التاريخ ملئ بالمفكرين ومتوقعي المستقبل والذين وصفوا بالجنون في عصرهم، وذلك بسبب توقعاتهم غير المنطقية، ومن أبرز هؤلاء الأشخاص هو كاتب الخيال العلمي آرثر سي كلارك.
لقد توقع ظهور قنوات تقوم ببث ما يحدث حول العالم عن طريق شاشة صغيرة، وكذلك توقع وجود صواريخ ورحلات إلى الفضاء الخارجي وذلك كان عام 1945.
وقبل أن يكون آرثر سي كلارك كاتب خيال علمي، كان ضابطا عاديا يعمل في قاعدته في ستراتفورد أون أفون بإنجلترا ، وكان ضابطا في سلاح الجو الملكي، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، استقال وأصبح كاتب خيال علمي.
وكان كلارك أول من طرح فكرة أقمار الاتصالات العالمية في رسالة 1945، وكانت أول رؤية معلنة بشكل علني لتكنولوجيا من شأنها أن تغير العالم؛ في حوليات التنبؤ التكنولوجي.
وليس هذا فحسب بل عندما كانت القنابل الألمانية الصاروخية V-2 ترهب لندن، توقع كلارك استخدام نفس التكنولوجيا للدفع إلى مدار حمولة يمكن استخدامها لإجراء أبحاث في الفضاء الخارجي.
وكتب كلارك أن النازيين سيقومون بتطوير مثل هذا النظام في غضون 50-100 عام، على الرغم من أن رسالته تناولت في الغالب موضوع ألصواريخ، إلا أن كلارك انتهى بفكرة حول إطلاق آلة في مدار يمكن أن تسهل الاتصالات من وإلى الأرض « يقصد السفن الفضائية».
وذلك ما حدث بالفعل فبعد توقعات كلارك بدأ العلماء في تطوير التلفزيون ولكن وجد المهندسون مشكلة في ربط الإشارات التلفزيونية في جميع أنحاء العالم.
وتوقع كلارك أن الأقمار الصناعية ستجعل شبكة أبراج الترحيل زائدة عن الحاجة تغطي المناطق الرئيسية للحضارة، وتوقع لمدار الثابت بالنسبة للأرض على ارتفاعات عالية، والذي سمي فيما بعد باسم «حزام كلارك».
وأصبح هذا الحزام قلب العالم ويحتوي على جميع الأقمار الاتصالات، حيث هناك 172 قمرا صناعيا تجارية ثابتة بالنسبة للأرض قيد التشغيل و 81 أخرى تحت الطلب.
