بعد سنوات من الإهمال.. تطوير «حدائق أنطونيادس» يدخل حيز التنفيذ

مشروع تطوير حدائق انطونيادس
مشروع تطوير حدائق انطونيادس

محافظ الإسكندرية: الحفاظ على المحتويات والأشجار النادرة.. ومدير الحدائق : إنقاذ وليس هدم

جذورها ضاربة في أعماق التاريخ كما أشجارها، تحدت عوامل الزمن والتغيرات السياسية ظلت شامخة لتكون شاهدة على الحقب المختلفة التي مرت على مصر.

كانت مسرحا لأحداث سياسية وفنية كبرى، فداخل قصر انطونيادس أبرمت معاهدة الجلاء عن مصر عام 1936 بين الحكومتين المصرية والبريطانية وتم غرس شجرة بمدخل القصر تخليدا لهذه المناسبة.

كما شهد القصر الاجتماع التحضيري لإنشاء جامعة الدول العربية عام 1944 واختيار مصر مقراً لها، كما عقد أول اجتماع للجنة غوث اللاجئين، و أول لجنة أولمبية في مصر.

استضاف القصر ملوكا أثناء إقامتهم في الإسكندرية منهم ملوك اليونان وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألبانيا، بالإضافة إلى إقامة الأميرة فوزية وزوجها الامبراطور محمد رضا بهلوي "شاه إيران" السابق بالقصر في الشهور الأولى من الزواج.

وتعد حدائق انطونيادس هى الأقدم فى الإسكندرية بل والعالم حيث يرجع بعض المؤرخين تاريخ إنشائها إلى الفترة البطلمية فى مصر، وتقع ضمن ضاحية "إيلوزيس" أو "جنات النعيم"

كانت الحدائق ملكا لأحد الأثرياء اليونانيين وعرفت – وقتها- باسمه "حدائق باستيريه" حتى تملكها محمد على باشا، وفي عهد الخديوي إسماعيل تولى الفنان الفرنسى"بول ريشار" عام 1860 أمر إعادة إنشاء الحدائق كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس.

 وسميت الحدائق بهذا الإسم نسبة إلى البارون اليوناني جون انطونيادس، والتي تملكها لاحقا وقام نجله"أنطونى" بتنفيذ وصية والده بإهداء القصر والحدائق إلى بلدية الإسكندرية عام 1918.

عانت حدائق انطونيادس من الإهمال خلال الحقب الماضية، حيث تتبع مركز بحوث البساتين منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي، إلى أن جاء قرار البدء في تطويرها خلال الأيام الماضية ليخلق حالة من الجدل على مواقع التواصل الإجتماعي وسط تخوفات من اقتلاع الأشجار القديمة وهو ما نفته الجهات الرسمية .

تطوير وليس هدم

الدكتورة بدرية حسن، مدير حديقة أنطونيادس التاريخية بالإسكندرية، نفت صحة ما يتم تداوله عن هدم الحديقة وقطع أشجارها النادرة، وأكدت أن "أنطونيادس" تشهد عملية تطوير شاملة للحفاظ عليها بعد تهالك بعض منشآتها.

وكشفت أن خطة تطوير حدائق أنطونيادس تشمل أعمال تقليم وتهذيب الأشجار حفاظا على عملية نموها، بالإضافة إلى أعمال ترميم وبناء أسوار جديدة نتيجة تهالك الأسوار الحالية، مبينة أن التطوير يشمل كامل أنحاء الحديقة التي تقع على مساحة 96 فدانًا.

وأشارت إلى أن أعمال التطوير تجرى مع مراعاة الحفاظ على تاريخ الحديقة ومحتوياتها من المعالم المميزة والتماثيل والنباتات النادرة، خاصة وأنها تعد من أقدم الحدائق في مصر.

الحفاظ على كافة المحتويات والأشجار النادرة

من جانبها أعلنت محافظة الإسكندرية أنه لا صحة لما جرى نشره وتداوله على مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع الالكترونية حول تجريف حديقة أنطونيادس بالإسكندرية وقطع الأشجار النادرة بها.

وقال اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، في بيان صحفي، إن الحدائق سيجرى تنفيذ خطة شاملة لتطوير الحديقة ورفع كفاءة جميع خدماتها، مع الحفاظ على كافة محتوياتها من التماثيل والنباتات والأشجار النادرة الموجودة بها، وذلك بهدف إعادتها لرونقها وطابعها التراثي التي كانت عليه، لتصبح بذلك مركزاً ترفيهياً حضارياً اجتماعياً بالمحافظة.

وناشدت المحافظة جميع وسائل الإعلام ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة والموضوعية ‏في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر ‏معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة البلبلة بين المواطنين.

إقرأ أيضا: وزير الاتصالات يبحث مع محافظ الإسكندرية التعاون للتطوير المؤسسي الرقمي