قصور تحكي تاريخ مصر | «قصر الأمير عمر طوسون» .. عاشق الخيول

قصر الأمير عمر طوسون
قصر الأمير عمر طوسون

يعد قصر الأمير عمر طوسون أحد أهم وأبرز المعالم الحضارية والمعمارية لمنطقة شبرا، والذي يشير بدوره إلى المعالم المعمارية لمصر الحديثة، شيد الأمير عمر طوسون هذا القصر عام 1892، ويقع في شارع فضل الله العمري (طوسون سابقا).

تسمية القصر :

ترجع تسمية القصر إلى الأمير عمر طوسون وهو أحد أشهر أمراء أسرة محمد علي هو بن الأمير سعيد بن محمد علي، واشتهر الأمير عمر طوسون بالكثير بتفوقه في الكثير من المجالات وأعماله الخيرية واكتشافاته وكتاباته في الجغرافيا والتاريخ والآثار وغيرها وله العديد من الكتب والخرائط بالعربية والفرنسية، ولذلك اتخذ من القصر مركز ثقافي.

حيث اشتهر الأمير عمر طوسون بوطنيته وحبه لمصر، وكان أول من اقترح إرسال وفد من مصر إلى مؤتمر فرساي للمطالبة باستقلالها واعتني بتاريخ مصر القديم والحديث من عهد جده محمد علي وعهد إسماعيل وكتب منه الكثير .

مساحة القصر :

مساحة القصر وقت بنائه كانت  3200 متر، وذلك عام سنة 1869 ، وكان هناك حديقة كبيره تعتبر حرم القصر كان يتوسطها القصر وقد اقتطعت مساحات كبيره من حرم القصر لبناء أربع مدارس به إلى جانب مبان حديثه ملاصقه للقصر، فعلى حديقته تأسست أربع مدارس هي: مدرســة نجيـب محفوظ الإعدادية ، ومدرسة شبرا الثانوية ، ومدرسة روض الفرج الثانوية - بنات، ومدرسة قاسم أمين الإعدادية.

تصميم القصر :

- القصر يتكون من بدروم وطابقين الطابق الأرضي يبلغ ارتفاعه 60.6 متر يتكون من ومجموعة من الغرف والحمامات وصالة البهو الرئيسي، وفي البهو استخدمت أعمدة على الطراز الأيوبي مصنوعة من الحديد الزهر.

- أما الطابق العلوي فيبلغ ارتفاعه 90.6 متر، يتم الوصول إليه عن طريق سلم صاعد من الرخام ، وقد اندثر هذا السلم تمامًا الآن، ولم يبق منه سوى درجات بالية. 

ويوجد غرفة تزين سقفها زخارف نباتية مورقة، وملحق بهذه الغرفة حمام؛ مما يشير إلى أنها كانت غرفة نوم خاصة بالأمير، كما يوجد بالقرب منها سلم مروحي «حلزوني» من الخشب، وهذا السلم كان مخصصًا للأمير ويوجد في هذا الطابق بخلاف غرفة الامير عدة غرف بينها بهوًا كبيرًا

تحول القصر الي مدرسة :

استأجر القصر تكلا بك ناظر المدرسة من الأمير طوسون ليكون مقرا لمدرسة شبرا الثانوية‏،‏ تلك المدرسة اللى قضت علي ما تبقي من طرازه المعمارى الراقي، فلم ترحل عنه إلا بعد أن تركته أطلالا خاوية على عروشها.

حريق القصر:

حدث حريق داخل القصر في منتصف السبعينيات، دمر أجزاء كبيرة من القصر، ونال من غرفة الأمير طوسون وقضى على سقف غرفتين بالكامل‏، وظل مقرا لمدرسة شبرا إلى أمرت وزارة الآثار بإخلاء بعد تسجيله ضمن الآثار الإسلامية سنة ‏1984‏ م‏

ويعتبر قصر الأمير طوسون تحفة معمارية متميزة وأشهر ما تبقى من قصور منطقة روض الفرج بحى شبرا.

الأمير عمر طوسون منتج خيول الجيش والشرطة :

أجرى الأميرعمر طوسون العديد من التجارب لإنتاج خيول قوية في مصر، لخدمة الجيش والشرطة، تولى رئاسة لجنة الخيول عام 1887 م. بعد فشل المفوضين ، تم تكليف أعمال تربية الخيول بالجمعية الملكية الزراعية بقسم تربية الجاموس بهتيم عام 1907 م.

في عام 1892 ، تم تشكيل لجنة الخيول برئاسة الأمير عمر طوسون. للعمل على تحسين إنتاج الخيول واختيار الأفراس وحفظها في الكتب ، قدرت هذه العمولة بـ 1000 جنيه.

خلال عام 1908 م تم إنشاء دائرة تربية الحيوان بالجمعية الملكية الزراعية ، والتي تحملت أعباء التربية ، كما أوكلت لعمل المفوضين ، وعملت هذه الدائرة على زيادة أعداد الخيول.

في عام 1914 ، تمكنت الجمعية الزراعية الملكية من الحصول على خيول أصيلة من اسطبلات الخديوي عباس حلمي الثاني والأمير محمد علي وسيدي بلانيت.

في عام 1919 ، اشترت الجمعية 18 رأسًا من اسطبلات السيدة وينتورث لتحسين الإنتاج.

في عام 1928 ، اختارت الجمعية مكانًا على مساحة 55 فدانًا في بقعة صحراوية تبعد 20 كيلومترًا عن قلب القاهرة، أقامت اسطبلات أكثر اتساعًا وأحدث الطرز ، وتركت مساحة كبيرة حولها. لترويض النسل كانت تسمى "اسطبلات كفر فاروق".

وبذلك توصلت الجمعية الزراعية الملكية إلى ما كانت تهدف إليه في إنشاء هذا القسم وهو الاستمرار في الحفاظ على الخيول العربية الأصيلة التي اشتهرت بها مصر والتي حافظت على نسبها على المدى الطويل دون الاختلاط بأي منها. سلالات أخرى ، وظل الدم النقي والأصل محفوظين. النسب.

في عهد الأمير عمر طوسون ، تم تعيين قسم تربية الخيول للدكتور أحمد مبروك ، وسمح له بالسفر إلى شبه الجزيرة العربية والعراق، للبحث عن مطلقات تتماشى مع برنامج الجمعية بحسب ما كتبه الدكتور أحمد مبروك في كتابه "رحلة إلى بلاد المشرق" ، وكلف الدكتور عبد العليم عشوب بتسجيل تاريخ المرأة.