وظائف المستقبل.. سوق العمل بالذكاء الاصطناعى .. والخبراء: رقمنة الحياة هي السائدة

50% من العمالة بحاجة لإعادة بناء مهاراتهم لتتلاءم مع التطورات التكنولوجية
50% من العمالة بحاجة لإعادة بناء مهاراتهم لتتلاءم مع التطورات التكنولوجية

تحليل البيانات وتطويرالتطبيقات وأمن المعلومات الأبرز..والخطر يهدد عشرات ش التقليدية


«لم نعد بمفردنا على هذا الكوكب».

مقولة اعتدنا سماعها كثيرا ضمن أحداث أفلام الخيال العلمي، التى أعطت للكائنات الفضائية و الروبوتات والآلات التكنولوجية الحق فى مشاركتنا مجالات حياتنا اليومية، حتى أنها استبدلتنا لتقوم بمهامنا.

إلا إننا لم نكن نتوقع أن يتحول الأمر لحقيقة فى غضون بضعة عقود، فبعيدا عن الكائنات الفضائية أصبح المستقبل مشتركا بيننا وبين الآلات التى أتاحت لها أنظمة الذكاء الاصطناعى الفرصة لاتخاذ القرارات بنفسها، ففى عام 2020 تقلص الاعتماد على البشر إلى 67% مقابل ارتفاع الاعتماد على الآلات إلى 33%، ووفقا لآخر تقرير لمنتدى الاقتصاد العالمى فإن هذه النسبة سترتفع إلى 47% خلال ثلاثة أعوام فقط..

وفى هذا العالم الذى تغيرت معالمه، أصبح سوق العمل مختلف المعالم عما عرفناه، فطرأت وظائف جديدة تعتمد على إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، لتتقلص مقابلها وظائفنا التقليدية...

وأصبحت هناك حاجة ملحة للإجابة عن تساؤلات هامة مثل» كيف لنا أن نواجه هذا الأمر، وهل المستقبل مقتصر على خريجى الكليات التكنولوجية والتقنية فقط ؟!»..

وفى هذا الملف نحاول أن نبدأ الطريق فى الإجابة عن هذه التساؤلات.

منذ نحو قرنين من الزمن، وتحديدا فى منتصف القرن الثامن عشر دخل العالم عصرا جديدا اعتقد فيه المزارعون أنهم شهدوا تطورا لن يحدث مرة أخرى، فقد جاءت الثورة الصناعية الأولى بما لم يشهدوه من قبل فتطور المحرك البخارى وامتدت السكك الحديدية وتحولت أغلب المجتمعات حينها إلى صناعية بعد أن كانت زراعية تعتمد على البشر بمساعدة ماشيتهم.

لم يتوقف الأمرعند ذلك فمع نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين شهد العالم تطورات تكنولوجية جاءت بها الكهرباء، فتسببت الثورة الصناعية الثانية بمعرفة العالم بالمصباح الكهربائى والهاتف والفونوغراف ومحرك الاحتراق الداخلي، وبدأت المجتمعات فى الاستسلام لطبيعة التغيرات التكنولوجية التى تصيب قطاعات الصناعة وكافة الأعمال والوظائف.

ومع ثمانينات القرن الماضى بدأت الثورة الرقمية فى فرض تقنياتها التى لاتزال حتى الآن تغير مقاييس كافة القطاعات من حولنا لتسمى بالثورة الصناعية الثالثة، التى بدأت بالكمبيوتر الشخصى والإنترنت وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات، حتى وصلنا إلى ما يسميه البعض بالثورة الصناعية الرابعة مع بداية الألفية الجديدة فظهر الذكاء الاصطناعى والروبوتات وتكنولوجيا النانو، وهى التخصصات التى نقلت سوق العمل إلى منطقة جديدة لن يستطيع «أميو التكنولوجيا» من الاقتراب منها أو حتى التفكير فى منافسة غيرهم بها.

وخلال السنوات القليلة الماضية بدأ خبراء الأعمال والاقتصاد وقادة العالم فى محاولة فهم طبيعة الوظائف الجديدة التى فرضتها الثورات الثالثة والرابعة، فعقدت المؤتمرات وطالت المناقشات ودراسات السوق حتى ظهرت ملامح «سوق العمل الجديد» القائم على وظائف جديدة تعتمد على الرقمنة وانترنت الأشياء، و تختفى فيه ملايين الوظائف الأخرى.

