يضم 332 فنانًا و452 عملًا

د. طارق عبد العزيز يكتب: المعرض العام.. رئة الفنانين التشكيليين

د. نيفين  الكيلانى وزيرة الثقافة ود. خالد سرور ود. أحمد صقر أثناء تفقد الأعمال
د. نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة ود. خالد سرور ود. أحمد صقر أثناء تفقد الأعمال

انطلق المعرض العام فى دورته التأسيسية الأولى عام 1969 برعاية د. ثروت عكاشة وزير الثقافة، وتوصية من مؤتمر الفنون التشكيلية الذى انعقد فى ابريل 1967، ونظم تلك الدورة الإدارة العامة للمساعدات والخدمات الثقافية برئاسة النحات عبد الحميد حمدى.

واحتفظ المعرض باسمه الحالى «المعرض العام» منذ دورته الأولى عام 1969وحتى الدورة 21 عام 1990وكان يقام سنويًا، ثم تغير اسمه الى « المعرض القومى للفنون التشكيلية بداية من الدورة 22 عام 1991.

وحتى الدورة 29 عام 2005، وكان يقام كل عامين فى هذه الفترة، ثم تغير اسمه إلى « مهرجان الابداع التشكيلى من الدورة 30 عام 2007، وحتى الدورة 33 عام 2010 وأقيم سنويًا، ثم عاد إلى اسمه الأول «المعرض العام» بداية من الدورة 34 عام 2012 وحتى الدورة الحالية.

ومنذ انطلاق المعرض العام نجده يرصد لنا إبداعات أجيال متتالية ويحكى لنا كل عام قصصًا وحوارات تشكيلية مختلفة. فهذا الحدثعبر تاريخه الطويل استطاعأن يفرض نفسه على الساحة كأهم حدث فنى يستطيع الناقد من خلاله تقييم المشهد التشكيلى لعام مضى أو عامين.


 ونحن نحتفى بانطلاق الدورة 43 التى تحمل عنوان «ذات مصر المعاصرة» والتى شارك بها 332 فنانًا قدموا 452 عملًا فى مجالات «التصوير، والنحت، والرسم، والخزف، والجرافيك، والكمبيو جرافيك، والتصوير الجدارى، والتصوير الضوئى، والتجهيز فى الفراغ  والبيرفورمانس».


افتتحت د. نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة مساء الإثنين 5 سبتمبر الجارى الدورة الثالثة والأربعين من دورات المعرض العام وسط جموع الفنانين والمبدعين والنقاد ومتذوقى الفن من مختلف الأجيال..وفى حضور د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية، ود. أحمد صقر القوميسير العام لهذه الدورة.

وداليا مصطفى رئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون، ومحمد إبراهيم مدير قصر الفنون، والسادة أعضاء لجنة الفرز. د.مدحت نصر «رئيس اللجنة» - وعضوية كل من «د.حمدى أبو المعاطى – د.هويدة السباعى – د.عادل هارون – صلاح بيصار – د.طارق زبادى»، ومنار تقى الدين أمين اللجنة. 

قضايا مفصلية
بنظرة عامة على المعرض نجد العديد من النقاط الإيجابية، لكن على الجهة الأخرى هناك نقاط سلبية ومتكررة ولا أمل فى علاجها سريعًا إلا بحلول جذريةمعظمها يتعلق بطريقة ومكان العرض، فمن المعلوم أن هذا الحدث جاء ليناقش قضايا مفصلية وزوايا مجتمعية وإطلالة ثقافية تعكس علاقة الفن بالمجتمع.

وهذا ما نراه فى عدد قليل من الأعمال، لكن التغيرات التى تشهدها مصر فى جنبات الحياة المختلفة لم تُترجم بشكل واضح فى هذه الدورة، وكان انعكاسها ليس على المستوى المطلوب بعض الشىء، فهناك أعمال نحت وخزف وتصوير وجرافيك جيدة لكنها ظلمت بطريقة عرضها.

وهنا لانوجه أى لوم للقائمين على العرض فهذا هو المكان المخصص للعرض، والعدد كثير جدًّا مقارنة بحجم المكان، لكن ما يجب الإشارة إليه هو طرق الإضاءة التى كانت غير مناسبة للعرض، فهناك أعمال كثيرة تفتقد للإضاءة المطلوبة، وهناك أعمال نحت ميدانى وضعت فى أماكن غير مناسبة وضيقة مقارنة بحجمها.


عمل واحد فقط
وأنا بدورى أطالب من الآن د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية أن يكون ضمن شروط الدورة القادمة من المعرض العام إذا لم يتوفر مكان آخر للعرض، أن يكون لكل فنان عمل واحد فقط، وبالنسبة لأعمال النحت الميدانى يجب أن يكون ارتفاعها محددًاومناسبًا لمكان العرض، فهناك أعمال ضخمة لا تتناسب مع قاعات العرض، فكان الأولى عرضها فى مكان مفتوح خارج القصر..، بالاضافه إلى ممرات وقاعات لا تصلح تمامًا للعرض والدليل أن وزيرة الثقافة لم تستطع الدخول إليها هذا العام والأعوام السابقة، لكن فى المجمل أثنى تمامًا على المجهود المبذول من الجميع، وكلى أمل فى رؤية المعرض العام فى دورته الـ 44 مختلفًا تمامًا ليحقق طموح وآمال الفنانين.


تجارب رصينة
ومن جانبه قال د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية: إن المعرض العام هو رئة الفنانين ويقدم لنا كل عام تجارب رصينة لأجيال مختلفة فى مجالات الفن التشكيلي سواء النحت أو التصوير أو الجرافيك أو الخزف..، عكس مانراه فى صالون الشباب الذى يقدم لنا تجارب أقرب للحداثة.

والحقيقة أننا نحرص كل عام على اختيار تيمة للمعرض يستطيع الفنان من خلالها أن ينطلق بإبداعه لأبعد مدى، باختصار تيمة تحرك مشاعره تجاه بلده، ولا تقيده وتجعل حيز إبداعه ضيقًا، ويكفي أنه بحمد الله لم يتوقف المعرض العام أو صالون الشباب منذ انطلاقهما، إلا نادرًا جدًا ولظروف خاصة .. فقد  كنا حريصين تمامًا على استمرار الفاعليتين لأهميتهما فى الوسط التشكيلى وعند جموع الفنانين.


مدينة الفنون
وقدأبدى د. أشرف رضا الأستاذ بكلية الفنون الجميلة إعجابه بالتنظيم العام للمعرض قائلًا: هذه الدورة تمتاز بكثرة عدد العارضين وتنوع الأعمال فى مجالات النحت والتصوير والجرافيك وهذا خلق حالة من التناغم رغم ضيق مكان العرض.

وهذا يحسب للقوميسير العام د. أحمد رجب صقر وكل القائمين على العرض، لكن ما يؤخذ على المعرض أن هناك قاعات مزدحمة جدًّا بالأعمال والفراغات بين اللوحات ضيقة، لكن ترتيب الأعمال امتاز بذكاء القائمين على العرض للخروج من هذا المأزق.

وكل ما أتمناه رؤية المعرض العام فى دورته القادمة فى مدينة الفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة فهناك مايزيد على 12 قاعة عرض تستطيع أن تجعل العرض أكثر جمالًا.


الأماكن ضيقة
كما أثنى د.محمد غالب أستاذ الرسوم بكلية الفنون الجميلة على الأعمال المقدمة للمعرض وقال إن بها ثراء وتنوعًا فى أساليب الفنانين ومدارسهم فى النحت والخزف وباقى المجالات، وهذا يعكس صعوبة الفرز الذى قابلته اللجنة المختصة والقوميسير العام، لكن مالاحظته هو أن الأعمال المعروضة تكاد تكون متلاصقة بعضها ببعض، وكانت أعمال الخزف فى حاجة إلى حلول أخرى.

وهذا للأسف يرجع للتصميم الهندسى لقصر الفنون الذى أراه غير مناسب لعرض كل هذه الكم من الأعمال، لكن هذا هو المتاح حاليًا للقائمين على المعرض، وفى المجمل العرض جيد جدًا ومرضٍ لكثير من الفنانين.


ممرات ودهاليز
وقد أبدى النحات طارق الكومى بعض ملاحظاته التى تتلخص فى أن أماكن وممرات ودهاليز القصر لا تصلح للعرض بهذا الشكل، وهذا لا يقلل من مجهود اللجنة القائمة على العرض فهذا هو المتاح لهم، وبالنسبة للأعمال الزيتية والجرافيكية كان الكثير منها فى حاجة لتنسيق لونى واختيار لوحات أكثر تجانسًا لتعرض بجوار بعضها البعض.

وهذا كان سيضفى بالتأكيد جمالًا على العرض، فهناك لوحات كانت فى حاجة لمجاورة أعمال تشبهها فى اللون والمساحات والموضوع أيضًا، وبالنسبة للأعمال النحتية كانت تحتاج إلى فراغات وإضاءة جيدة ومناسبة لإظهارها.

اقرأ ايضا | «مستقبل وطن» ينظم معرضاً الفن التشكيلة والمستلزمات المدرسية