فى المليان

ما بين الـعـلـمـين وتيـكـاد 8 تحالف من التحدي والتنمية

حاتم زكريا
حاتم زكريا

شهدت مدينة العلمين الجديدة هذا الأسبوع قمة عربية مصغرة بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، واكتملت القمة يوم الاثنين الماضى بحضور الرئيس المصرى وأشقائه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والملك عبد الله الثانى بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين ومصطفى الكاظمى رئيس وزراء العراق ..

وسبق أن استضافت العاصمة الأردنية عمان فى مارس الماضى قمة رباعية شارك فيها قادة مصر والإمارات والعراق والأردن .. 

وبحث القادة العرب عددا من الملفات على رأسها استمرار تداعيات الحرب الأوكرانية على العالم العربى لاسيما ما يخص الطاقة والغذاء ، كما تم التطرق لعدد آخر من قضايا المنطقة منها القضية الفلسطينية والأوضاع فى العراق وليبيا واليمن وضرورة التوصل الى حل سياسى فى سوريا واستمرار أزمة سد النهضة ، وتم الاتفاق بصفة عامة على دعم جهود وترسيخ الأمن والاستقرار لتحقيق تطلعات الشعوب العربية فى التعاون المشترك على مختلف الأصعدة ارتكازاً على دعائم الثقة والاحترام المتبادل للوصول الى ما يسعى إليه الجميع فى التقدم والبناء والتنمية.

كما استعرض القادة خلال لقائهم الأخوى عدداً من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية وتبادلوا وجهات النظر والرؤى بشأنها .. 

وفى الوقت الذى انتهى فيه اللقاء الأخوى بين قادة الدول الخمس العربية بمدينة العلمين الجديدة إلى علامات مضيئة على الساحة من وقائع تفرض على الدول العربية أقصى درجة من التنسيق والتعاون إلى ضرورة تشكيل نواة عربية مركزية تؤكد وحدة الموقف ووحدة الصف فى مواجهة الأزمات والتحديات .. 

فإننا نستقبل غداً وبعد غد مؤتمرا غاية فى الأهمية بالشقيقة تونس تحت مسمى مؤتمر طوكيو الدولى الثامن للتنمية الإفريقية « تيكاد 8 « الذى تبذل فيه اليابان كل جهودها وتضع الخطوط العريضة للتصورات المطروحة فى المؤتمر الذى يعد واحداً من أهم التجمعات الدولية الهادفة لتحقيق التعاون فى مجال التنمية بين الدول الإفريقية واليابان والمجتمع الدولى .. 

والمؤتمر الدولى ( رقم 00 )  للتنمية الإفريقية « تيكاد 00 « أخذ وضعاً مهماً وبارزاً بالنسبة للدول الإفريقية لأنه يتعلق بمجال التنمية برعاية اليابان والمجتمع الدولى وبهذا المجتمع الفقير من القارة التى تبحث من يأخذ بيديها .. 

والمؤتمر الدولى الذى ترعاه اليابان لدفع التنمية الإفريقية من خلال الشعوب والتكنولوجيا له لدى المصريين ذكرى خاصة جدا ، فقد رأست مصر واليابان المؤتمر الدولى السابع للتنمية الإفريقية ( تيكاد 7 )  الذى عقد بمدينة يوكوهاما اليابانية فى أغسطس 2019 تحت شعار دفع التنمية الإفريقية من خلال الشعوب والتكنولوجيا والإبتكار وبمشاركة زعماء من الدول الإفريقية وممثلى الجهات الداعمة كالأمم المتحدة والبنك الدولى .. 

ورغم أن الشأن الإفريقى أصبح من الموضوعات الدائمة على أجندة معظم المؤتمرات العالمية  فإن  مسألة دفع التنمية الإفريقية هى الاهتمام السائد بمؤتمرات « تيكاد « الذى ترعاه اليابان والمجتمع الدولى ..

وكان لتواجد الرئيس عبد الفتاح السيسى على رأس مؤتمر « تيكاد 7 « بصفته رئيساً للاتحاد الافريقى فى ذلك الوقت ، واتصالاته الواسعة مع كل الزعماء الأفارقة فى قمة الدول السبع الصناعية الكبرى الذى عقد بمدينة بياريتز الساحلية الفرنسية وأيضا بمؤتمر « تيكاد 7 « باليابان أثره فى استيعاب كثير من القضايا التى تواجه القارة الإفريقية وأبرزها الأولويات التنموية للدول الإفريقية ومن بينها القضاء على الفقر والتصدى لتغيير المناخ ومكافحة الأمراض المستوطنة وتشغيل الشباب وتمكين المرأة ..

فضلا ًعن العلاقة العضوية بين تحقيق التنمية والحفاظ على الأمن والإستقرار والتركيز على الأهداف المتضمنة فى أجندة التنمية الإفريقية 2063 ..

وقبل انعقاد قمة « تيكاد 8 « التى تجمع بين الدول الإفريقية والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدنى ، وتنظم بالتعاون بين اليابان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى ومفوضية الاتحاد الإفريقى والبنك الدولى ، حرصت وزارة الخارجية اليابانية والوكالة اليابانية للتعاون الدولى « جايكا « وهى الوكالة المختصة بتنفيذ برنامج مساعدات التنمية الرسمية اليابانية ODA   وتأسست عام 1974 على توضيح القضايا والملفات التى ستركز عليها هذه الدورة ..

وهى دعم الإقتصاد ومواجهة التغيرات المناخية ومكافحة الإرهاب ، فضلاً عن توضيح الأطر والمجالات التى تسعى من خلالها لمساعدة دول القارة سواء عن طريق التعاون الفنى أو التمويل والتعاون الاستثمارى والمنح فى مجالات مهمة وحيوية تشمل الرعاية الصحية والتعليم والتنمية الصناعية والزراعة والبنية التحتية والحفاظ على البيئة وبناء السلام مع التركيز على الإنجازات التى تحققت خلال الفترة السابقة وعلى ضرورة مراعاة عدة مبادئ ومفاهيم تتوافق مع المساعدات والدعم المقدم .. 

ويأتى فى مقدمة هذه المفاهيم : الأمن البشرى بمعنى السعى للوصول الى مجتمع يستطيع فيه المواطنون أن يعيشوا حياتهم اليومية بأمان وكرامة ومفهوم الجهود وتعزيز النمو المستدام دون الإضرار بالبيئة وتنمية القدرات والاهتمام بالتعليم بصفتها من المهارات الضرورية التى لابد أن يتسلح بها الأفراد ، وذلك من نتائج القمة السابقة التى عقدت عام 2019 تحت شعار : « النهوض بتنمية أفريقيا من خلال الأفراد والتكنولوجيا والابتكار « وركزت خلالها على تسريع التحول الاقتصادى وتعميق الاستدامة والمرونة وتعزيز السلام والاستقرار ، وكلها مفاهيم تحتاجها القارة بشدة خاصة فى ظل الأزمات الحالية التى تعصف بالعالم بأكمله ..

وفى سبيل ذلك حرص الجانب اليابانى على توضيح الجهود التى بذلها خلال الفترة السابقة لتعزيز البنية التحتية ورفع مهارات العاملين فى أكثر من قطاع مع التركيز على ما سماه احترام الملكية الإفريقية للمشروعات المقامة، وهو ما يميز نموذج التعاون والدعم الذى تقدمه طوكيو لدول القارة .. 

فضلاً عن المساعدة فى بناء المؤسسات وتعزيز الحوكمة لمعالجة جذور وأسباب النزاعات المسلحة التى تندلع فى دول القارة بين الحين والآخر .. 

أما تغير المناخ الذى يعد قضية الساعة فقد حرص الجانب اليابانى على الإشارة الى أهمية القمة المقبلة المقرر انعقادها فى شرم الشيخ، وكذلك على وضع تصور ودمج التخفيف من أثار تغير المناخ والتكيف معه فى تخطيط جميع المشروعات فى جميع أنحاء القارة بما فى ذلك الطاقة والنقل والتنمية الحضرية والزراعة وإدارة المياه والحد من مخاطر الكوارث والحفاظ على الغابات وفى سبيل ذلك قدمت ما يقرب من مليارى ين لدعم أكثر من 40 مشروعا لتغير المناخ فى 17 دولة إفريقية ..