ينتظر أهالي شمال سيناء، طائر السمان بشغف كبير لاصطياده في موسم هجرة الطيور والذي يتميز بلحمه الشهي، وهو «السلوى» الذي ورد ذكره أكثر من مرة في القرآن الكريم أثناء رحلة تيه بنى إسرائيل بسيناء.
ويعتبر طائر الوروار صاحب الألوان الزاهيه الذي يزور شمال سيناء مع بدايه الخريف مؤشر لوصول أسراب "طائر السمان إلى الشواطيء المصرية ليكون في استقبالها شباك الصيد التي يتم تركيبها علي بعد 200 متر من الشاطيء .
ومع حلول شهر سبتمبر من كل عام .. يبدأ موسم صيد السمان “فاكهة الخريف” في سيناء وفقا للضوابط التي تحددها المحافظة، بناء على القرارات الصادرة من وزارة البيئة بشأن تنظيم عمليات صيد الطيور المهاجرة .
ويستعد أهالى محافظة شمال سيناء القاطنون على الشريط الساحلى موسم هجرة الطيور كل عام، حيث يستعدون له مبكرا بوسائل عديدة أشهرها استخدام ما يسمى بالمناصب وهى عوارض خشبية تركب عليها شباك تقع فيها طيور السمان، وغيرها من أنواع أخرى عند وصولها، إضافة للصيد التقليدي بنصب الشباك على الأشجار، واخرين يتعقبون الطيور وإصدار صفير لها لحثها على الدخول في هذه الشباك وهى طرق تستخدم لصيد السمان والمرعى
وينتشر مئات الصيادين على السواحل في سيناء متخذين من الأماكن العالية مستقرا لهم فى انتظار الصيد، وآخرين ينتظرون فجرا خلف الأشجار الكثيفة ومناطق الزراعات لقنص الطيور حال وصولها منهكة من رحلة الهجرة عبر البحر
ويؤكد عبد العزيز الغالي عضو اتحاد كتاب مصر، أنه مع بداية شهر سبتمبر، يظهر طائر ( الشرقرق ) او الوروار على شواطئ سيناء والذي يبشر بقدوم السمان، كما يصاحب السمان طائر المرعى واليمام والحمام البرى فى هجرة موسمية من خريف كل عام .
حيث تنصب الشباك ليتم أصطياده من رفح حتى السلوم على امتداد شواطئ البحر المتوسط ، التي تسهد قدوم عدد من الطيور الأوروبية مثل السمان والعصافير وبط الشرشير، وهى طيور مهاجرة تصل لسواحل البحر المتوسط فى طريقها لإفريقيا، ومن أشهر الدول التى تتمكن من صيد السمان مصر، وفلسطين، نظرا لموقعهما الجغرافى المتميز.
وقد استحدث بعض الصيادين المحترفين طريقة جديدة لجلب وصيد أعداد كبيرة من طيور السمان بدون الانتظار لوقت طويل، وذلك باستخدام أجهزة تصدر اصواتا لجذب طائر السمان وآخرين يستخدمون مكبرات صوت عالية، حيث يقوم الصياد بتشغيل صوت طائر السمان عن طريق المسجل وهذا الأمر يساعد على جلب الطيور بأعداد هائلة إلى مناطق الصيد.
وقال المهندس رضا عروج مدير السياحة بالمحافظة، أن طائر السمان يعتبر أبناء سيناء موسما هاما لممارسة هواية صيد طائر السمان، لما له من أهمية اجتماعية في تواصل الأسر والعائلات في مخيمات على السواحل انتظارا لوصول هذا الزائر العزيز .. فهم يمضون لياليهم في السهر والسمر والتواصل فيما بينهم فهي هواية متوارثة عبر الأجيال بما يشغل أوقات فراغهم فى عمل ممتع ومفيد.
كما يعتبر صيد السمان من الأنشطة الاقتصادية الهامة لهذا الموسم للعديد من السكان ..حيث يتم بيعه والاستفادة من العائد المادى.. كما يعتبر موسما لتصييف لأهالى المحافظة، وذلك بتركيب شباك دائمة على طول الشاطئ خلال هذه الفترة.
ويقول احمد علي، أن أكثر ما يتمناه الصيادون أن يقع طائر السمان في شباكهم، والعودة من رحلتهم برزق وفير"، موضحاً أنّه يقوم ببيع ما تمّ اصطياده لزبائنه، الذين يأتون إليه في موقع الصيد لشراء ما يحتاجون إليه من طيور السمان، والذي يعدّ لحمه من اللحوم الفاتحة للشهية والغنية بالفيتامينات والبروتين والمعادن، علاوة على انخفاض نسبة الدهون الضارة فيه لمستويات كبيرة.
