«وفاء عامر» تتحدث عن ذكريات «كاريوكا» | حوار

وفاء عامر وعزت أبوعوف
وفاء عامر وعزت أبوعوف

كتبت: ندى محسن

تألقت وفاء عامر في تجسيد السيرة الذاتية للفنانة القديرة تحية كاريوكا، من خلال مسلسل “كاريوكا” الذي عُرض عام 2012، وتناول قصة حياة الفنانة الكبيرة بما فيها من أزمات وصعوبات، وكشف العديد من أسرار حياتها وزيجاتها، كما تطرق العمل لعرض تفاصيل علاقاتها بعدد من رؤساء مصر السابقين .. تسترجع وفاء عامر من خلال الحوار التالي ذكرياتها مع العمل، وكواليس تحضيره، وإلمامها بالشخصية، كما تتحدث عن تحية “الإنسانة” -كما وصفتها-، وتكشف عن أسباب تمنيها لتجسيد السيرة الذاتية لتحية كاريوكا.

- بالعودة لعام 2012؛ قدمت بطولة مسلسل “كاريوكا” الذي تناول السيرة الذاتية للفنانة القديرة تحية كاريوكا .. ما ذكرياتك مع العمل؟
مُمتنة لجميع ذكريات هذا العمل، وأسعد بها عندما أتذكرها، لكن أهم وأحلى ذكرى لن أنساها أبداً عندما لمحت الفنان القدير سمير صبري -رحمة الله عليه- وهو يبكي أثناء تصويري لأحد المشاهد في المرحلة الأخيرة من العمل، وعندما سألته لماذا يبكي؟ أجابني أنه تبادر إلى ذهنه الصورة الحقيقية لتحية كاريوكا وكإنما يشاهدها أمامه، وأثنى على مدى إتقاني للشخصية والدور، إذ أنه كان أحد أقرب أصدقائها من الوسط الفني .

- صرحتِ من قبل أنك لطالما تمنيتِ تجسيد السيرة الذاتية للفنانة تحية كاريوكا .. لماذا هي على وجه التحديد؟
شخصية تحية كاريوكا ثرية فنياً، ووجدت في تفاصيل حياتها الدراما المختلفة التي تجذب الجمهور لها، فضلاً عن شدة إعجابي بشخصيتها القوية وفنها الراقي، فقد أسست اسلوب استعراضي خاص بها، لا يُنافسها فيه أحد، إذ كان لها اسلوبها وحركاتها التي تُميزها عن غيرها ، كما إنني من أشد المُعجبين بدورها الإجتماعي والسياسي، ومواقفها الإنسانية والوطنية التي برهنت أننا أمام شخصية حرة، مستقلة، و”جدعة”، فهي إنسانة عظيمة قبل أن تكون فنانة كبيرة.

اقرأ ايضًَا

الشيخ الشعراوي لـ«تحية كاريوكا»: هغير منك.. ابتدى يتبني ليكي قصور في الجنة

- وما أسباب حماسك لقبول العمل؟
أسباب عديدة؛ أهمها أنه عمل يتناول السيرة الذاتية للفنانة القديرة تحية كاريوكا، ويُسلط الضوء على ما يتعرض له الفنان من صعوبات وضغوطات حياتية مثله مثل أي شخص، وهذا ما كُنت أتمنى عرضه للجمهور، والحقيقة أن القديرة تحية كاريوكا حياتها كانت مليئة بالأزمات والتخبطات، فنحن أمام مادة “دسمة” للتناول والعرض، وأبرز ما كنت أود عرضه وتوضيحه أيضاً أن هذه السيدة لم تُخطئ أو ترتكب فعل مُحرم عندما تزوجت أكثر من مرة، كما تطرق العمل لنقطة هامة أيضاً وهي أن دور الفن والفنان لا يقتصر أو يتوقف عند ظهوره على الشاشة فقط، إنما له دور أسمى وأرقى في المجتمع، كدور الفنان الإنساني، الإجتماعي ، السياسي، الأدبي، والتوعوي ، وهي كانت تجمع بين جميع هذه الأدوار ببراعة .

