ادعى إدمانه للمخدرات.. يقتل ابنه ويخطط لتلفيق التهمة لأسرة زوجته

الاب المتهم
الاب المتهم

إسلام عبد الخالق

بابا.. كلمة ووصف، يتمنى كل شخص سماعها والشعور بها منذ ساعات شبابه الأولى وارتباطه في زواج، لكن ما فعله محمد أمر بعيد كل البُعد عن تلك القلوب الحالمة التي تُقدر قيمة ومعنى الأبوة؛ إذ راح الأب في قصة اليوم يكيل الضرب والتعذيب لأبنائه، تارة يحرق الصغير وأخرى يضرب الكبير.

وبين هذا وذاك شرب وإهانة وسباب بأفظع الألفاظ لكل من في البيت، وعلى رأسهم زوجته، لا لشيء إلا لأن الأب دومًا عكر المزاج ويظن بين الحين والآخر أن فلذة كبده الأكبر  يتعاطي المواد المُخدرة ، بيد أن مشهد النهاية كان صادمًا بحق، إذ أنهى الرجل حياة نجله وتركه لأكثر من ثمانية وأربعين ساعة حبيس الغرفة في الطابق العلوي من المنزل، في مشهد ممتد للجميع يوحي بأن الأب قد حبس فتاة لأجل تأديبها، لكن الحقيقة أنه قد قتل ابنه وأخذ في العيش على طبيعته يُخطط ويُدبر لأجل أن يُلحق جريمته ويلصقها بأهل زوجته، إلا أن ظنه ومخططه قد خاب في النهاية وتكشفت أستار ما جرى ودار في المنزل البسيط التابع لنطاق ودائرة مركز شرطة مشتول السوق في محافظة الشرقية.

على بُعد أمتار من وسط مركز مشتول السوق في محافظة الشرقية، وبين الغرف العلوية الكائنة في الطابق الثاني من المنزل، دارت رحى المعركة الأخيرة في حياة الشاب المجني عليه محمد رضا محمد الحص، ابن الثمانية عشر ربيعًا، وكانت المعركة من جانب واحد هو والده، الذي تفنن في تعذيب نجله والتنكيل به، بل ولصق شريطا لاصقا على فمه حتى يمنعه من الصراخ؛ بحسب حديث والدة الشاب لأخبار الحوادث؛ إذ أكدت الأم المكلومة أن فتاها لم يجد الحنان أو الأبوة لدى والده طوال سنواته الثمانية عشر على ظهر البسيطة.

 أب بلا قلب 

الأم أكدت لأخبار الحوادث على أن ما أشاعه الأب عن تناول وتعاطي نجله المجني عليه للمواد المُخدرة أمر عارٍ تمامًا من الصحة، منوهةً بأن نجلها لم يتعاط المُخدرات يومًا، وأن زوجها (المتهم) كان دائم التعدي عليها وعلى ابنائهما حتى تركت منزل الزوجية منذ ثمانية أشهر هربًا من بطشه.

استرجعت الأم المكلومة تفاصيل أكثر من ثمانية عشرة عامًا عاشتها في كنف زوجها من ضرب وتنكيل وإهانة، مؤكدةً أن الزوج كان دائم الاعتداء عليها وعلى أطفالها، قبل أن تشير إلى أنه قد عرض حياة امحمدب للخطر فور ولادته؛ إذ أصر على أن يصحبه خارج المنزل في عز البرد، وحين تدخل والدها لأجل منعه وإخباره أن الطفل لا يزل صغيرًا وأن ما يفعله يُهدد حياة الصغير ثار الزوج وهدد والد زوجته بسلاح أبيض (سكين) آنذاك ورفض إعادة الطفل، قبل أن يتدخل رجال الشرطة وقتذاك.

