من جدّ وجد.. من زرع حصد.. هذا هو المثل الذى ينطبق تماماً على فريق الزمالك هذا الموسم.. نوايا طيبة وإدارة واعية وجهاز فنى فاهم.. ولاعبون بذلوا كل الجهد من أجل إسعاد الجماهير التى تستحق أن تفرح وتسعد.. ليصل الأبيض أبوخطين حمر إلى منصة التتويج بطلاً للدورى للعام الثانى على التوالى.
عندما يخسر فريق كبير بطولة.. هناك من يتألم ويتوجع حباً فى النادى.. وهنا تختلف الآراء.. مجموعات تقف خلف فريقها وتشجعه من القلب.. وعينات تتشفى من «السواد» وعدم وجودها فى الكيان أو «ركنتها».. وعينات غريبة تبعد تماماً عن الحيادية والمنطق وتبدأ رحلة التخبيط فى المنافس بحثاً عن أى قصور أو تشويه لتنهى أفراحه مبكراً!!
هذه المجموعات موجودة فى كل مكان.. ولكنها أصبحت منتشرة بشكل قبيح فى الرياضة وتتزايد بشكل مؤسف نتيجة «للخراب» الاجتماعى.. الفيس بوك.. وصفحات وفيديوهات السوشيال ميديا التى تساهم فى تخريب العقول.. كل من «هب ودب» يطلع ويظهر بطلته البهية.. ويحكى ويزيد ويعيد فى أى شىء حتى ولو بألفاظ يُعاقب عليها القانون.. المهم الناس تعرفه!!
الأجواء كانت ضبابية تماماً داخل القبيلة البيضاء وخارج أسوارها.. مجلس محلول.. لجان جاءت لقيادة المؤسسة البيضاء الزملكاوية.. بعضها حاول فك الشفرات وحل «اللوغاريتمات».. وآخرون فشلوا فشلاً ذريعاً وكانوا يدعون من اليوم الأول لتولى المسئولية بأن تمر عليهم الأيام بخير حتى يبتعدوا عن نار ميت عقبة.
ملفات عويصة وشبه معضلة كانت هى أساس الزمالك.. الاقتراب منها صعب لأن لهيبها عنيف وتحتاج إلى ملايين الملايين.
كل هذا فى كفة والفريق الأول لكرة القدم فى كفة.. الهدف فى مرمى المنافس يهز القلوب.. ويسعد البشر الزملكاوية ويجعل الحياة أحلى.. والفوز بالنقاط الثلاث يجعل الوجوه مبتسمة والفرحة ما بعدها فرحة.. وعندما يصل الأمر إلى بطولة فى ظل التقلبات والانقلابات هنا المعجزة.
كانت الانتخابات هى بداية زمن الزمالك.. جاء مجلس مرتضى منصور بقائمة كاملة.. وبدأت الرؤية تتضح.. والخزائن تمتلئ.. والحياة تعود إلى طبيعتها.. والشغل المؤسسى يعود من جديد.. هذه هى الحقيقة.. إن وجدت نجاحاً فاعلم أن العامل الأول الإدارة ورئيس المؤسسة.
تعدلت الأوضاع تماماً فى الزمالك.. اختفت «الشلالية» خوفاً من مرتضى منصور.. كل من ينتمى إلى البيت الأبيض دوره محدد دون تدخل فى عمل الآخرين.. هنا اختفى زمن «السمك لبن تمرهندى» الذى كان يتربع الزمالك على عرشه فى الماضى.. اختفى من يريد المجلس من خارج حدود المجلس أو الزمالك وحدث الانتصار.
منح المجلس الحالى الذى لا أعرف أعضاءه بالكامل.. الصلاحيات الكاملة لأمير مرتضى الذى أجاد وأغلق الأبواب أمام تسريب الأخبار والمعلومات التى كانت موجودة داخل ميت عقبة على «الكيف» وفى كل الصحف دون أى حياء أو خجل.
من يصدق أن أعمدة أساسية فى فريق ترحل ولا يهتز الفريق.. ويظهر مجموعة من الشباب الأفذاذ يحققون انتصارات كبرى بأداء فنى رائع يعيد أمجاد الفن والهندسة.
من يصدق أن الزمالك ومديره الفنى فيريرا المبدع والمخضرم، يلعب من أجل الفوز فقط ويدخل فى مواجهة الأهلى بلا خوف أو رعب مثلما كان يحدث فى أجيال كثيرة تخسر من الأهلى نفسياً قبل المهارات وانطلاق المباراة.
من يصدق أن الزمالك يفوز فى أكثر من 10 مباريات متتالية لأن هناك هدفاً وعزيمة وإصراراً وحباً وهدوءاً.
نعم استحق الزمالك بطولة الدورى هذا الموسم لأنه كافح ولم يخترع وكان التوفيق حليفه.
جميل أن يبارك الأهلاوية للزمالك، لأن الرياضة مكسب وخسارة، يوم كسبان وآخر متعادل ويوم خسران.. ومثلما أكدت من قبل أن نغمة التحفيل فعلاً «رزلة وبايخة ودمها تقيل» وتسبب حالة من الفوضى.
على الأهلى أن يتدارك أخطاءه حتى يعود للمنافسة ويسعد جماهيره من جديد، وعلى الزمالك أن يواصل دعم صفوفه وأن يستمر فى استقراره ليحافظ على ما وصل إليه لأن جماهيره عرفت طعم الفرحة والسعادة والفوز.
مبروك لكل منظومة الزمالك التى أعادت الزمن الأبيض «أبوخطين حمر».. وهاردلك للمنافس التقليدى الأهلى.. والله الموفق والمستعان.
برقيات سريعة
< محمد صلاح: أحوال ليفربول غير مطمئنة.. لأن عضمة النجوم كبرت!!
< سواريش: «باى.. باى»!!
< فيريرا: أصبحت علامة فى ميت عقبة.. لن ينساك الزملكاوية!!
< محمد عمر: الاتحاد «سيد البلد» وأنت النجم الأول فى الإسكندرية.
< محمد الشناوى: وحشتنا.. المنتخب فى انتظارك!!