مدير مركز الإرشاد الزوجي بدار الإفتاء: الزواج ساحة تراحم وليس حلبة صراع

الوردانى والمهدى خلال ملتقى التوعية الأسرية للشباب
الوردانى والمهدى خلال ملتقى التوعية الأسرية للشباب

قال د. عمرو الوردانى، مدير عام مركز الإرشاد الزواجى بدار الإفتاء المصرية: «يجب النظر إلى الزواج على أنه حياة وعيشة مكتملة وليست مجتزأة».

جاء ذلك خلال الجلسة التفاعلية التى أُقيمت بوزارة الشباب ضمن ملتقى التوعية الأسرية للشباب بمشاركة د.محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر.

استهلَّ الوردانى والمهدى الجلسة بتوجيه سؤال للشباب عن رأيهم فى الزواج وسبب الإقدام على الزواج، وقد جاءت أكثر الانطباعات إيجابية ما بين الاستقرار والتكامل والأمان والمودة والرحمة.

ولفت الوردانى النظر إلى أنه لا توجد علاقة إنسانية مكتملة الجوانب كالزواج؛ فهى أشد اكتمالًا من الأبوة والأمومة، مشيرًا إلى أن الإنسان بفطرته يحس بنقصان نفسى أو روحى أو جسدى عند عدم وجود زواج.

اقرأ أيضًا | ما حكم تشاؤم أهل الزوج من زوجة ابنهم؟ الإفتاء تُجيب 

واستعرض أسباب عزوف البعض عن الزواج، منها المنشورات والكوميكسات السلبية عن الزواج، ومنها تصرفات بعض الآباء والأمهات تجاه بعضهم البعض.

وكشف عن الحكمة الإلهية من الزواج، والحكمة من بدء الخليقة من زوج وزوجة وهما سيدنا آدم وحواء، وحاجة المرأة إلى الاحتواء والأمان، مُستعرضًا العديد من الأمثلة الشاهدة على ذلك من العصر النبوى.

وأضاف الوردانى أنَّ الزواج نعمة وهبة مضمونة من الله، فقد ضمن الله عزَّ وجل المودَّة والرحمة فى الزواج، كما قال الله عز وجل: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ».

وأشار إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الحديث النبوى الشريف: «تُنْكَحُ المرأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينهَا؛ فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ؛ تَرِبَتْ يَدَاكَ!» مؤكدًا على أن الإسلام لم يرفض أو يهمل وجود المعايير الأخرى بجانب التدين.

وتطرق د.محمد المهدى لتجربة الاتحاد السوفيتى القديمة قبل انهياره، والتى أباحت التناسل بدون زواج، وما حدث بعد ذلك من أضرار. وشدَّد على أن الرجل أعظم هدية فى حياة المرأة وكذلك المرأة أعظم هدية فى حياة الرجل، وأفضل ما يُسعد المرأة فى الحياة هو الزوج الصالح، وكذلك لا يوجد شيء يُسعد الرجل فى الحياة أفضل من الزوجة الصالحة. ولفت النظر إلى خطورة رفض الزوج للمعايير الأخرى غير التدين من الناحية النفسية.

وحرص الوردانى والمهدى على إتاحة المشاركة والتفاعل بين الحضور من الشباب فى أسلوب «لعب الأدوار» من خلال القيام بطريقة تعارف بين شاب وفتاة، وطريقة تقدُّم الشاب لوالد الفتاة لطلب يديها، والاستماع لتعليقات الحضور من الشباب مع تصحيح الأخطاء التى بدرت من المشاركين فى طريقة التعارف والتفكير لزيادة الوعى الأسرى والزواجى بين الشباب، مشددًا على أن الزواج ينبغى أن يكون ساحة للتراحم وليس ساحة صراع.

ونصحا الشباب بضرورة توافر الكفاءة وعدم السعى لفرض العلاقة من جانب واحد، وأشارا إلى السلوكيات المرفوضة عن بعض البنات كالاستقواء والعِند والندية.