- كيف كانت كواليس التحضيرات الخاصة بالعمل والشخصية من ناحية المظهر الخارجي والأداء؟
تطلبت الشخصية مجهوداً كبيراً من فريق العمل لما تحويه من تفاصيل دقيقة، إذ تولت د. سامية عبد العزيز عملية تصميم الأزياء، وبفضل الله كانت على قدر المسئولية، إذ يمكنني القول أن 90% من الأزياء كانت مُماثلة للحقيقة بشكل كبير، كما كانت مجهودات ولمسات الماكيير شريف هلال واضحة وضوح الشمس في كيفية تغير ملامحها بمختلف مراحلها العُمرية، وبالتأكيد الحُكم النهائي للجمهور الذي فاجئني بتعليقاته الإيجابية حول العمل ككل .

- وكيف اقتربت  لتفاصيل الشخصية؟
قرأت كثيراً عن تفاصيل مراحل حياتها المختلفة، كما إطلعت على الفيلم التسجيلي الذي تناول قصة حياتها، فضلاً عن إنني إستمعت لحكايات المقربين والمحيطين بها ومَن عاشروها اللذين منحاني بعض المعلومات عن شخصيتها، ثم توقفت على تفاصيل الشخصية النهائية من خلال جلسات عمل عديدة جمتعني بالمخرج عمر الشيخ .

- إلى أي مدى تأثرتِ بالشخصية أثناء تجسيدها؟
إلى حد كبير، فقد كنت أشعر أنها تعيش بداخلي وأعيش بداخلها كأننا نسيج واحد مثل “الضفيرة”، فضلاً عن أن جميع العوامل التي أحاطت بي كالحقبة الزمنية التي يتناولها المسلسل والملابس والديكور جعلتني أتداخل في أجواء العمل وأعيش معه ومع الشخصية بشكل كبير .

- هل تعتبرين هذا الدور أصعب الأدوار التي قدمتيها على مدار مشوارك الفني؟
بالطبع لا، ولا أعتبر أن هناك دوراً بالنسبة لي أصعب من غيره، لإن دوماً هناك الأصعب منه، فمثلاً دوري في مسلسل “كف القمر” كان صعباً ، يأتي بعده دوري في “جبل الحلال”، “جزيرة غمام”، “راجعين يا هوى”، و “بيت الشدة”، فجميع هذه الأعمال كان دوري فيها لا يقل صعوبة عن غيره .

- وماذا عن مشاهد الرقص في العمل؟
لم يرتكز العمل بشكل أساسي على الجانب الفني والاستعراضي من حياتها، لذلك لم اُقدم سوى عدد رقصات قليلة، وكنت أتدرب على الرقص في منزلي، لكنني كنت أهتم بالتدريب على الأداء التمثيلي أكثر من الاستعراضي لإنني في النهاية مُمثلة ولست راقصة .

- وكيف تعاملتِ مع الانتقادات التي وُجهت للعمل منها أنه احتوى على 5 مشاهد رقص فقط رغم أنه يتناول قصة حياة أيقونة الرقص الشرقي في السينما المصرية؟
بالفعل العمل لم يحتوي على مشاهد رقص عديدة، وذلك لإنها إعتزلت الرقص في سن مُبكر، وأذكر أنه في الـ 36 من عُمرها، وهي تُوفت بعُمر الـ 86، إذ إنها عملت كراقصة خلال 16 عاماً فقط من عُمرها، بينما إمتهنت التمثيل لسنوات أكثر، لذلك ليس من المنطقي أن نُقدمها كراقصة حتى آخر مشهد بالعمل، فنحن لم نغفل الجانب الفني والاستعراضي في حياتها لكن العمل تناول الشق الإنساني والدرامي في حياتها بشكل أكبر كون أن حياتها مليئة بالمواقف الإنسانية والوطنية التي كان يجب أن يتم تسليط الضوء عليها .

- وأي من مراحل حياتها التي أثرت بكِ بشكل شخصي؟
تأثرت كثيراً بالمرحلة الأخيرة من حياتها، إذ كانت المرحلة الأصعب على الصعيد المهني والنفسي، بعدما انحسرت الشهرة والأضواء عنها، ونفذت أموالها، بل ازداد فيها وزنها وتغيرت ملامحها، إلى جانب أنها عانت ظلماً وقهراً في الفترة الأخيرة من حياتها .

- ماذا تقولين في ذكرى وفاتها؟
أدعو لها بالرحمة والمغفرة، فكما قُلت هي كانت إنسانة عظيمة قبل أن تكون فنانة كبيرة، وتركت سيرة عطرة وطيبة بين كل معارفها وأصدقائها والمحيطين بها، وأبرز ما كان يتم ذكره من بين صفاتها الجميلة أنها كانت تتمتع بقدر كبير من الاحترام، الطيبة، والحنية .