كندة علوش نجمة «الدراما كوين»

كندة علوش
كندة علوش

حتى ولو كانت مقلة في أعمالها في السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ زواجها بالفنان عمرو يوسف، لكن تبقى السورية كندة علوش واحدة من أنجح النجمات العرب في السنوات الأخيرة، والدليل مسيرة أعمالها التي قدمتها في السينما والتليفزيون في فترة زمنية قصيرة نسبيا.. في السطور التالية نستعرض أهم المحطات في مسيرة الجميلة كندة علوش.

ولدت لأب يعمل طبيب للأسنان وأم مهندسة، وهي تنتمي لأسرة متوسطة تعيش في دمشق، درست كندة الأدب الفرنسي بالجامعة في دمشق قبل أن تنتقل لدراسة النقد المسرحي، وتخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق.

حب مبكر
عاشت كندة أول قصة حب في سنوات عمرها الأولى وقالت عن ذلك: “لم يكن لدي قصص حب كبيرة، لكن غرابة تلك القصة أنني وقعت في الحب مبكرا – جدا – كان لدي وقتها 3 سنوات فقط، وهو كان ابن صديق لأهلي.. اكتشفت الحب مبكرا حينما كنت أسعد بقدومه في زيارات لمنزلنا، لكن الغريب أنني حينما كبرت أتذكر الأمر، وإنه كان هناك ألم حب، الذي كان يهمني أكثر من الحب نفسه، فأنا (دراما كوين)”.
وأضافت: “أتمنى إن لا تكرر أبنتي تلك التجربة، وتأجل مشروع الحب لحين تبلغ سن العشرين مثلا”.

بداية المسيرة
بدأت كندة مسيرتها الفنية كمساعدة مخرج في المسرح، ثم في السينما من خلال فيلمي “المهد” للمخرج الهولندي هافال أمين، و”حفلة صيد” للمخرج السوري نبيل المالح، كما أخرجت الفيلم الوثائقي “في مهب الريح” الذي يتحدث عن معاناة العمال السوريين في لبنان، وأعدت وساعدت في إخراج السلسلة الوثائقية “إغراء تتكلم” الذي تناول قصة النجمة السورية إغراء.

انطلاقة
بالتمثيل – وتحديدا الدراما التليفزيونية - انطلقت كندة عام 2005، حينما شاركت في أعمال حققت نجاحاً كبيراً وقتها، منها “أشواك ناعمة، شغف، الظاهر بيبرس.. وغيرها”، وفي عام 2006 شاركت في مسلسلي “أحقاد خفية” و”حسيبة”، وفي العام التالي شاركت في بطولة “فجر آخر، سلطانة، ظل امرأة، حكم العدالة، جنون العصر، يوم ممطر آخر”، وكذلك مسلسل “الاجتياح” الذي تناول اجتياح الجيش الإسرائيلي للقرى والمدن الفلسطينية عام 2002، وكان من إخراج التونسي شوقي الماجري، وهو العمل الفائز بجائزة “إيمي” التليفزيونية العالمية، ويعد العمل العربي الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز.

في نفس العام اقتحمت كندة عالم السينما من خلال “حادثة على الطريق”، إخراج السورية رشا شربتجي، وفي عام 2008 شاركت في بطولة مسلسل “حلاوة الروح” للمخرجة السورية ليلى عوض، وفيلم “التجلي الأخير لغيلان الدمشقي” للمخرج السوري هيثم حقي.

أخذت موهبتها في التطور والنضج مما جذب إليها عددًا كبيرًا من العاملين بصناعة السينما والدراما التلفزيونية في جميع أنحاء العالم العربي، فشاركت عام 2009 في بطولة مسلسل “هدوء نسبي” الذي ضم مجموعة كبيرة من النجوم العرب، وإخراج الراحل التونسي شوقي الماجري، وفي نفس العام ظهرت لأول مرة بعمل مصري من خلال فيلم “ولاد العم” للمخرج شريف عرفة، ثم قامت ببطولة مسلسل “أهل كايرو” عام 2010 الذي نالت عنه جائزة “موريكس الذهبية” كأفضل ممثلة، بينما استمر تواجدها في الدراما السورية من خلال “العشق الحرام” عام 2011، و”ولادة من الخاصرة” على جزئين، أما عام 2013 فشاركت في بطولة فيلم “الغرباء” للمخرج عباس رافعي.

إقرأ أيضًا

كندة علوش: مشاركة فيلم «نزوح» في مهرجان فينيسا السينمائي أسعدني

نجاح من نوع آخر
بعد النجاح الذي حققته فنيا قررت كندة الإستقرار في مصر، لتشمل قائمة أعمالها الطويلة العديد من المسلسلات والأفلام البارزة، وعلى التوازي كانت تعيش أجواء سعيدة على الجانب الشخصي، فقد دق الحب قلبها، ورمى “كيوبيد” سهامه عليها وعلى الفنان عمرو يوسف، وتم الزفاف في يناير 2017، وفي الثاني من نوفمبر 2018 رزقا بابنتهما الأولى “حياة” وتقول كندة عن تلك الفترة: “تراجعت أنا وعمرو عن إنجاب طفلتنا في أمريكا، ووجدنا أنه بإمكاننا تأمين احتياجاتها من التعليم والحياة الكريمة”.