عالم جديد

أدى تغير ملامح سوق العمل إلى إجراء دراسات حول الوظائف المستقبلية المتوقعة فخلال عام 2018 أجرى المنتدى الاقتصادى العالمى «دافوس»  بحثا عن الوظائف التى سيزداد الطلب عليها فى المستقبل، والوظائف التى من المقرر أن تختفى أيضًا، وفى عام 2021 أصدر المنتدى تقريرا يحمل عنوان «وظائف المستقبل 2020-2025» والذى تشير توقعاته أنه بحلول العام 2025 ستُفقد 85 مليون وظيفة نتيجة الأتمتة حيث تستولى الآلات على العديد من الوظائف التى يقوم بها البشر حالياً.

وفى المقابل من المتوقع أن تظهر 97 مليون وظيفة جديدة من الأكثر تكيفاً مع توزيع الأعمال الجديد بين البشر والآلات عبر 15 صناعة و26 اقتصاداً شملها التقرير، وأن المناصب القيادية المتزايد الطلب عليها تتمثل فى وظائف تحليل البيانات والذكاء الاصطناعى وهندسة الروبوتات، بالإضافة إلى بعض الوظائف الجديدة فى مجال أتمتة العمليات وأمن المعلومات وإنترنت الأشياء، أما الأدوار التى يعتقد أن الحاجة إليها ستخف، فتتمثل فى مناصب إدخال البيانات والوظائف السكرتارية والإدارية والمحاسبة وأعمال كتابة الرواتب.

وكانت المفاجأة فى تقرير «دافوس» هو توقع ارتفاع معدل الأتمتة - أى الاعتماد على الآلات بدلا من الانسان.. وقال المنتدى، إنه بحلول 2025، فإن 50% من العمالة حول العالم بحاجة إلى إعادة بناء مهاراتهم بما يتواءم مع متطلبات الوظائف والتطورات التى طرأت عليها، وخاصة إقحام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى بها.

فى ظل تلك الثورة التى غيرت ملامح سوق العمل الجديد أكد الدكتور محمد محمود عوض، استاذ مساعد بكلية الهندسة جامعة المنصورة، للأخبار أن الحديث عن مستقبل الوظائف هو حديث دائم وعلى كل الشباب أن يدرك أن لكل عصر متطلبات تجبر الشركات والمنظمات أن تواكبها حتى تجد لها مكانا فى السوق المستقبلي، وأن المستقبل الآن يتجه إلى رقمنة الحياة من حولنا وعلى الجميع تقبل الأمر، والبدء فى البحث عن كليات وتخصصات يحجز له تذكرة للمستقبل.

وأوضح عوض أن ذلك التحول سيكون سهلا على النشء الصغير الذى تعرف على أجهزة الأندرويد منذ الصغر، فمداركه ستكون أكثر تقبلا لنوعية التخصصات الجديدة، اما الشباب الحالى فعليه التفكير جيدا قبل اختيار المجال الذى يرغب فى الانضمام له، والبحث جيدا عن الكلية المناسبة، وإذا كان بالفعل يدرس فعليه أن يبدأ فى فهم متطلبات السوق وبناء نفسه وفقا لذلك.

وأضاف أنه ليس على الجميع اقتحام مجال البرمجة أو الذكاء الاصطناعى بل أن المهن كثيرة ومتعددة وعلى كل شاب أن يجد المهارة التى تجعله يعمل بارتياح، وينميها من الآن بعيدا عن ضغوطات الأهالى والمجتمع..

وتوضيحا لذلك أكد عوض ان هناك بعض الأسر تجبر أبناءها على دخول أى كلية نظرية أو عملية لمجرد الحصول على الشهادة لضمان مستقبله الأسري.

وأوضح قائلا « إن التطورات المحلية والدولية دائما ما تؤثر على نوعية المهن التى يتجه لها الشباب، وعلى سبيل المثال فى مجال الهندسة إذا عدنا للوراء سنجد أنه فى عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان الاتجاه للهندسة أعلى من الطب خاصة تخصص كهرباء وميكانيكا نظرا لبناء السد العالي، أما بعد نصر 73 وارتفاع السعر العالمى للبترول تم الاتجاه لهندسة مدنى وعمارة للعمل فى الإنشاءات الخاصة بمحطات البترول فى الخليج، ومع الثمانينات اتجه المهندسون للكمبيوتر ومجاله، ثم مع بداية القرن الماضى تم الاتجاه للهاتف المحمول، وبعد أحداث سبتمبر اتجه العالم كله للأمن وانظمته، وهكذا حتى وصلنا الآن لتخصصات البرمجة والذكاء الاصطناعي».

