بارقة أمل

حوار عمره 30 سنة

مجدى دربالة
مجدى دربالة

رحل الأستاذ محمد عمر الكاتب الصحفى الكبير ومدير تحرير أخبار اليوم دون سابق انذار.. ضحكاته كانت تملأ أركان الدور التاسع بمبنى أخبار اليوم.. لم تمنعه صرامته فى العمل وحرفيته أن يكون ساخرا ليضفى روحا من البهجة فى المكان الذى يتواجد فيه.

رحل الاستاذ بعد ان علَّم اجيالا كثيرة وترك وراءه فراغا كبيرا.. رحل احد اشهر المحررين البرلمانيين فى مصر.. وأحد كتاب العامود الصحفى الساخر الذين لا يضاهيهم احد فى حرفيتهم..

تركنا الاستاذ عمر والصدمة لم تفارقنا حتى اليوم ولا انسى رئيس تحرير اخبار اليوم الكاتب الصحفى الكبير عمرو الخياط حينما تواصلت معه لأقدم له العزاء كان الذهول يقطر من كلماته وهو يردد «عمر سابنا.. ولم يأت كعادته فى موعدنا صباح الخميس من كل اسبوع».

قبل 30 سنة جئت الى اخبار اليوم بعد تجربة فى روزاليوسف احد اكبر المدارس الصحفية فى مصر عاصرت قممًا صحفية لاينساها التاريخ الاساتذة عادل حمودة وابراهيم عيسى ووائل الابراشى وعبد الله كمال.. رحمهما الله ومحمد هانى وحمدى رزق وابراهيم خليل. والتقانى الاستاذ عمر فى أول ايامى بأخبار اليوم اقتطع من وقته دقائق ليصحح اسلوبى ليناسب اخبار اليوم ولم انس كلماته «الكتابة فى المجلة حاجة وفى الجريدة حاجة تانية» اشاد بأسلوبى ولكنه طلب منى ان اطوعه طبقا لطريقة الكتابة فى اخبار اليوم.

وكما علمنى عمر علَّم العشرات من الصحفيين الكبار.. ولم أنس يوم ترقيتى الى مدير تحرير قبل تسع سنوات جاءنى مازحا قائلا: «اهى الروس اتساوت يا عم مجدى».. وبعفوية رددت «محال» انتم فى مكانة اخرى وسنظل تلاميذكم.. هكذا تعلمنا فى مدرسة اخبار اليوم من اساتذتنا الكبار الاستاذ عبد الفتاح الديب والاستاذ كمال عبد الرؤوف والاستاذ ابراهيم سعدة رحمهم الله جميعا ورحم استاذنا محمد عمر وأرجو الله ان يجمعنا به فى الجنة إن شاء الله.