الشيخ عبداللطيف البنا.. كروان مصر منذ 100 سنة

الشيخ عبداللطيف البنا..  كروان مصر منذ 100 سنة
الشيخ عبداللطيف البنا..  كروان مصر منذ 100 سنة

بعد صوته الذي خطف القلوب، أطلق المصريون على الشيخ عبداللطيف البنا كروان مصر أو بلبل مصر وكانت هذه الألقاب تكتب في إعلانات الحفلات.


احتفظ كروان مصر بحياة هادئة في قرية بمحافظة البحيرة؛ رصدتها مجلة آخر ساعة في عام 1970؛ حيث ينام مع الغروب ويستيقظ مع الفجر والقرية تبعد مسافة 3 كيلومترات عن شبراخيت وهي بلدة محمد عبدالمطلب.

بدأ الشيخ عبداللطيف البنا طريقه من قريته في عام 1902 وكان قد أتم حفظ القرآن الكريم  وكان عمره 12 سنة، وكانت أمنية الأب أن يلحق ابنه بالمعهد الديني في دسوق وصحبه إلى هناك.

 وقبل أن يذهب به إلى المعهد اتجه به إلى سيدي إبراهيم الدسوقي ووقف أمام الضريح وقرأ الفاتحة وطلب لابنه الهداية والتوفيق وأن يراه شيخا عالما كبيرا ومنذ ذلك اليوم بدأت القرية كلها تتحدث عن الشيخ عبد اللطيف.

ولم يعش الأب لكي يرى الشيخ عبد اللطيف أشهر مغن في مصر كلها بعد 15 سنة من وقوفه أمام ضريح الدسوقي. لقد مات الأب قبل أن تمضي سنة على ذهاب الشيخ عبداللطيف إلى دسوق والتحاقه بالمعهد الديني.

ولم يستمر الشيخ عبد اللطيف بالمعهد بعد وفاة الأب ولم يعد أيضا إلى القرية فقد بدأ يتجه إلى قراءة القرآن الكريم وتعرف على كبار المقرئين والصييته في دسوق الشيخ المحلاوي والشيخ غازي والشيخ أبو النصر.

 وبدأ الناس في دسوق والقرى المجاورة يسمعون عن المقرئ الجديد الشيخ عبد اللطيف البنا وخلال ست سنوات أمضاها في دسوق كانت الجهة كلها قد عرفته وبدأت عبارات جديدة تصل إلى أذنيه من كل الذين حوله .. لماذا لا تذهب إلى مصر يا شيخ عبد اللطيف إن مكانك هناك .. هناك ينتظرك الحظ والشهرة والمال الوفير .


وفي سنة 1908 وصل الشيخ عبد اللطيف إلى القاهرة ولا أحد يعرفه وهو لم يجيء إلى العاصمة لكي يكون قارئا وإنما لكي يعرفه الناس في أم الدنيا .

 وقرر الشيخ عبد اللطيف أن يلتقي بالشيخ أحمد ندا وهو من أعظم المقرئين وأكثرهم شهرة مع الشيخ محمد رفعت وسهل له هذه المهمة أمام مسجد السيدة زينب الشيخ أبو الفضل فهو بلديات الشيخ عبد اللطيف لحسن حظه.  

وذهب الشيخ عبد اللطيف مع الشيخ أبو الفضل وقابل أعظم المقرئين الشيخ احمد ندا في بيته وعرفه بنفسه وقرأ أمامه وأعجب به وطلب منه البنا أن يسمح له أن يقرا يوم الجمعة في مسجد السيدة زينب لكي تكون فاتحة خير يبدأ بها حياته ووافق الشيخ ندا .

 من القراءة إلى المغنى

انتقل الشيخ البنا في نهاية سنة 12 من من شارع الزير المغلق في عابدين إلى درب العنبة في شارع محمد علي وكانت هي بداية التحول للشيخ من القراءة إلى المغنى . 


وفي مدخل درب العنبة كان هناك محل يبيع الآلات الموسيقية صاحبه اسمه علي الرشيدي وكان مشهور ا بأنه عازف على العود وكان الشيخ عبد اللطيف يقف بعيدا ليسمعه عند خروجه أو عودته إلى بيته ولمحه الرشيدي ونادى عليه وتعرف به واستطاع أن يقنعه بان يتجه للمغنى ليكون مثل الشيخ يوسف المنيلاوي  وبدأ الرشيدي يحفظه الأدوار والتواشيح واتقفا أن يعملا معا . 

واستأجر الرشيدي قهوة اسمها كاستيل بار أمام جامع الكخيا وفي هذه القهوة وقف الشيخ عبد اللطيف لأول مرة يغني وغنى " كنت فين والحب فين" وبدأ يشق طريقه بسرعة في عالم الغناء وكسب مالا كثيرا . وجاءت ثورة 19 وبلغ ثمن قنطار القطن 50 جنيها ووصل أجره إلى 500 جنيها في الليلة الواحدة .

وكانت أغنية " أرخي الستارة اللي في ريحنا .. أحسن جيرانك تجرحنا "  من أشهر أغاني الشيخ عبد اللطيف البنا.   وقد ذهب الخواجة  بيضافون إلى الشيخ عبد اللطيف سنة 18 وطلب منه أن يسجل اسطوانات لحساب الشركة ووافق.

واستمر الشيخ عبد اللطيف البنا يغني منذ اتجه إلى القاهرة سنة 12 حتى سنة 39 وكان عصره الذهبي من سنة 18  حتى سنة 1934 وفي سنة 1940 انسحب من القاهرة ومضى في هدوء إلى قريته  وانتهى كل ما كان يربطه بالمغنى والطرب لأن أخيه مات فجأة  في حادث مؤلم.

 ويقول الشيخ عبد اللطيف: قد ملأني الحزن  ملأ نفسي وقلبي وفاض والمغنى تعبير عن النفس وعن القلب بالفرح أو بالحزن وقد انتهى الفرح ولو أنني غنيت بعد وفاة أخي  لبكيت وأبكيت الناس معي  ولهذا توقفت وابتعدت.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا |في السبعينيات .. أشهر 10 نساء غير أنيقات