إبراهيم المنيسي يكتب: الحل السحري.. مجانًا!

إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي

كما تفكر أندية كبرى عالمية فى الاعتماد الأساسى على قواعد الناشئين فيها للخروج من مأزق القفزات الهائلة لأسعار لاعبى الكرة وتهديد ميزانيات بل وبقاء هذه الأندية مع تدخل الاتحاد الأوروبى لحماية اللعبة وقواعد اللعب المالى النظيف متجها لمعاقبة عشرين ناديا كبيرا بعد أن تخطت إدارات هذه الأندية حدود إنفاقها المالى على نحو يهدد استقرار اللعبة ومسابقاتها ولاعبيها وصناعتها، ماذا تحتاج أنديتنا لتدرك الحقيقة المؤكدة وأن الحل السحرى لكثير من أزماتنا متاح.. ومجانا تقريبا!

تجربة الزمالك الاضطرارية بالاعتماد على ناشئيه بسبب وقف القيد لعقوبة دولية، أثبت من خلالها مدربه البرتغالى المحنك جيسفالدو فيريرا صاحب الدور الأبرز والأكبر فى الفوز بالدورى أن الحل السحرى يكمن فعليا فى طاقة الشباب وحماس الشباب ودوافع الشباب وأنهم عندما تتاح لهم الفرصة بجرأة وشجاعة وخبرة المدرب يستطيعون فعل ما يظنه الكثيرون صعبا.. عملوها الصغار! .

ولعل من حسن طالع الكرة المصرية أن تتصادف النظرة لسلاح الشباب من جانب مدرب المنتخب فيتوريا البرتغالى المتجه لحالة من تشبيب الفريق الوطنى وعلى نطاق واسع، مع تجربة الزمالك الشابة والتى أتت بثمارها وأيضا مع ما يجرى بالأهلى الذى فتح الباب لعدد غير قليل من أبنائه فى المباريات الأخيرة مدفوعا هو الآخر بظروف إجهاد لاعبيه الكبار وإصاباتهم المتلاحقة بفعل توالى المواسم وإهمال مدربه السابق الجنوب إفريقى بيتسو موسيمانى للاعبين الشبان واستمرار اعتماده فقط على الكبار المنهكين حتى تساقطوا تباعا.. زى الفراخ الدايخة! .

وفى ظل الحالة الاقتصادية والظروف العامة الصعبة لا أدرى ماذا تحتاجه الأندية عندنا كى تتحرك بخطى جادة نحو التشبيب وإتاحة الفرصة كاملة للصاعدين.. كفاية عمولات السماسرة والذى منه! وإذا كان اتحاد الكرة قد اتجه فعليا لتقوية دورى الشباب ومنح الفرصة لكل نادٍ للاحتفاظ بلاعبيه الشبان فى هذه المسابقة؛ فالأمل أن تنال هذه البطولة بقدر من الاهتمام الإعلامى والمتابعة من جانب مدربى الفرق الأولى بالأندية للاستمرار فى عملية ضخ الدماء الجديدة فى جسد الكرة المصرية..

مصر، أندية ومنتخبات، تدفع الملايين من العملة الصعبة للمدربين الأجانب فى الظروف الحالية الخانقة، وما لم يتم استثمار وجودهم  بثورة شبابية جادة توقف الهدر المستمر للمواهب الشابة وتستثمر هذا الحل السحرى المتاح مجانا، فإن الأمر بحاجة لمحاسبة رادعة..  القرية المصرية والحارة وملاعب وساحات البلد الذى أنجب محمد صلاح أحد أحسن لاعبى العالم، غنية بالمواهب والكنوز التى تحتاج للتوسع فى التنقيب والمتابعة والاستكشاف من خلال اضطلاع الأندية بمهامها فى البحث عن العناصر الموهوبة  خصوصا فى الأقاليم والقرى المهمشة كرويا برغم غناها بالعناصر الموهوبة، وهو ما يمكن معه التوسع الكبير فى رعاية المواهب وتقديمهم بعيدا عن السماسرة والعمولات واستغلال نهم الرأى العام  للصفقات.. وزغزغة أحلام الجماهير. كفاية!