فى حكايات التجلى الأعظم| 

«خبير آثار»: النبى موسى إلتقى بربه ثلاث مرات بالوادى المقدس بسيناء  

خبير آثار: النبى موسى إلتقى بربه ثلاث مرات بالوادى المقدس بسيناء  
خبير آثار: النبى موسى إلتقى بربه ثلاث مرات بالوادى المقدس بسيناء  

كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار عن أن  نبى الله موسى إلتقى بربه ثلاث مرات بالوادى المقدس طوى بسيناء، الأولى حين مناجاة ربه عند شجرة العليقة الملتهبة، والثانية حين مناجاة ربه وتلقى ألواح الشريعة، والثالثة للاعتذار عن عبادة قومه للعجل الذهبى بعد تلقيه الألواح وعودته لقومه ومشاهدته لهم يعبدون العجل الذهبى فأخذ سبعون رجلًا من بنى إسرائيل ذهبوا معه لهذا اللقاء.

اقرأ أيضا | «الرعاية الصحية»: انطلاق المرحلة الثانية لحملة «صحتك ثروتك»

ويشير الدكتور ريحان إلى إنه بعد نجاة بنى إسرائيل من الغرق  أنشدوا أنشودة بتسبيح الله (خروج- ص 15) تعد من أبدع آثار الشعر العبرانى القديم، وساروا من برية شور ثلاثة أيام حتى وصلوا ماء يدعى مارة وكان الماء مرًا فتذمر الإسرائيليون على النبى موسى فأراه الرب شجرة فطرحها بالماء فصار عذبًا ثم جاءوا إلى إيليم فوجدوا فيها 12 عينًا و70 نخلة.

وانقسم الباحثون إلى فريقين، الأول يرى أن جبل الشريعة هو "جبل سربال" بوادى فيران والفريق الآخر قال أنه "جبل الصفصافة" إحدى قمم جبل موسى، وجاء فى التوراة "فى الشهر الثالث بعد خروج بنى إسرائيل من أرض مصر فى ذلك اليوم جاءوا إلى برية سيناء، ارتحلوا من رفيديم إلى برية سيناء فنزلوا فى البرية هناك نزل إسرائيل مقابل الجبل. فقال الرب لموسى ها أنا آت إليك فى ظلام السحاب لكى يسمع الشعب حينما أتكلم معك أذهب إلى الشعب وقدسهم اليوم وغدًا ليغسلوا ثيابهم ويكونوا مستعدين لليوم الثالث لأنه فى اليوم الثالث ينزل الرب أمام عيون جميع الشعب على جبل سيناء وتقيم للشعب حدودًا من كل ناحية قائلًا "احذروا من أن تصعدوا إلى الجبل أو تمسوا طرفه كل من يمس الجبل يقتل قتلًا" .

ويؤكد الدكتور ريحان أن إبراهيم أمين غالى في كتابه «سيناء المصرية عبر التاريخ»، قال أن جبل سربال لا تنطبق عليه هذه الأوصاف فهو لا يطل على برية أو سهل يتسع لبنى إسرائيل وهو ليس على شكل سور يمكن للواقف فى السهل أن يلمسه فضلًا عن استحالة الذى يقف فى السهل أن يرى رأس الجبل، وتنطبق هذه الصفات على جبل الصفصافة إحدى قمم جبل موسى فهو قائم كالسور على سهل الراحة ولا يعلو عنه سوى 1760 قدم ومساحة هذا السهل ميل مربع.

ويشير الدكتور ريحان أن نعوم بك شقير في مؤلفاته ، إلى أن موقع رفيديم هى المنطقة المعروفة بوادى الشيخ حاليًا والذى ينشأ من جبل موسى إلى بويب فيران ومن البويب إلى مصبه فى البحر الأحمر والذى لم يكن معروفًا قديمًا إلا بإسم واحد وهو رفيديم، وأن القسم الأعلى منه لم يسم بوادى الشيخ إلا بعد دفن الشيخ صالح أحد شيوخ البدو 

وأردف  بأن رحيل الإسرائيليين من رفيديم لا يوجب أنهم كانوا كلهم مجتمعين عند عين فيران حين ارتحالهم فضلًا عن أنه ليس هناك مكانًا يسعهم بوادى فيران، فلا بد أنهم كانوا منتشرين من وادى فيران صعدًا فى الوادى فى القسم المعروف الآن بوادى الشيخ وأن مقدمتهم لم تكن أبعد من مرحلة جبل موسى، بمعنى أن بنى إسرائيل انتظروا من وادى فيران حتى قرب جبل موسى الحالى.

