الكلمة، ولهذا مغزيان: «الأول: إن الاختلاف بين البشر هو التحدى الأكبر الذى تنبثق منه التحديات الأخرى، والثانى: بدون أن يضع الإنسان جميع ما عرضنا إليه فى الاعتبار، فإنه سوف لا يعى ما يدور حوله، ولا يستشعر من يحيط به، مما يجعله يتخبط فى قراراته). 

 

«انتهت الرسالة»


واتساقًا مع ما تقدم نجد أن «الشفافية» هى السبيل الحقيقى للخلاص من مزاعم أصحاب الهوى المشككين.. كما أن الحرص عليها كمنهج عمل لجميع المسئولين يدحض مساعى كارهى الخير لمصر.. حفظ الله المحروسة شعبا وقيادة.. والله غالب على أمره وتحيا مصر.