رحلة قصيرة

«أوراق الشجر»

زينب على درويش
زينب على درويش

زينب على درويش تكتب : «أوراق الشجر»

 

 

" أوراق الشجر "

مر على بلدة صغيرة.. وجد أوراق الشجر تملأ المكان.. السيقان باتت عارية.. تقف كاليتيم.. يحتاج لمن يكسوها.. يحنو عليها.. تساءل عن سبب هذا العرى.. سمع صوت تلك الأوراق وهى تشتكى حالها.. وتقول: عندما لا نجد من يستظل بنا.. ويراعينا نسقط.. مثلكم أيها البشر.. تموت قلوبكم عندما يهجرها الحب.. فكلانا يحتاج لمن يرعاه ويراعيه.


" قلمى "


يكتب بقلمه ما يوقظ القلوب.. فهو قلم صادق.. محب.. بل يسمع ويرى أيضاً.. كان رفيقه فى كل مكان.. لا يفارقه إلا عند نومه.. حينها يشعر بالوحشة.. أين أصابعك التى تحيينى عندما أخط على أوراقك البيضاء.. وكأنى أرقص على السطور..اسيقظ يا رفيقى..لا تتركنى وحيدا بلا أوراق وكلمات.. يخرج من بينها كنوز الحديث.. روائع الفكر.. أنا حياتى بين أوراقك وكلماتك.. اهجر نومك وعد إلىّ.


" الهروب والتعافى "


هربت من تلك الزاوية المظلمة.. التى عاشت عمرها كله بداخلها.. إلى الفضاء الواسع.. حينها خافت أن تأخذ أنفاسها.. فالهواء بارد.. متجدد لم تعتد عليه.. ومازالت مغمضة العينين.. هابت من ذلك النور القوى.. أما حرارة الشمس الخفيفة كانت تداعب جسدها البارد.. كأنها تولد من جديد.. وحاولت عدة مرات أن تقف على أقدامها الضعيفة.. نظرت حولها وجدت وجها بريئا مبتسما يقول لها تعافى سريعا.. الحقى أيامك القادمة.

" نصيحة الأجداد "


ما عرفوه من الأجداد.. أن قرب الحبيب يطوى الأرض.. تحت الأقدام.. وحين أصابهم الحب.. طويت لهم عند بداية الدرب الجديد.. وتحول من لمسة يديها إلى رجل حقيقى.. يبنى لها الدنيا كما تشاء.. وكانت هى له تلك الأرض التى أرسى عليها دنياهم.. وأخرج منها كنوزا يتعجب لها.. فاقد الفرح.. ربيب الحزن والأسى.. أعطوا نصيحة أجدادهم.. لكل من أراد مكانتهم.


" اعترفت "


اعترفت أن صفحات كتابها..هى أسرار عقلها المخفية عن العموم.. تراها كنوزا.. ثروة هائلة.. رموزا لخباياها.. أو هدايا للغوالى.. سطرتها بروحها.. حتى تغزل تلك الأسرار مع الواقع.. وتولد أسطورة خالدة.. تعيش بوجدان وعقول..عشاق الرقى.. والرفعة.. كانت تثق فيما تغزله.. وحين تصفحوا كتابها.. أعلنوا أنها حقا مثل نور القمر فى ليل الصحارى المعتمة.