مصمم أغلفة كتب «غسان كنفانى»: حاولت استحضار روح الأديب المغتال!

إسلام أحمد
إسلام أحمد

لم يكن الفنان إسلام أحمد متوقعا هذا الاحتفاء بأغلفة الطبعة الجديدة لروايات الأديب الفلسطينى الراحل غسان كنفانى، بل يرى أنها ليست أفضل ما قدمه على مدى خمس سنوات من عمله فى مجال أغلفة الكتب، إلى جانب كونه كاتبا ومحررا أدبيا، تخرج إسلام من كلية الآداب قسم اللغة العربية، ودرس بالتزامن فن «الجرافيك».

وكان مهتما بأغلفة الكتب العربية، ودراسة تطورها وفقا للمصممين، فاختزنت ذاكرته البصرية هذا التراكم عبر السنوات من حصاد صناعة النشر، لذلك حين أوكلت له دار «سديم» تصميم أغلفة الأعمال الكاملة للأديب والصحفى الفلسطينى غسان كنفاني، كان إسلام سعيدا للغاية، واعتبرها إشارة حظ.

قد مر على جريمة اغتيال الأديب الراحل خمسين عاما، مما يسمح لأية دار نشر بإعادة طباعة تراثه دون البحث عن حقوق الورثة، وهو ما غامرت به دار صغيرة وحديثة العهد لم يمر عامان على انطلاق نشاطها، لتبدو التجربة طازجة بكل جوانبها.

نسأل «إسلام» عن علاقته بأعمال «كنفاني» فيقول عن ذلك: «بدأت مثل علاقتى بكل الأدباء المشاهير الذين ترددت عليّ أسماؤهم فى بدايات إدراكى لفعل قراءة الكتب، قرأت لهم، واحتفظت مع الوقت بمجموعة قليلة، منهم غسان كنفانى الذى يعد حالة منفردة فى صدقها الأدبى الأمر الذى يجعلك تتغاضى عن أية فنيّات أدبية أخرى، ببساطة كنفانى أفضّل من اقترب من معاناة الشّعب الفلسطينى، وصَورها بصوته.

وبالتالى تأثرى به يتجاوز أحيانًا النقد الفنى لأعماله. أما بالنسبة للأغلفة، فقد أعدت قراءة الأعمال فى الفترة الأخيرة قبل بداية تصميم الأغلفة، لكنها قراءة سريعة لتذكر حالة القراءة الأولى.».أما عن رؤيته لأغلفة الطبعات الجديدة فيقول: «قبل بداية العمل على الأغلفة.

وفى مرحلة التجارب أو «الاسكتشات» الخارجية، كانت رؤية العمل على مشروع كامل لإعادة إنتاج غسان كنفانى واضحة. حاولت أن أدمج بين تراث هذا المبدع، و»كلاسيكية» عالمه الأدبى، وبين الرؤية الحداثيّة للأغلفة بشكل عام، كناية عن استمرارية ما كتب عنه غسان إلى الآن.

وتكرار هذه المآسى بشكل يومي، نفذت هذا عن طريق صور حقيقية جمعتها من المجلات والجرائد و»الأرشيفات» القديمة عن الأحداث التى شكّلت واقع أعمال «كنفانى»، مثل حرب 48 والتهجير، المذابح المتكررة فى حق الشعب الفلسطينى فى أماكن متفرقة، وحياة المخيمات. ودمجت الصور للأشخاص الحقيقية مع نماذج من زخارف فلسطين القديمة المشهورة بداية من أماكنها المقدسة إلى البيوت العادية، الألوان المتداخلة الحديثة وَزنت المعادلة وعبرت عن روح هذا العصر مع الاحتفاظ بعناصر «كلاسيكيّة» ضرورية. 


ويشير «إسلام» إلى دراسته لأغلفة الطبعات السابقة لأعمال «كنفانى»، فغلاف آخر طبعاته فى «منشورات الرمال» اعتمدت على زخارف رسمها «كنفانى» نفسه، ويضيف: «اطّلعت على كل الأغلفة السابقة لكتبه.

ودرستها دراسة وافية قبل بداية العمل على المشروع، وهى أغلفة ممتازة تعبّر عن روح العصر التى صدرت فيه بطريقةِ رسمه وطريقة خطوطه وألوانه.» ونسأله عن مساحة التجريب والتجديد فى أغلفة كتب الأدباء الراحلين فعلق: من وجهة نظرى، فى مجال أغلفة الكتب.

ولمؤلف «كلاسيكى» مشهور متفرد بعالمه الثابت والمفصّل والواضح، من غير الطبيعى أن نتغاضى عن هذا العالم الواضح تمامًا، ونتجاوزه فى مساحات لا علاقة له بها، وظيفة الغلاف فى النهاية تقديم المؤلف، والتعبير عن روح الفنان، وتتماهى رؤية المبدع مع رؤية الفنان فى عالم متقارب يعبر عن نوعيّ الفن، الكتابة والرسم.

اقرأ ايضا | د.محمد سمير عبد السلام يكتب : السندباد الأعمى: نحو تشكيل فضاء داخلي آخر