تضيف الزوجة: عيالي ما شافوش يوم حلو مع أبوهم.. ده لا يمكن يكون أب وبيعرف يحن على عياله، لافتةً إلى أن نجلها الأصغر اأحمدب البالغ من العمر أربعة عشر ربيعًا، سبق وتعرض لسكب مياه مغلية على جسده من جانب والده، الذي قذفه بإناء المياه وتطايرت المياه على الزوجة، لكن الأثر الأكبر تسبب في إصابة الطفل بحرق كبير لا يزال أثره باقيًا في جسده حتى الآن، قبل أن تؤكد الأم كذلك على أن الأب سبق واعتدى على طفليها وتسبب في إصابتهما بجروح قطعية في رأسيهما ومنعهما من الخروج من المنزل حتى اليوم التالي، حين حضر الجيران وتكفلوا بإيصالهما إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الطبية والعلاج اللازم.

تمثيلية!

وتشير الأم المكلومة؛ إلى أنها قد تركت وأطفالها منزل الزوجية ولاذت بمنزل أهليتها لنحو ثمانية أشهر، قبل أن تعود إلى زوجها من جديد قبل نحو عشرة أيام، مع وعد من الزوج بعدم تكرار وقائع الضرب والإهانة، إلا أن الوعود ذهبت أدراج الرياح خلال الأسبوع الأول للعودة؛ إذ علا صوت الزوج الأب وثار تجاه نجلهما امحمدب وأخذ في ضربه مرارًا بالخرطوم قبل أن يفاجأ الجميع بالأب وقد احتجز فتاه في الغرفة العلوية من الطابق الثاني في المنزل، وهناك راح يكيل له الضرب والتعذيب لعدة ساعات، وهبط بعدها أدراجه وقد صمت الفتى تمامًا دون حراك، وحين استفسرت نظرات الأم وابنائها عن سبب صمت الفتى تحدث الأب بأنه قد احتجزه في الغرفة العلوية حتى يؤدبه.

مرت الساعات الثمانية وأربعون حتى صعد الأب إلى الغرفة في اليوم الثالث للاحتجاز، ومع الساعات التالية للظهيرة علا صوته وكأنه ينادي فتاة: محمد.. محمد.. رد عليا يا ابني، في مشهد بدا تمثيليًا أكثر من اللازم، قبل أن يتأكد الأمر حين هرع الجيران إلى المنزل ليجدوا الفتى ملقى على أحد أسرة المنزل وقد فارق الحياة وتيبس جسده.

لحظات فصلت بين تجمع الجيران وورود إخطار للأجهزة الأمنية في مديرية أمن الشرقية بالواقعة عقب إبلاغ مركز شرطة مشتول السوق، فيما انتقلت الأجهزة الأمنية في مركز شرطة مشتول السوق إلى المنزل محل البلاغ، فيما جرى نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى مشتول السوق المركزي، وبتوقيع الكشف الطبي على الجثمان بمعرفة مفتش الصحة تبين وجود شبهة جنائية في الوفاة، وجرى التحفظ على الجثمان في مشرحة المستشفى تحت تصرف جهات التحقيق.

توصلت التحريات رجال المباحث الجنائية في مركز شرطة مشتول السوق، برئاسة الرائد محمود مرتاح، رئيس مباحث مركز شرطة مشتول السوق، إلى أن المجني عليه كان قد تعرض للتعدي بالضرب على يد والده، والذي أنهى حياته داخل منزل الأسرة في بندر مركز شرطة مشتول السوق.

 ودلت التحريات على أن الأب المتهم قد اعتاد التعدي بالضرب على نجله من وقتٍ لآخر، وأنهى حياته بعدما أفرط في الاعتداء عليه بالضرب حتى فارق الحياة، فيما جرى نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي في مدينة الزقازيق، بقرار من جهات التحقيق في مركز شرطة مشتول السوق، التي قررت انتداب أحد الأطباء الشرعيين لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها، وصرحت بالدفن عقب الانتهاء من الصفة التشريحية.

وألقت الأجهزة الأمنية القبض على الأب المتهم وتحرر عن ذلك محضر بالواقعة في مركز شرطة مشتول السوق، وبالعرض على جهات التحقيق قررت حبس الأب المتهم على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد.

إقرأ أيضاl حكاية مريض نفسي هدد أهالي قريته بصاروخ نووي يطلقه من الصين