كتب: أحمد الجمَّال
قبل نحو 79 عامًا، نشرت «آخر ساعة» بابًا جديدًا بعنوان «شخصيات فنية»، تضمن مقالًا بقلم كوكب الشرق أم كلثوم، أبدت فيه رأيها بشأن خمس شخصيات فنية، هم المطرب والموسيقار محمد عبدالوهاب، والفنانون نجيب الريحاني، وزينب صدقي، وسليمان نجيب، ويوسف وهبي.. فماذا قالت سيدة الغناء العربى عنهم؟ هذا ما نعرفه فى نص المقال الذى نعيد نشره بتصرف محدود فى السطور التالية:
وأخيرا تكلمت أم كلثوم.. منذ شهور طلبنا منها أن تكتب هذا المقال، ولكنه لم يصلنا إلا منذ أيام بعد أن التقينا بها فى رأس البر، وهددناها بأننا لن نغادر رأس البر إلا ومعنا مقالها، وإلا فإننا سنمر عليها يوميًا ثلاث مرات ـ بعد الأكل! ـ حتى تكتبه.. وقالت لنا أم كلثوم:
ـ سيصلكم مقالى بعد ثلاثة أيام على الأكثر! وقد كان.
محمد عبدالوهاب
هذا مطرب الشرق الأول بلا منازع.. له من حرارة صوته وعاطفته المرهفة ما يوفر له النجاح الكبير.. موسيقى ماهر خصوصًا فى الاقتباس من الموسيقى الغربية، وهو يعتز بهذه المهارة فى الاقتباس حتى أنه ينسب أحيانًا إلى نفسه لحنًا مقتبسًا على أنه مؤلفه الأول.. والأخير أيضًا! يعتز أحيانًا بألحان «لا هنا ولا هناك» قد تكون محلًا للنقد مِمّنْ يهمهم أن تحتفظ الموسيقى المصرية والغناء العربى بالطابع الشرقي.
نجيب الريحانى
ممثل موهوب خفيف الروح.. يمثل بقلبه ويندمج فى الشخصية التى يمثلها اندماجًا يُصوِّر الطبيعة بدرجة لا يصل إليها غيره.. وفى اعتقادى أن الريحانى الذى لا يتمالك جمهوره نفسه من الضحك المتواصل الصادر عن القلب.. فى اعتقادى أنه يستطيع بفنه أن يسيل دموع هذه الجماهير إذا مثل أدوارًا محزنة، فهو يحس دائمًا بما يلقيه وينقل العواطف التى تختلج فى نفسه إلى أرواح سامعيه نقلًا صادقًا مفعوله أكيد! هو ممثل مصر الأول.. بل هو ممثل الشرق الأول!
زينب صدقى
شخصية محبوبة جذابة.. فيها عاطفة صادقة.. ممثلة موهوبة تعبر لك عن الدور الذى تمثله بصوتها وملامحها.. هى أصلح ممثلاتنا لتمثيل دور «الليدى».. حافظت على كرامتها ومكانتها كممثلة أولى، فلم تتراجع، وقد ساعدها على هذا خفة روحها فنالت دائمًا رضاء الجمهور وإعجابه.
سليمان نجيب
روح خفيفة طروبة مرحة فيها شذوذ، ولكنه شذوذ لذيذ! إذا أسندت إليه الأدوار التى تلائم طبيعته نقل الحياة إلى المسرح فى سهولة ويسر.. وهو إلى هذا.. ممثل «أرعن» يعيد إلى ذاكرتى دائمًا قصة التركى والقلل!
يوسف وهبى
هو أنشط المشتغلين بالمسرح.. لا شك فى هذا! كنت كثيرة الإعجاب به فى أدواره الأولى «راسبوتين» و»الكردينال»، فهى أدوار تلائم طبيعته واستعداده.
اقرأ أيضًا
في الخدمة على مدار العام.. مستشفيات فرنسا تفتح أبوابها لمحمد عبدالوهاب
اكتب لى!.. مـــــــن مقطـوعات أم كلثوم
كلمات: بيرم التونسى
أنا جانى جوابك وقريته
وجمالك فى سطوره رأيته
بدلالك هوَّاه وشمايلك
والله، بُسته وضميته
***
دى البوسة إللى حلفت يمينك
لآخدها من وسط جبينك
أنا خدت من خط يمينك
اللى أنت رسمته وخطيته
وجوابك فى الوحدة واساني
ولو أنه حرك أشجاني
كام مرة أقراه من تاني
وتبان لى من تحته معاني
أفهمها لوحدي، وقاتلاني
ودا قصدك دا للى نويته
ساعة ما كتبته وأنشيته
اكتب لى!
***
اكتب لى واشرح لى وقول
عن قلبك، وبإيه مشغول
وغيابك، قد إيه حايطول
دا كفاية علىَّ اللى قاسيته
من بعدك، دا اللى انت رضيته
اكتب لى!
***
عن وقت لقاك.. اكتب لى
صبحك ومساك.. اكتب لى
بتقابل مين؟.. اكتب لى
بتكلم مين؟.. اكتب لى
دايما وكتير.. اكتب لى
ومن غير تأخير.. اكتب لى
واعطف عالقلب اللى كويته
بشرارة حبك ونسيته
اكتب لى!
(«آخرساعة» 29 أغسطس 1943)
