رغم كل أزمتها .. ستبقى شيرين علي قمة قلوب المصريين

المطربة شيرين عبد الوهاب
المطربة شيرين عبد الوهاب

محمد كمال

لا أحد يمكن أن ينكر الموهبة الكبيرة التي تتمتع بها المطربة شيرين عبد الوهاب، لدرجة أن مكانتها وضعتها وأجبرت الجميع على اعتبارها أحد أضلاع مثلث قمة الغنائي النسائي في مصر، مع منافسة كبيرة مع أنغام وأمال ماهر، لكن تظل مكانة شيرين هي الأقرب لقلوب الجماهير العادية، لأنها منذ بداية مشوارها شعر الناس أنها منهم، فهي الأقرب للطبقة المتوسطة من معظم نجمات جيلها، لهذا خطفت قلوب المصريين بسرعة وأصبح صوتها محل ثقة وإعجاب وفخر للجماهير العريضة، وتلك الجماهير ستظل حائط الصد القوي في الوقوف معها ودعمها في كل أزماتها على مدار مشوارها الفني، الذي بدأ عام 2002 - أي ما يقرب من 20 عاما - وبرغم كل أزماتها ستبقى شيرين تمثل حالة حب خاصة للمصريين، ربما لم تصل لها مطربة في هذا الجيل سواها، ورغم كل هذا ستعود شيرين مرة أخرى لأن على مدار تاريخها تعرضت لتحديات فنية كبيرة نجحت بإقتدار في عبورها وتجاوزها حتى وصلت لتك المكانة.

تستند شيرين وتراهن دائما على موهبتها وصوتها فهما كانا جواز مرور عبورها للنجومية، وكانا هما صمام الأمان أمام كل التحديات التي مرت، خاصة أن ظهورها الغنائي الأول كان عن طريق “الصوت” فقط، بعد أن تساءل الجميع عن الصوت الجميل الذي يشارك محمد محيي في دويتو أغنية “بحبك” التي قدمها محيي في ألبوم “صورة ودمعة” عام 2011، وحازت الأغنية على إعجاب الكثيرين.

أما التحدي الفني الثاني في مشوار شيرين كان من خلال ألبوم “فري ميكس” الذي أنتجه نصر محروس، وجمعها بتوأم بداية مشوارها تامر حسني في ألبوم ضم أغنيات جمعت الثنائي معا، وأغنيات منفردة لكلا منهما، وكانت أغنية “آه يا ليل” أكثر الأغنيات التي حققت نجاحا لشيرين وردود أفعال إيجابية مع الجماهير، لدرجة أن شيرين ظلت فترة تعرف باسم “شيرين آه ليل”، قبل أن تفصح عن اسمها بالكامل في مرحلة أخرى.

خلال هذا الألبوم خرجت بعض الأصوات لتشيد بموهبتها وصوتها، إلا أنهم عبروا أنها لا تمتلك مقومات الإستمرار والنجومية، وبدأت حملات السخرية من هيئتها وقتها، وأيضا صعوبة المنافسة، سواء مع نجمات الغناء في مصر، أو حتى مع تامر الذي ظهر معها في نفس الألبوم، لكن جاء رد شيرين سريعا، ففي خلال 3 أعوام فقط قدمت ألبومين أثبتا موهبتها أكثر، وهما “جرح تاني” عام 2003، ثم “لازم أعيش” عام 2005 مع المنتج نصر محروس.

بعد غياب عن تقديم الألبومات لمدة 3 أعوام، جاء التحدي الثاني في مشوار شيرين بعد انفصالها عن مكتشفها وداعمها الأول المنتج نصر محروس، وانتقالها لشركة “روتانا”، وكان التحدي وقتها أن شيرين لن تحقق نفس مستوى نجاحها السابق، لأن هذا النجاح كان محروس جزء أصيل منه، وهو ما دمرته شيرين تماما من خلال نجاح ألبومها الأول مع “روتانا”، والذي حمل اسم “بطمنك”، ثم تبعته بالألبوم ثاني عام 2009 حمل اسم “حبيت”، وكان الفاصل الزمني بينهما أقل من عام، وكان ألبومها الثالث مع نفس الشركة عام 2012 تحت عنوان “اسأل عليا” عام 2012 وحقق أيضا نجاح جماهيري كبير وقت صدوره.

تكرر هذا الأمر بعد إعلان شيرين انفصالها عن “روتانا”، وإنضمامها للشركة الوليدة “نجوم ريكوردز”، وأستهلت أعمال الشركة الجديدة بألبوم لشيرين حمل اسم “أنا كتير”، وكان من الناحية الفنية أفضل ألبوم قدمته شيرين في مسيرتها حتى الآن، ثم تبعته بألبوم آخر عام 2018، وتمت تسميته “نساي”، وكان آخر ألبوم تقوم شيرين بطرحه رسميا.

تحد من نوع جديد واجهته شيرين بشجاعة عندما اتخذت القرار بالعودة مرة أخرى لمجال التمثيل بعد غياب ما يقرب من 12 عاما، حيث كان لها تجربة وحيده في السينما عام 2003 من خلال فيلم “ميدو مشاكل”، تلك التجربة الكوميدية التي حملت البطولة السينمائية الأولى لأحمد حلمي، وكانت بجواره شيرين، وبعد غياب تعود شيرين للشاشة لكن هذه المرة الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل “طريقي”، ووقتها كانت الأراء تحذر شيرين من تلك الخطوة بحكم تواضع تجربتها السابقة، وأن طريقة وأسلوب العمل في التليفزيون يختلف عن السينما في كل شيء، والتساؤل كان “هل برغم نجوميتها في الغناء تستطيع أن تتحمل وتتصدر بطولة مسلسل من 30 حلقة؟”، لكن شيرين لم تضع في إعتبارها كل هذا، وأخذت من هذا النقد ما يناسبها، ومضت في طريقها، وحقق المسلسل الذي كتبه تامر حبيب نجاحا مذهلا وقتها، وكان البوابة الأولى للنجومية لعدد من الفنانين، ضمنهم محمد ممدوح والسوري باسل خياط وندى موسى ومحمد عادل والمخرج محمد شاكر خضير.

ثم جاء التحدي الجديد في مشوار شيرين الفني والذي أرتبط بالبرامج التليفزيونية، وهذا ينقسم إلى أمرين، الأول تجربتها كعضو في لجان التحكيم خلال برامج اكتشاف المواهب الغنائية على غرار “أحلى صوت” و”أراب آيدول”، خاصة من خلال مشاركتها في لجنة التحكيم مع مطربين من أصحاب العيار الثقيل، مثل العراقي كاظم الساهر واللبناني عاصي الحلاني والتونسي صابر الرباعي، مع ذلك نجحت شيرين في خطف الأنظار بخفة ظلها وتلقائيتها وبساطتها مع المتسابقين، مما جعلها الهدف الأول في معظم الأوقات للمطربين الشباب حتى ينضموا إلى فريقها.

أما الأمر الثاني والتحدي في البرامج التليفزيونية كان من خلال إقدام شيرين عام 2017 بخطوة تقديم برنامج خاص بها على إحدى القنوات الفضائية، وحمل اسم “شيري استديو”، وتوقع البعض أن شيرين لن تحقق النجاح في هذه الخطوة، لكنها أثبتت قدرتها على النجاح في هذا المجال من خلال ما وجده الجمهور من تلقائية وصداقة حقيقية تجمعها مع كل ضيوفها من المطربين، خاصة حلقة استضافة المطرب محمد محيي التي كانت بدايتها معه، وقدما معا أغنية “بحبك” بتوزيع جديد، وأيضا قيام شيرين بتقديم أغنيات زملائها بتوزيع جديد وبإحساس وأسلوب مختلفين، ومن أكثر الأغنيات التي ظلت عالقة بأذهان الجماهير “أوقات” التي تعتبر من أنجح أغنيات محمد فؤاد.

كل هذه التحديات الفنية مرت بها شيرين واجتازتها جميعا حتى وأن ارتبطت خلال الفترات الأخيرة بأزمات شخصية بداية من سخريتها من جملة “ماشربتش من نيلها”، ثم أزمة “الهضبة” عمرو دياب خلال حفل مع تامر حسني ومحمد حماقي، وما حدث مع أسرة الموسيقار الراحل حسن أبو السعود، وأزمة قص شعرها، وأزماتها المتكررة مع طليقها المطرب حسام حبيب ووالده، والمشاكل الخاصة بموضوع اعتزالها والتراجع عنه أكثر من مرة.