دموع زوج أمام النيابة: "90 يوم زواج دمروا حياتي"

الزوج
الزوج

كتبت: هبة عبدالرحمن

«90 يوم زواج فقط كانت كفيلة لتدمير أجمل سنوات حياتى وفقدانى فرحتى واستقرارى»، بتلك الكلمات التى صاحبها الندم والحسرة بدأ الزوج الشاب «أحمد أشرف» 32 سنة من محافظة الاسكندرية، يعمل موظفا فى احدى شركات الحديد والصلب الكبرى كلامه وهو يروى مأساته لـ «اخبار الحوادث».

يقول الزوج: تزوجت منذ أكثر من 3 سنوات زواجا تقليديا، تمنيت استكمال نصف دينى وانا لازلت فى سن الشباب طامعًا في الاستقرار، فمن خلال بعض المعارف الذين شهدوا بأن العروس من اسرة متوسطة الحال تناسب ظروفي، وتم الزواج بعد فترة قصيرة كنت وقتها اعمل بشركة مقاولات بعقد غير ثابت، ورغم ذلك تمكنت من استكمال كل متطلبات عش الزوجية، وبعد الزواج بشهر تم تعيينى فى الشركة، لكن الغريب ومالا يمكن ان يتصوره عقل ان يكون تعيينى سببا فى جلب المشاكل والتعب الى حياتى الزوجية.

فقد لمعت عين حماتى بالطمع والجشع عندما علمت بتعيينى، وبدأت توسوس لابنتها بطلب المال وبألا تترك لى جنيها فى يدى، ورغم ان سعادتى زادت بخبر زفته زوجتي بأنها حامل، الا ان تلك السعادة تحولت الى جحيم، بسبب وسوسة حماتي بطلب زوجتي للمال، رغم انى لم أبخل عليها بأى شئ، وكنت اعطيها ما تريده وأكثر، وعندما اعترضت على رغبتها فى استنزافى ماديا وان تكون حذره فى الانفاق خاصة وأن هناك مولود في الطريق، فوجئت بها تتهمنى بالبخل، طلبت منى الذهاب الى منزل اسرتها متعللة برعاية والدتها لها في اول شهور حملها، وافقت بناءا على رغبتها، وكانت الصاعقه عندما فوجئت بمحضر يطرق بابى يخبرنى بأنى مطلوب امام محكمة الاسرة لان زوجتى تقدمت بدعوى نفقة ضدى وذلك بعد 90 يوم زواج.

تهديد
بألم بالغ يكمل الزوج احمد كلامه قائلا: اسرعت الى بيت اسرة زوجتى وسألتها عن السبب الذى دفعها لهذا الفعل، ففوجئت بوالدتها تقف فى وجهى قائله حرفيا؛ «انا عايزه نفقة لبنتى ومش عايزه راجل»!، وقالت لى ايضا، «انت بتقبض مرتب كبير وبتبخل على بنتى»، وعلمت بأنها سألت عن الراتب الذى يحصل عليه الموظفين فى الشركة التى اعمل بها وقارنتني بما يتحصلون عليه من راتب، واصرت على حصولها على مبلغ 4000 آلاف جنيها شهريا او ان يستكملوا قضية النفقة، وأخبرتهم بأنه ليس فى استطاعتى ذلك، فراحت تهددنى هى واشقاء زوجتى بانهم سوف يدمرونى بسيل من البلاغات الكيدية، وبأنى قمت بتديد قائمة المنقولات حتى يحبسوننى، وطلبت منى والدتها بصراحه بالغه «طلقها غيابى عشان نعرف ناخذ حقها».

جن جنونى ولم أصدق من هول ما فعلته زوجتى واسرتها، ولا اعرف ماذا افعل، لكن هدانى تفكيرى وأسرعت بنقل المنقولات من الشقة الى اخرى مستأجرة خوفا من الاستيلاء عليها واتهامي بتبديدها، لكي ادفع ثمنها مره اخرى والتى يصل قيمتها الى 350 ألف جنيه او يتم حبسى واخسر وظيفتى وسمعتى، بعدها قمت بتطليقها غيابيا بعد تهديدات اشقائها لى بالايذاء.

اقرأ أيضًا

«اشتباه» يقود مباحث النقل والمواصلات لـ«عصابة تزوير العملات المالية»

وبعد فترة فوجئت بسيل من الدعاوى القضائية ضدى، وقد حصلت على أحكام لصالحها فيها جميعا، لم اتردد لحظة فى دفع اى مستحقات حددتها المحكمة، حيث حصلت على المؤخر ونفقة متعه حتى فوجئت فى عام 2020 بأنها تقدمت بمتجمد نفقة 12 ألف جنيه عن الفترة التى قضتها لدى اسرتها قبل الطلاق وقمت بدفعها دون اى اعتراض فقط حتى اتخلص منها، وحدث ما كنت اتوقعه، تقدمت بدعوى تبديد منقولات زوجيه لكن المفاجأة انى اكتشفت بمحض الصدفه انها قد حصلت على حكم حبس سنتين ضدى غيابيا من محكمة الجنح، فأسرعت الى قسم ثانِ شرطة الرمل وقمت بتصوير المنقولات الزوجيه، واكدت على نيتى باعطائها كافة المنقولات الزوجية، بالفعل تم عمل عرض وخرج التقرير يؤكد حسن نيتى بأن منقولاتها كامله ولها ان تستلمها لذلك حصلت على براءة من محكمة جنح، لكن رفضت طليقتى استلام المنقولات وادعت انها تنقصها اشياء، ورفعت دعوى اخرى تبديد امام محكمة الاسرة بقائمة مزورة تدعي بعدم وجود 150جرام ذهب، فطعنت بالتزوير عليها.

خطف واعتداء
ويستكمل الشاب «احمد» مأساته بأسى بالغ قائلا: ثلاث سنوات ضاعت من عمري ما بين محاكم واقسام شرطة، حتى عندما انجبت ابنتى لم اعرف الا عندما تقدمت بدعوى تطالب بنفقة ولادة حتى الولاده حصلت عليها عن طريق دعوى قضائيه، مقابل ان اشقائها هددونى بالضرب والايذاء اذا قمت برفع دعوى رؤية كي ارى ابنتى، استسلمت لترهيبهم لى خوفا على مستقبلى لانهم «ماسكنى من ايدى اللى بتوجعنى»، وقررت الرحيل نهائيا حتى من المكان الذى كنت اعيش فيه، ونصحنى الجميع بالزواج مره اخرى، وبالفعل عوضنى الله بزوجة صالحة وفرت لى الحياة الهادئة المستقرة التى حلمت بها، واستأجرت شقه مجاورة لعملى وبدأت حياتى من جديد.

ولكن حدث ما لم يحمد عقباه ولم اتوقعه يوما، فقد كنت فى حالى تماما لا اعرف الكثير من الجيران، اعرفهم بالشكل فحسب، وبينما كنت عائدا من الوردية الخاصة بعملى ذات يوم والتى تنتهى الساعه الحادية عشر مساءا، فوجئت بشاب يوقفنى امام باب البيت ويخبرنى بأنه ساكن معي فى العمارة ويريد التحدث معى قليلا، اعتقدت ان هناك مشكلة تخص العماره ويريد ان نجمع من اجلها المال، وبمجرد ان مشينا خطوات من العمارة فوجئت به يدخلنى محلا مجاورا للمنزل، وفوجئت به يدفعنى أرضا، ثم ارى امامي اربعة بلطجية ممسكين بكلاب، وقد قام هذا الرجل بغلق باب المحل وانهال الجميع عليّ ضربا وعندما سألته «انت عايز منى ايه؟»، فوجئت به يجيبنى «انا زوج طلقتك وعايزك تعملى تنازل عن البنت علشان لو حبيت اسافر بها محدش يعترضني».

وبرعشه تملأ صوته يتابع «احمد» قائلا: لم يكن امامي الا التوقيع مكرها على ايصال امانه على بياض، ثم اتى ـ والد طليقتى ـ وقاموا بضربى امامه مره اخرى، واجبرنى على التوقيع على 12 ايصال امانه على بياض، ثم بدأ يساومنى على 500 ألف جنيه مقابل المنقولات الزوجية والشقة رغم انى تركت لها شقة الزوجية منذ وقوع المشاكل بيننا وهى التى رفضت استلام المنقولات عن طريق قسم الشرطة، او يحبسنى بايصالات الامانه التى حصل عليها منى، اخبرته بأنى لا امتلك هذا المبلغ فقال لى قسطهم لى طول حياتك كل شهر مبلغ مالى، واعطانى فرصة للتفكير وتركونى اذهب الى بيتى وكانت الساعه قد وصلت الى الثانية صباحا، وتركوا البطلجية تجلس امام باب البيت لمنعى من الذهاب الى قسم الشرطة للابلاغ، لكن عندما رفع اذان الفجر وبدأ المصلون بالتوجه الى الجامع رحل البلطجيه، وعلى الفور اسرعت الى قسم شرطة الدخيلة وقمت بعمل محضر بالوقعه، وتم القاء القبض على جارى من منزله وهو فى حالة ذهول حيث لم يصدق انى ساقوم بالابلاغ عنه.

وامام النيابة حضرت بصحبة المحامي محمد احمد فؤاد، للادلاء باقوالى فى الواقعة وبعد تفريغ كاميرات المراقبة الموجوده فى محيط المحل التجاري محل الواقعه، تأكدت صحة الواقعة، وبسؤال المتهم اعترف بأنه زوج طليقتى تزوجها عرفيا منذ فترة قصيرة، عندما سألنى وكيل النيابة «انت كنت تعرف ان جارك زوج طليقتك؟» نفيت وقلت «لو كنت اعلم ان هناك اية صلة قرابة كنت تركت له البيت».

ويقول محمد فؤاد المحامى: توجهت للسجل المدنى للتأكد من زواج مطلقته بالمتهم، لكننا لم نجد اية وثيقة زواج قائمة بينهما، لنتأكد من انه زوجها عرفيا، حتى اعترف بالفعل امام النيابة بزواجه منها عرفيا، وحصل على حبس لمدة 4أيام على ذمة التحقيق والتجديد وجارى ضبط باقى المتهمين المذكورين، وبعدها تم احالة المحضر والواقعة الى محكمة جنايات الاسكندرية.

بقهر يملأ صوته وقلب يتمزق ألما انهى الزوج «احمد اشرف» كلامه قائلا: الان اطلب حمايتي من اسرة مطلقتي فقد تركت لهم المنزل عائدا انا وزوجتى الحامل فى شهورها الاخيره للحياه فى شقة والدى القديمه، حتى اثاث بيتي تركته بسبب تهديد اشقاء مطلقتي لى بالايذاء.