الجهود المصرية

لم تكن مصر بعيدة عن هذه التغيرات التى طالت وظائف المستقبل فعملت جاهدة على توفير المجالات أمام شبابها، ومراعاة احتياجات سوق العمل، ووظائف المستقبل فى الكليات الجديدة، ومنها ما يتعلق بالتكنولوجيا، والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، حتى أن بعض الجامعات ألغت كليات الحاسبات، وحولتها إلى كليات للذكاء الاصطناعي، وبعض الكليات استحدثت أقسامًا للذكاء الاصطناعي.

كما اتجهت الدولة لإنشاء العديد من الجامعات الأهلية الجديدة المنبثقة عن الجامعات الحكومية، لتقديم خدمة تعليمية تواكب جامعات الجيل الرابع، فى ظل الحاجة الضرورية للتوسع فى البرامج الجديدة، والاستجابة لاحتياجات سوق العمل بعيدًا عن التخصصات التقليدية المعتادة.

ومؤخرا وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس مجلس الوزراء بإنشاء عدد من الكليات التكنولوجية، بعدة جامعات تكنولوجية على مستوى الجمهورية، وهي: برج العرب التكنولوجية، و6 أكتوبر التكنولوجية، وسمنود التكنولوجية، وأسيوط الجديدة التكنولوجية، وشرق بورسعيد التكنولوجية، وطيبة التكنولوجية، وذلك فى إطار تطوير منظومة التعليم التكنولوجى لمواكبة حاجة سوق العمل وفقاً لتوجه الدولة فى هذا الصدد.

ومن المقرر أن تشمل الكليات التى سيتم إضافتها بالجامعات المذكورة على كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة، وكلية تكنولوجيا العلوم الصحية، وكلية تكنولوجيا الخدمات الفندقية والسياحية، وفقاً للاحتياجات التعليمية فى كل جامعة، وبما يتواكب مع متطلبات سوق العمل.

تغيير الثقافة

فى هذا الصدد تواصلت الأخبار مع النائبة سكينة سلامة، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، والتى أكدت أن الدولة بذلت مجهودات كبيرة فى توفير تعليم جامعى وقبل جامعى يتناسب مع متطلبات المستقبل إلا أن  المشكلة تكمن فى الوعى والثقافة والنظرة من قبل الأهالى على أن كليات القمة هى المقصد لكل طالب متفوق.. وأوضحت أنه بالفعل هناك جامعات تكنولوجية أنشئت وفقا لقانون 72 لسنة 2019 وتم الموافقة عليها، وهى تأخذ 20% من طلاب الثانوية العامة، و80% من طلاب التعليم الفني، وهو الأمر المتسق اتساقا وثيقا بسوق العمل واحتياجاته، كما لدينا كليات الذكاء الاصطناعى وكلية النانو تكنولوجي، بجانب البرامج البينية التى تقدمها الجامعات المصرية الحكومية والخاصة.

أشارت إلى أن هناك حاجة ماسة إلى مشاركة رجال الأعمال لعمل فصول ملحقة فى مصانعهم لتدريب الطلاب ثم تعيينهم ، مع زيادة حجم هذه استثماراتهم فى التعليم خاصة الفنى لأنه أساس تقدم أى مجتمع.، وأن وجه المشاركة يكون فى إنشاء جامعات تواكب سوق العمل وفى المشاركة مع القطاع الحكومى فى تحسين العملية التعليمية وجودة التعليم ، وتدريب وتخريج كوادر بشرية قادرة على إحداث فرق، فالدعم المادى بالفعل يساهم فى تحسين جودة التعليم، وهو ليس تمويل بل شراكة المستثمر يستفيد فيها ويفيد .

 «الأخبار» تستعرض أبرز 10 تخصصات قبل 2025

إذا كنت من الباحثين عن فرصة عمل فى المستقبل، أو حتى من الراغبين فى معرفة مستقبل مهنتك الحالية، فعليك التفكير أولا فى المجالات التى سيزداد عليها الطلب المحلى والعالمي، ومن أجل ذلك عمل الخبراء والمتخصصون على دراسة مستقبل سوق العمل فى ظل التطورات التكنولوجية الهائلة.

محلل البيانات

فى المرتبة الأولى سيزداد الطلب على كل من «العلماء ومحللى البيانات»، ومن أكبر مميزات هذا التخصص أنه يمكن استخدامه فى العديد من المجالات سواء العلوم البحتة أو العلوم الاجتماعية أوالمالية.

الذكاء الاصطناعى

أما فى المرتبة الثانية يحتاج العالم إلى المتخصصين فى  «الذكاء الاصطناعى وتعلم الآلة»، ولعله مجال لطالما سمع الكثيرون عنه، وهو باختصار عملية إعطاء البرامج الحاسوبية سلوك وخصائص معينة تجعلها تحاكى القدرات الذهنية البشرية.

