نهار

المطبخ (٢)

عبلة الروينى
عبلة الروينى

تلك البساطة الآسرة فى صياغة رؤية جمالية وحلول فنية مبدعة، هى أكثر ما يميز عرض (المطبخ) نص وإخراج محمد عادل.. ورغم أن العرض إنتاج مستقل محدود، فإن إبداع فريق العمل، منحة خصوصية جمالية مضاعفة، معبرة عن رؤى المسرحية فى طرح قضية مهمة حول المرأة.


«كنبة» خشبية مستطيلة، باهتة اللون هى كل ديكور العرض (تصميم سلمى أبوالفضل) وهى كل مفردات البيت، أو كل مفردات الحياة الخشنة.. حتى وضعها (الكنبة) المائل بدقة محسوبة، فى منتصف المسرح، شكل دلالة عميقة لتلك الحياة المائلة داخل البيت.. وبنفس الطاقة الجمالية الموحية، لعبت إضاءة (أبوبكر الشريف) بألوانها الصفراء الخانقة، دورا فى إبراز الانتقالات الزمنية بنعومة، وفى  خلق صورة مزاجية مريرة لبيت خال من الحب والروح الحقيقية.. (لبنى المنسي) فى دور الزوجة المغلوب على أمرها، الضعيفة والمستلمة دائما.. دور صعب لتقديم شخصية تبدو لا مبالية، خالية من المشاعر، وخالية من الروح.. وإخفاء التعبير (للممثل) أصعب كثيرا من إظهاره.. على العكس كان صوت (ليلة مجدي) القوى وأداؤها الممتلئ بالثقة،

فى دور فتاة الليل (عكس الزوجة قادرة على الإمساك بقدر بمصيرها).. منحها حضورا مميزا، بينما عبر (أحمد شكري) عن لا مبالاة الزوج وتعامله العصبى مع زوجته، بدرجة من الهدوء أو الفتور، كانت بحاجة إلى بعض الشدة والفجاجة، لتعميق الهوة بين الزوجين.. ورغم أن نهاية العرض برأيى جاءت خاطفة، تجاوز فيها المخرج دوى وقوة مشهد تمرد الزوجة بالخروج النهائى ومغادرة بيت الزوجية.. فإن العرض بأكمله رؤية مبدعة للمخرج محمد عادل.. جماليات منضبطة، عذبة الإيقاع، متكاملة العناصر فى بساطة مدهشة .