وأكدت أنها على خلاف دائم مع عمرو بسبب طريقة تعاملها مع حياة، حيث تتعامل كندة مع ابنتها كأنها صديقتها، حتى حين كان عمرها لا يتجاوز العامين والنصف، وهو ما لم ينل إعجاب زوجها، ودائمًا ما يعلق أن ابنته لن تستوعب هذه الطريقة في التعامل بهذا العمر الصغير، لكن كندة دائما ما كانت ترد: “أنا أعلم أنها لن تفهمني، لكنني مستمرة في التحدث معها بكل الأمور، وعمرو ينظر لي وكأنني مجنونة في المنزل، ويضحك أحيانًا من تصرفاتي وما أفعله وأقوله لحياة، خاصة عندما أتركها وأحاول إقناعها بأنها مسئولة عن نفسها، ومن المفترض أن تقوم بترتيب أشيائها”.

كما كشفت كندة أن ابنتها لم تذهب إلى الحضانة بسبب ظروف انتشار فيروس “كورونا”، لذلك فهي تحب أن تجعلها مهتمة بالموسيقى، ولفتت أن “حياة” تحب أغنية عمرو دياب “يوم تلات”، وترقص عليها يوميًا، كما تحب سماع أغنيات المهرجانات والكلاسيكية والرومانسية وأغنيات الأطفال الشهيرة.

ولا فى الأحلام
ومن أغرب المواقف التى تعرضت له كندة كان أثناء تصوير مسلسل “نزار قباني” في أسبانيا وقالت إن فريق العمل تلقى دعوة للعشاء من أحد رجال الأعمال السوريين الذي لم تكن قد سمعت به من قبل ورفضت الذهاب مع زملائها.. لكن أمام إصرار باقي الممثلين اضطرت لقبول الدعوة ورجل الأعمال ظل يتحدث عن ذكرياته في سوريا التي لم يزرها قبل سنوات ثم بدأ يحكي قصصا من حياته.. مشيرة إلى أنها كانت لا تمنح الرجل أي اهتمام حتى بدأ في سرد قصة عن سبب عقدته من الزواج..بعد قصة حب فاشلة مرت بها شقيقته وظلت مرتبطة بطبيب أسنان لمدة سنوات لكن فور انفصاله عنها تزوج من امرأة أخرى وأنجب عدة أبناء فيما رفضت شقيقته الزواج وهاجرت إلى الولايات المتحدة الأميركية.

واكتشفت أن الشخص المقصود هو والدها بسبب معرفتها بتفاصيل القصة التي حكاها لها من قبل وكان رجل الأعمال لا يعرف اسمها-كونها كانت ممثلة صاعدة وقتها وغير مشهورة- وعند ذكرت اسمها واسم والدها شعر بالذهول ودخل في نوبة بكاء.

وتابعت كندة أنها طلبت من الرجل أن يتصل بشقيقته - حبيبة والدها السابقة - وفور أن قالت لها اسمها دخلت السيدة هي الأخرى في نوبة بكاءوطلبت منها إعطاء الهاتف لشقيقها.. وبعد ذلك الموقف تعامل الرجل معها بكرم شديد هي وباقي فريق العمل تقديرا للمعرفة القديمة التي تربطه بوالدها.

شهرة كندة وموهبتها تخطت مصر والعالم العربي، فقد تم إختيارها للمشاركة في بطولة الفيلم الهندي “Yellow Bus” - وهو إنتاج مشترك بين الأردن والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية والهند - ويجري تصويره حالياً في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، وبعد اكتمال عرضه في المهرجانات الدولية ودور العرض السينمائية سيتم عرضه حصرياً على شبكة “OSN” كأحد أعمالها الأصلية.

موقف من الأحداث
يهاجم بعض السوريون كندة بإعتبار أنها خرجت من بلادها ولا تبالي بما يحدث فيها، وعن ذلك تقول: “قد يعتبره البعض جهل أو لامبالاة، لكنني توقفت عن مشاهدة الأخبار منذ 7 سنوات، ولا أتابع أخبار الحروب والكوارث والأوبئة.. أعرف ما يجب معرفته دون الخوض في التفاصيل، لإنني على يقين بأن هذه المنظومات قائمة على تدمير الروح المعنوية للإنسان وإحباطه، وأنا ‏أساعد من يحتاج مساعدة قدر استطاعتي”.

وأضافت: “مؤمنة بإنني حتى أساعد من يحتاج مساعدتي فأنا بحاجة لأن أكون قوية متوازنة ومحملة بأكبر قدر من الطاقة الإيجابية، ومع الأخبار والمنابر التي تعمل على تدمير هذا المخزون واستنزافه، أجد نفسي متعبة وبحاجة للدعم وغير قادرة على منحه”.

واختتمت نصيحتها لجمهورها بقولها: “أبعدوا عن كل ما يتعب روحكم وكل من يستنزفكم حتى تكونوا أكثر قدرة على الإستمرار بسلام وعلى العطاء، حتى تحافظوا على مخزونكم من المحبة والطاقة، وأملئوا روحكم بما يغنيها، وأحيطوا أنفسكم بمن يمنحكم الحب والإحترام، وأقضوا أوقاتا طويلة مع الأطفال.. هذه النصيحة أوجهها لنفسي قبل أي شخص”.

كندة أعلنت أن موضوع عودتها إلى سوريا ليس بيدها، وذلك طالما حكم بشار الأسد قائم، ولو كان الخيار بيدها ستعود غداً بكل تأكيد، فهي من الفنانين المعارضين للعمليات العسكرية التي تحدث في سوريا، وانحازت إلى جانب الشعب السوري أوائل انطلاقة الثورة السورية، مما دفعها إلى مغادرة البلاد خوفاً من الاعتقال والقتل.