 البيانات الضخمة

لعل الكثيرين لا يعرفون أهمية المتخصصين فى الـ « big data» أوالمتخصصين فى البيانات الضخمة، وذلك نظرا لغرابة المفهوم، وهى حقيقة، فوفقا للاتحاد الدولى للاتصالات (ITU) فإنه لا يوجد تعريف دقيق للبيانات الضخمة، لكن بشكل عام هى بيانات تتواجد بحجم يفوق قدرة معالجتها استخدام الإنسان أدوات قواعد البيانات التقليدية، وهى ضخمة سواء بحجمها أو سرعتها أو حتى تنوعها.

التسويق الالكتروني

حصل مجال التسويق الالكترونى ووضع الاستراتيجيات على المرتبة الرابعة فى التخصصات الأكثر طلبا بحلول 2025، وهو المجال الذى بدأ يتخذ أهمية كبيرة فى السوق المصري، ومن خلاله نحصل على متخصصين فى وضع الاستراتيجيات التى تهدف إلى التسويق لعلامة تجارية أو منتَج ما.

أتمتة العمليات

لعلك مررت بهذا المصطلح مرات عديدة، ولمن لا يعلم ماهى «اتمتة العمليات» فهى بشكل مبسط اتمام العمليات التى ينفذها البشر بواسطة الالات، أما بشكل علمى فهى عبارة عن برمجيات مرنة تستخدم قواعد العمل وتسلسل الإجراءات لإنهاء العمليات أوتوماتيكياً باستخدام تطبيقات مختلفة.

تطوير الأعمال

سيحتاج العالم فى المرتبة السادسة إلى أخصائيين فى تطوير الأعمال، وهو الشخص المسؤول عن تحديد فرص نمو الأعمال وتحسين استراتيجيات التسويق.

التحول الرقمى

لا نستطيع التحدث عن مستقبل الوظائف دون التحدث عن خبراء التحول الرقمي، والذى سيزداد الطلب عليهم فى المرتبة السابعة وفقا لـ «دافوس2021».

أمن المعلومات

أما «محلل أمن المعلومات» فهو الشخص الذى ستعتمد عليه الشركات والمنظمات والأفراد فى المستقبل، وهو المختص بمهاجمة المخترقين والمخربين الالكترونيين.

 مطورو التطبيقات

لعل انتشار مصطلح «مطور البرامج والتطبيقات» شهد انتشارا واسعا خلال السنوات الاخيرة فى مصر.

إنترنت الأشياء

أما فى المرتبة العاشرة فسيزداد الطلب على متخصصى إنترنت الأشياء وهم من يجعلوننا نستطيع التحكم فى الأدوات والأجهزة دون الحاجة إلى التواجد فى نفس المكان، أى هم المتخصصون فى تحقيق التواصل بين الانترنت والاجهزة بمختلف أنواعها عبر بروتوكولات الانترنت.

مستقبل مجهول

فى مقابل تلك التخصصات الـ10 التى يزداد عليها الطلب مستقبلا، فقد أكد منتدى الاقتصاد العالمى أن هناك 10 مهن أخرى سيقل الطلب عليها بشكل  كبير وهى   مدخل البيانات، والسكرتارية الادارية والتنفيذية، وأعمال كتابة الرواتب، والمحاسبين والمراجعين، و عمال التجميع وعمال المصانع، و خدمات الأعمال ومديرى الإداراة، وخدمة العملاء.

هل يسع المستقبل خريجى الكليات النظرية؟

وسط التحدث عن مستقبل رقمى جديد، وعن مهن ستندثر وأخرى ستجد لها مكانا فى السوق، يظل طلاب وخريجو الكليات غير الهندسية فى حيرة من أمرهم، فكيف لهم أن يجدوا مكانا وسط كل هذه البيئة الرقمية، وهم خريجو كليات أدبية أو نظرية؟

لعل الإجابة على هذا التساؤل هو أنه لا مجال لهم بشكل قاطع، إلا إذا استغنوا عن كل ما درسوه وبدأوا من جديد، وهو الاعتقاد الخاطئ الذى جعل المستقبل سوداويا فى نظر البعض، فالغد مفتوح للجميع لكن بشروط تتلاءم مع الاتجاهات الجديدة.

ولذلك تواصلت الأخبار مع المهندس إسلام غانم، استشارى تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي، ، لمعرفة وضع الملايين من الشباب المصرى غير العامل فى المجال التكنولوجي.