ويشير الدكتور ريحان إلى أن الحقائق الدينية فى النص القرآنى تؤكد تلقى نبى الله موسى التوراة بعد أن ترك قومه فى مكان بعيد تمامًا وذهب منفردًا تنفيذًا للأمر الإلهى وبالتالى فقد ترك كل بنى إسرائيل فى مكان بعيد عنه تمامًا مما جعلهم يعتقدون بفناء نبى الله موسى وأنه غير عائد، ولو كان أمامهم فمن المستحيل عبادة العجل وقد طلبوا قبل ذلك عبادة غير الله عز وجل ووصفهم نبى الله موسى بالجهل "وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ" سورة البقرة آية 51، وقد كانت فى البداية ثلاثين ليلة ثم زيدت إلى أربعين ليلة " وَوَاعَدْنَا موسى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً" سورة الأعراف آية 142، وقد زيدت العشر أيام ونبى الله موسى فى الطريق إلى ربه وكان قد أبلغ بنى إسرائيل بغيابه ثلاثون يومًا فقط، فلما غاب أربعون يومًا فقدوا الأمل فى عودته وأغراهم السامرى بعبادة العجل. 

وقد فسّر الشيخ محمد متولى الشعراوى هذا الوعد بأنه لإعطاء نبى الله موسى المنهج فحينما كلّم الله سبحانه وتعالى موسى بجانب الطور كان هذا لإبلاغه أنه رسول من رب العالمين وأنه أرسله ليخلص بني إسرائيل من طغيان فرعون وأنه سيمده بآيات ومعجزات حتى يقتنع فرعون وقومه أن موسى رسول من الله تبارك وتعالى.

وبعد تكليف موسى بالرسالة وذهابه إلى فرعون وما حدث مع السحره ثم نجاة نبى الله موسى وقومه بأن شق الله جل جلاله لهم البحر، هذا فى وقت لم يكن المنهج قد نزل بعد ولذلك بمجرد أن نجَّى الله سبحانه وتعالى موسى وقومه وأغرق فرعون كان لابد أن يتم إبلاغ نبى الله موسى بالمنهج.

ويتابع الدكتور ريحان بأن اللقاء الثالث لنبى الله موسى بربه كان للاعتذار عن عبادة قومه للعجل "وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ" آية 155 من سورة الأعراف 

وقد فسّرها الشيخ محمد متولى الشعراوى بأن علة السبعين رجلًا بأنهم ممثلين لكل أسباط بنى إسرائيل من كل سبط عددًا من الرجال ليكون كل الأسباط ممثلين فى الميقات

وقال محمد بن إسحاق لقد اختار نبى الله موسى من بني إسرائيل سبعين رجلًا وقال: انطلقوا إلى الله فتوبوا إليه مما صنعتم  وسلوه التوبة على من تركتم وراءكم من قومكم، صوموا وتطهروا، وطهروا ثيابكم،  فخرج بهم إلى جبل طور سيناء  لميقات وقّته له ربه، وكان لا يأتيه إلا بإذن منه وعلم، وخرجوا معه للقاء ربه، فقالوا لموسى:  اطلب لنا نسمع كلام ربنا فلما دنا موسى من الجبل، وقع عليه عمود الغمام، حتى تغشى الجبل كله ودنا موسى فدخل فيه، وقال للقوم: ادنوا: وكان موسى إذا كلمه الله وقع على جبهة موسى نور ساطع، لا يستطيع أحد من بني آدم أن ينظر إليه،  فضرب دونه بالحجاب ودنا القوم، حتى إذا دخلوا وقعوا سجودًا فسمعوا المولى عز وجل وهو يكلم موسى، يأمره وينهاه: افعل، ولا تفعل،  فلما فرغ إليه من أمره، انكشف عن موسى الغمام، فأقبل إليهم، فقالوا لموسى: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، فأخذتهم الرجفة وهي الصاعقة فافتلتت أرواحهم، فماتوا جميعًا  فقام موسى يناشد ربه ويدعوه ويرغب إليه ويقول ( رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي).