حياة عبده الحامولي عذاب.. بدأ ببيع الأقمشة ‪

عبده الحامولي
عبده الحامولي

منذ أكثر من 140 عاما كان يوجد خان كبير لبيع الأقمشة يحمل اسم عبده الحامولي في ميدان الموسكي، فهل كان عبده الحامولي ذلك الملك المتوج على عرش الغناء قديما بائع أقمشة أو  كان هذا الخان كان ملكا لشخص آخر يسمى باسمه؟ هذه الأسئلة أجيب عنها في مجلة آخر ساعة بتاريخ 30 مارس 1949.

ولد عبده الحامولي في مدينة طنطا عام 1842 من أب يعمل بتجارة البن، وتوفيت والدته وهو صغير وتزوج والده بأخرى وذاق عبده معنى الألم والشقاء خلال سنواته الأولى وسلب منه حنان الأب، وكان له شقيق أكبر منه وكان دائما على خلاف مع والده وانتهى الأمر بهروبه من منزل والده إلى المنيا وأخذ معه عبده خوفا عليه من عدوان زوجة أبيه.

اقرأ أيضا| في الأربعينيات.. حفيد «توت عنخ آمون» يطالب بثروة جده‬ 

وقضى عبده الحامولي طفولته ضالا معذبا يشعر بالغربة، ويقال إن بسبب ذلك استطاع أن يهز القلوب أثناء غنائه المواويل، وبدا حياته الفنية عندما استمع إليه مصادفة أحد المغنين وكان يدعى المعلم شعبان، وألحقه بفرقته التي تعمل في المقاهي والأفراح في الأرياف ثم أحضره معه إلى القاهرة ليعمل في قهوة "أغاخان" في غابة الأشجار التي تعرف الآن باسم حديقة الأزبكية.

وذاع صيت عبده الحامولي وكثر رواد قهوة أغاخان، وفكر المعلم شعبان كيف الاحتفاظ بهذا الشاب واستطاع بدافع الجشع أن يستغله وأغراه بالزواج من ابنته ونجحت هذه الحيلة، إلا أن سرعان ما انفصل عبده الحامولي عن ابنته وهرب منه.


ومن أسباب نبوغ عبده الحامولي في الغناء أنه حفظ جزء من القرآن في الكتاب وبدأت أفقه الفني يتسع بالعمل مع المعلم شعبان وتزود من خلال بعض المعارف الموسيقية ومن رجل يدعى شاكر أفندي الذي أخذ منه الموشحات العربية حتى استقام له فنه وجلس على عرش الطرب في بداية القرن الـ 20.

وكانت ليالي عبده الحامولي وأفراحه هي أفراح الناس جميعا يسعون إليه من جميع المحافظات؛ حيث كان من عشاقه الشيخ "أبو العلا "أستاذ أم كلثوم، وكان من الليالي السعيدة لعبده عندما يغنى فيها للرجال وألمظ للسيدات وكانت تقام منافسة بينهم حتى انتهى بزواجه وجعلها تنقطع عن الغناء.

وشاع أن أحد الكبراء في ذلك الوقت أراد أن يستمع إليها بأي ثمن إلا أن عبده الحامولي رفض بشدة وأقسم عليها ألا تغني طالما هي في عصمته وطلبت منه أن يترك الغناء ويفتح متجر الأقمشة، ونفذ رغبتها إلا أن المتجر أو الخان لم يلبث أن أفلس ووزع بضاعته على الأصدقاء والفقراء.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم