فيلم «مهمة صعبة جدًا» تحقق.. اتفقت مع عشيقها على قتل زوجها

الخائنة وعشيقها
الخائنة وعشيقها

منى ربيع 

 تواترنا على أن السينما جاءت لتروي لنا قصصًا يغلب عليها طابع الخيال في معظم الأحيان، ولكن ما كنا نظنه خيالًا اكتشفنا أن الواقع بأحداثه يكون أبشع أحيانًا من خيال الروائيين والكتاب؛ في سنة 1978عرضت السينما المصرية فيلمًا بعنوان «مهمة صعبة جدًا» للسيناريست والمخرج حسين عمارة، يحكي حين يتفق أحمد وهو مخمور مع وحيد على أن يقتل له زوج أمه، مقابل أن يقتل أحمد سلوى زوجة وحيد لكي يستحوذ على بوليصة تأمين تخصها، وينفذ وحيد الاتفاق، أما أحمد فيعجز عن تنفيذ الاتفاق، وتمر السنون لنجد جريمة مشابهة في الواقع مع اختلاف بعض التفاصيل، الجريمة والعقاب نكتبها في السطور التالية.

كانت الرأس المدبرة لكل شيء، الغل والحقد والكره أعمى بصيرتها، أصبحت امرأة بلا قلب تلهث وراء غرائزها وحبها الحرام مهما كلفها ذلك، تحولت إلى سفاحة تقتل وتنحر فقط من أجل الحب الحرام، هكذا كانت سيدة العمرانية تحولت من امرأة تحمل اسم زوجها إلى عشيقة خائنة تستمتع بلحظات الحب الحرام ثم قاتلة تدبر وتخطط للخلاص من زوجها وزوجة عشيقها الذي عجز عن تنفيذ الاتفاق بقتل زوجته حتى تنعم معه بالحياة والحب التى تحلم به، وكانت الفكرة الشيطانية والتى اقترحتها الزوجة الحرباة هي أن تتخلص من زوجها مقابل أن يتخلص عشيقها من زوجته وعقد الاثنان الاتفاق وشهد عليه الشيطان، وتوالت بعدها الاحداث مثيرة حتى فوجئ الاثنان برجال المباحث فوق رأسيهما يلقون القبض عليهما وتسليمهما للعدالة والتى كتبت نهايتهما بالإعدام شنقا، ولا يزال هناك تفاصيل مثيرة جدًا.

زيارة شيطانية

القضية ترجع وقائعها إلى العام الماضي عندما كانت تتردد حنان على صديقتها إيمان بمنزلها، وهناك بدأت تتقرب من زوج صديقتها بدأت ترى فيه الرجل الذى كانت تتمناه، فهو كان في مثل عمرها تقريبا بعكس زوجها الذى كان يكبرها بخمسة عشرة عاما، احبته بجنون وبدأت تلقي بشباكها عليه حتى بادلها الإعجاب والحب هو الآخر.

وفي كل يوم يمر، علاقتهما تتطور اكثر فأكثر، حتى أصبح الاثنان يلتقيان في غياب زوجها أو زوجته، أحبت حنان زوج صديقتها «على» بجنون اصبحت تكره زوجها وصديقتها، تتمنى الخلاص منهما، كلما رأت أحدًا منهما الكره والغل يتملك منها تجاه زوجها وصديقتها معًا، فما احلى لحظات المتعة التي تعيشها مع زوج صديقتها!

وفي احد الأيام وأثناء وجودها مع عشيقها وهما يمارسان الحب الحرام، اقترحت عليه أن يتخلصا، هي من زوجها وهو من زوجته حتى يخلو لهما الجو، لكن العشيق في البداية رفض فكرتها خوفا لا تأنيب ضمير الذي دفنه في أحضان الزوجة الخائنة، لكنها أخبرته انهم يستطيعان التخلص منهما دون ان يكتشف مفتش الصحة جريمتهما؛ عن طريق السم، واظهار الوفاة قضاء وقدر حتى تفوز هي بالشقة التى يمتلكها زوجها، وبعد إلحاح وافق العشيق بعد أن وعدته أن اي شيء سوف ترثه عن زوجها سيكون ملكه وانه سيصبح الآمر الناهى في كل شيء، واتفق الاثنان على تنفيذ مخططهما بعد اسبوعين من لقائهما، وخلال الاسبوعين بدأت حنان تتقرب من زوجها ترتدى اجمل ثيابها تعامله بحب شديد، استطاعت خداعه وخداع المقربين منهما بأنها مثال الزوجة الوفية المخلصة التى تحب زوجها، وفي الميعاد المحدد اشترت حبوبا كيماوية سامة بمساعدة عشيقها ودستها لزوجها في وجبة العشاء وبمجرد ان تناول الزوج طعامه شعر بإعياء شديد، طلب منها أن تحضر له الطبيب إلا انها تركته يتألم حتى فاضت روحه إلى بارئها.

ووضعته على فراشه وخلدت الى النوم بجواره بكل جبروت، وفي الصباح بدأت تصرخ وتبكى وتستنجد بالجيران بأنها همت أن توقظ زوجها ليذهب إلى عمله في احد المطاعم حيث كان يعمل «شيف» الا انها فوجئت به لم يرد عليها جثة هامدة، وأخذت «تولول» وتلطم خديها، وصدق دموعها الجيران واشقاء زوجها وبدأوا في الوقوف بجانبها، ولم يخطر ببال أحد انها قتلته بدم بارد، واستطاعت خداعهم جميعا، وأنه توفى اثناء نومه ولم يشك أحد في انه مات مقتولا وتم دفن الزوج ولم يكتشف احد جريمتها.

وبعد وفاة الزوج بعدة أيام بدأت حنان تطلب من عشيقها أن ينفذ دوره في الاتفاق ويقتل زوجته إيمان، لكنه شعر بالخوف، وأخذ يماطلها ثم تهرب منها لمدة 10 أشهر،  لم تجد حنان أمامها سوى ان تقوم هى بالتنفيذ انتقامًا من عشيقها ومن صديقتها وحتى تفوز هي بحب عشيقها وتضعه امام الأمر الواقع.

حفلة شاي

أخذت تخطط لجريمتها الثانية بقتل صديقتها وزوجة عشيقها، اتصلت حنان بإيمان تطلب منها أن تأتى اليها لتساعدها في تنظيف شقتها، لم تتردد ايمان في الحضور لمساعدة صديقتها واخبرتها بأنها ستنتهى من بعض الأشياء وستحضر لها فورا، وبالفعل ذهبت اليها في المساء في منزلها بالعمرانية، وبمجرد أن دخلت ايمان الشقة قامت بتغيير ثيابها لتساعد صديقتها في تنظيف الشقة، وأوهمتها حنان بأنها ستذهب لإعداد كوبين من الشاي «يعدلوا» المزاج على حد تعبيرها، وهي تعد لقتلها، احضرت حجرًا أعدته لهذه اللحظة واخفته وراء ظهرها وفاجأت صديقتها من الخلف هوت به على رأسها في عدة ضربات متتالية حتى أفقدتها الوعي وهشمت رأسها إلى أن لفظت المسكينة انفاسها الأخيرة، لم تكتفِ حنان بذلك بل قطعت جثة صديقتها حتى تستطيع نقلها من الشقة، ونظفت مسرح الجريمة ووضعت الجثة في حقيبة سفر كبيرة، وطلبت من احد أصدقائها أن يحضر اليها «تاكسي» لنقل الحقيبة لانها ستذهب لاحد أقاربها، وبالفعل أحضر لها سيارة أجرة، وقام صديقها بمساعدتها بنقل الحقيبة إلى السيارة، وفي منتصف الطريق الدائرى طلبت حنان النزول، شك سائق التاكسي في حنان وكذلك الرائحة التى تنبعث من الحقيبة، خاصة انها طلبت النزول في مكان مقطوع ليس قريبًا من أي مخرج للنزول، وأبلغ صديقه الذى طلب منه أن يقوم بتوصيلها بما يساوره من شك.

اتصل بها صديقها وأوهمها بأن السائق شك في أمرها؛ لتخبره بما فعلت لتطلب منه ألا يخبر احدا، لكن الصدفة التى اوقعت بها أن ذلك الصديق كان يعرف عشيقها واخبره بما عرف، وابلغ الشرطة وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية الى مكان البلاغ ليتم العثور على جثة إيمان وبدأ رجال المباحث في عمل تحرياتهم حول الواقعة، وبالفحص والتحريات يتبين أن وراء ارتكاب الحادث عشيقة زوج المجنى عليها وتدعى حنان، واستطاع جال المباحث ضبطها وإحالتها للنيابة العامة.

اعتراف وحكم

 وامام النيابة العامة كشفت تحريات مباحث الجيزة، تفاصيل صادمة  حيث أكدت؛ أن المتهمة اتفقت مع زوج المجني عليه على قتل كل منها شريك حياته حتى يخلو لهما الجو ويمارسان الرذيلة دون مشاكل، وأضافت التحريات؛ أن الزوجة الخائنة بدأت في تنفيذ اتفاقها بالتخلص من زوجها، فدست له السم في الطعام فمات في الحال، وطالبت عشيقها بتنفيذ وعده بقتل زوجته إلا أنه تهرب منها، فقررت تنفيذ باقي الاتفاق وتمكنت من قتل زوجة عشيقها وإلقاء جثتها على طريق الدائري وبعد ورود التحريات قررت النيابة ضبط واحضار الزوج ليتم القبض عليه وإحالته للنيابة العامة، وبمواجهة المتهمة اعترفت بقتلها الضحية، وقالت إنها تربطها علاقة صداقة بالمجني عليها وكانت تتردد على منزلها فارتبطت بعلاقة عاطفية مع زوجها وتطورت إلى ممارسة الرذيلة معه في غياب الزوجة، واتفقت مع عشيقها على أن يتخلص كل منهما من شريك حياته ليتزوجا دون مشاكل.

وأضافت المتهمة في التحقيقات؛ أنها أحضرت أقراصا كيماوية سامة ووضعتها في طعام زوجها الذي يعمل «شيف» 57 سنة، ما تسبب في وفاته في الحال، مؤكدة أنها أكدت لأسرته وفاته أثناء خلوده في النوم، فتم اتخاذ إجراءات دفنه بشكل طبيعي.

وقالت المتهمة؛إنها طالبت عشيقها بتنفيذه الاتفاق بقتل زوجته كما فعلت هي مع زوجها، وعندما وجدته يتهرب من وعده، قررت هي قتلها بدلا منه، فاستدرجتها إلى شقتها وعندما وصلت ضربتها بحجر على رأسها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ثم قامت بتقطيع الجثة ووضعت جثمان المجني عليها داخل حقيبة سفر كبيرة، ثم استعانت بسيارة تاكسي وتركتها أعلى الطريق الدائري، وفرت هاربة.

اما العشيق فحاول الانكار في البداية إلا انه بعد مواجهته بحنان لم يستطع الإنكار واعترف باتفاقه معها وأنه ساعدها في إحضار الحبوب الكيماوية لتأمر النيابة العامة بحبسهما وإحالتهما إلى محكمة جنايات الجيزة والتى أصدرت حكمها بإعدام الزوجة وعشيقها.

اقرأ أيضًاl جريمة بشعة.. الخائنة وعشيقها قتلا الزوج وتخلصا من جثته في المقابر