ويوضح أن الآلات فى المستقبل لن يقتصر الامر على برمجتها لتعطى ردود فعل وفقا للبرمجة، بل إنها ستفكر وتتأخذ القراربنفسها، حينما نعطيها الآلاف من الطرق وهى فى كل مرة تختار طريقة بناء على متغيرات هى تحددها،اى انها ليست فقط مجرد برمجة بل نعطى لها حرية التفكير واختيار نوع البرمجة المناسبة والطريقة المناسبة بناء على الوضع من حولها.
كيف تختفى؟
أما عن سؤاله حول كيفية اختفاء مهن تعتمد فى الأساس على التواصل بين الانسان ومثيله؟  أشار غانم إلى أن الذكاء الاصطناعى وتعلم الآلة سيحل هذا اللغز، فعلى سبيل المثال كما يلعب الطفل «شطرنج» مع جهاز الكمبيوتر امامه، سيأتى وقت فى المستقبل يدخل إلى «محل الحلاقة» ليجد جهازا كبيرا أعلى رأسه به «سينسور» يختار الشخص من خلاله نوع وقصة الحلاقة ، والسينسور ينفذها بكل دقة دون تدخل من الإنسان، وهذا المثال ينطبق على «عامل الدوكو» أيضا فالآن بالفعل هناك سيارات حديثة بها «خاصية تغيير اللون» من خلال تطبيق خاص بالسيارة، وهو ما سينتشر بالمستقبل بشكل واسع.

ويوضح غانم أن أى شاب يعمل فى مهنة بعيدة عن الكمبيوتر لن يجد له مكانا مستقبلا، مثل المحاسب غير المتعمق فى البرامج التكنولوجية ويكتفى فقط بالاوفيس.

مستقبل مفتوح

إجابة على سؤالنا الرئيسى « هل المستقبل مقصورا على خريجى الكليات الهندسية والتكنولوجية» أجاب غانم قائلا « المستقبل ليس حكرا على أحد فى المجال، فالوظائف المستقبلية ليست حكرا على خريجى الهندسة  أوالحاسبات وعلوم الحاسب، بل يستطيع أى شاب أن يقتحم أسواق العمل إذا عمل جاهدا وأدرك كيف يمكنه استغلال مهاراته».

وأوضح قائلا «فى مصر حاليا تعمل الدولة جاهدة على إعداد شباب قادر على العمل مستقبلا فى المجالات المطلوبة، وذلك قائم على جانبين ، الأول هو المجال الأكاديمى وبالفعل لدينا عدد من الكليات التكنولوجية والهندسية وعلوم الحاسب التى يستطيع الطلاب الالتحاق بها، وسيكون لدينا المزيد».

أما الجانب الآخر فيشير غانم إلى أنه يعتمد على الدورات والمنح التى تؤهل الشباب للعمل، سواء كانوا خريجى كليات تكنولوجية ورقمية أو خريجى كليات أدبية، وفى الحالة الثانية يجب على هؤلاء الخريجين الالتزام بشروط هذه المنح والدورات، والعمل على تجهيز أنفسهم للالتحاق بها، فالانترنت ملئ بفيديوهات ومعلومات تستطيع تمهيد أى شاب للالتحاق بأى دورة.

ويؤكد غانم أن أفضل مثال لتأهيل كافة الشباب لسوق العمل هى منحة FWD التى اطلقتها وزارة الاتصالات بالتعاقد مع شركة التدريب العالمية «يودسيتي» والتى تعمل على تنمية إمكانات المتدربين من خلال تحسين مهارات التطوير التكنولوجى والمهنى لديهم لتمكينهم من المنافسة بنجاح فى الحصول على وظائف بمجال الأعمال الرقمية .

وأضاف أن هناك أيضا دورة مهنية صغيرة يقدمها أحد معاهد تكنولوجيا المعلومات وهو أحد معاهد وزارة الاتصالات شق منها لكافة الشباب، والأخرى للمتخصصين وهى دورة مجانية يتم الدراسة فيها على مدار 9 أشهر ، وهذا يؤهل الشباب بشكل كاف مما يجعل لهم فرصة كبيرة فى العمل فى الشركات المختلفة، خاصة أنها تفضل المتخصين، وهذه الدورات من الدولة تكون حائزة على ثقة الشركات.

واختتم قائلا «المستقبل مفتوح لكل من يريد أن يطور من نفسه وأن تتماشى مهاراته مع متطلبات السوق الرقمية والتكنولوجية، لذا علينا من الآن إيصال هذه  الفكرة لكافة الشباب الذين اصابهم الاحباط، فالفرصة مازالت متاحة لهم».

إقرأ أيضاً|طائرة «درون» تنجح في تثبيت مصباح كهربائي بـ«سقف غرفة»