ميت سهيل بالشرقية.. قرية حوّلها «مونديال 1990» لقطعة من الريف الأوروبي

صورة لأحد المبانى بقرية ميت سهيل
صورة لأحد المبانى بقرية ميت سهيل

على بعد ما نحو 40 كيلو من مدينة الزقازيق، تقع قرية ميت سهيل التابعة لمدينة منيا القمح تشتهر هذه القرية بطيبة أهلها وكرمهم، ومنازلهم التي بنيت على الطراز الأوروبي.  

«بوابة أخبار اليوم» انتقلت إلى قرية ميت سهيل التابعة لمدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، حيث المبانى الفارهة وسط الخضرة الجميلة داخل الريف الشرقاوي المعروف بكرم أبنائه وتناسق الفلل المقامة على الطريقة الأوروبية.

 

قرية الرفاهية

«ميت سهيل» قرية لا تعرف الفقر تعيش في عالم من الرفاهية ولا يتخيل أحد أنها قرية صغيرة بمحافظة الشرقية، بل يعتقد زوارها للوهلة الأولى أنها أحد أحياء إيطاليا  لما تتمتع به من مبان فارهة وقصور تتحدى نظيراتها الأوروبية في فخامتها ومستوى تأثيثها.


في القرية التي تتبع إدارياً مركز منيا القمح ويتجاوز عدد سكانها 50 ألف نسمة ويعمل أكثر من 50 % من سكانها فى إيطاليا، ويمتلك معظمهم مشاريع خاصة بهم داخل إيطاليا.

السر في إيطاليا


بدأت قصة الهجرة في ميت سهيل عندما استطاع مجموعة من أبناء القرية السفر إلى إيطاليا أثناء استضافتها لكأس العالم سنة 1990، وبعدها استقطبوا معظم أبناء القرية للعمل بإيطاليا وعقب عودتهم للقرية بدأوا في تشييد العديد من المباني على الطراز الأوروبي.

عرفت ميت سهيل منذ عشرين عاما بكثرة الهجرة إلى إيطاليا، حيث كان يتجه شبابها إلى السفر بحثا عن الثراء، لكن شبابها اليوم بدأ يغير طريقه نحو الثراء من السفر إلى التنقيب عن الآثار.

اقرأ ايضاً: ضبط 9 أشخاص قاموا بالحفر والتنقيب غير المشروع عن الآثار بالشرقية 

كأس عالم 1990 في إيطاليا كان بداية حلم الثراء بسفر شباب القرية إلى إيطاليا بدلا من العمل بسوق روض الفرج بالقاهرة أو مصانع العاشر من رمضان أو بالأرض الزراعية، ثم أصبح الطريق الوحيد للسفر ينحصر في الهجرة غير الشرعية عن طريق "مراكب الموت"، مما أدى إلى غرق العشرات منهم في البحر الأبيض المتوسط.

 

حلم الثراء

حلم الثراء، وما سمعه شباب القرية عن حياة أقرانهم في إيطاليا دفعهم إلى دفع آلاف الجنيهات لسماسرة الهجرة الشرعية، باقتراض الأموال من هنا وهناك أو بيع أراضيهم الزراعية وبيوتهم، واتسعت أبواب إيطاليا لهم وجمعوا أموالا طائلة واشتهروا بـ"بلد ميلانو".

 

عام بعد عام أخذوا يتوارثون حلم الثراء جيلا بعد جيل إلى أن ازداد سعر فيزا السفر لإيطاليا أضعافا مضاعفة تعدى المائة ألف جنيه، وعادوا متجهين إلى الهجرة غير شرعية مرة أخرى ولكن كان الطريق أصعب بكثير من المرة الأولى، فمنهم من وقع بيد شرطة السواحل ومنهم من وقع أسيرا في سجون ليبيا إلى أن تم ترحيله إلى مصر.

 

يقول رياض الجوهرى  أحد أبناء قرية ميت سهيل  بداءت هجرة أهالى القرية الى إيطاليا أثناء إستضافة إيطاليا بطولة كأس العالم 90 وقتها سافر بعض أهالى القرية للعمل داخل إيطاليا وبعدها قاموا بإستقطاب معظم أهالى القرية للعمل مضيفا بأن معظم شاب القرية يسعون للعمل بالخارج أسوة بجيرانهم لكن العائق الذى يواجههم هو ثمن تذكرة السفر وعقد العمل بالخارج والذى يتراوح من 40 الى 50 الف جنيه.

وطالب أهالى قرية ميت سهيل محافظ الشرقية بإدراج القرية ضمن خطة الصرف الصحى والانتهاء من إنشاء مستشفى ميت سهيل لخدمة أهالى القرية والقرى المحيطة.