إنها مصر

مستعمرة التخاريف !

كرم جبر
كرم جبر

استضعف الإخوان مصر فقويت عليهم، واستهانوا بشعبها فكشر عن أنيابه، ووضع الله على عيونهم وقلوبهم غشاوة، فلم يستفيدوا من أخطائهم منذ مولد حركتهم.


لم يستفيدوا من دروس لعبتهم الفاشلة "صداقة السلطة ثم الانقلاب عليها"، فعلوا ذلك مع فؤاد وفاروق قبل ثورة يوليو، ومع عبد الناصر والسادات، كانوا حلفاء لعبد الناصر ولما تآمروا ضده أذاقهم كئوساً مريرة، وقتلوا السادات الذى فعل لهم ما لم يفعله حاكم آخر.


بعد أن جلسوا على كرسى السلطة عقب أحداث يناير، خانوا كل القوى التى أوصلتهم، فكسبوا جبالاً من الكراهية والعداء لم تحدث منذ نشأتهم.
لأول مرة تسقط أقنعة الكذب، وتسكت الألسنة التى كانت تزعم أنهم "ناس طيبين ما نجربهم"، لأن ثمن التجربة كان قطع الرقبة، وسقوط وطن وتشريد شعب، واشتعال الفتن والحروب الأهلية.. إنها محرقة.


ولأول مرة يعرف المصريون معنى "الشرعية المغتصبة"، بعد أن اختزلوا شرعية الوطن فى جماعة، وبدأوا فى تقويض مؤسسات الدولة واستبدالها بكيانات إخوانية.


عرف المصريون لأول مرة معنى الفزع، عندما كانوا يبيتون فى أحضان الخوف، ويستيقظون على أصوات الرصاص، وأن البيت الكبير يتم تقسيمه إلى غرف صغيرة مفروشة، وأن مصر بالنسبة لهم مجرد محطة يمر عليها قطار الخلافة.
فكان ضرورياً أن يفض اعتصام رابعة بعد 47 يوماً، أن تكون نهاية المتآمرين فى مستعمرة التخاريف.
●●●
من أجمل ما قاله الشافعي:
وتضيق دنيانا فنحسب أننا.. سنموت يأساً أو نموت نحيباً
وإذا بلطف الله يهطل فجأة.. يربى من اليبس الفتات قلوباً
قل للذى ملأ التشاؤمُ قلبه ومضى يضيق حولنا الآفاقا
سر السعادةِ حسن ظنك بالذى.. خلق الحياةَ وقسَّم الأرزاقا
●●●
مأثورات مولانا جلال الدين الرومي:
● وحده من يجعل جرح الفؤاد بردا، ويرفق بالعيون الباكيات.
● الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه، أما الذى يحب بروحه، فلا ثمة انفصال أبدا.
● قلت: أشتهى وصلك.. قال: ثمن الوصال هو روحك.. هتف قلبي: ربح البيع إذن.
●●●
ومن أروع ما قالت السيدة رابعة العدوية:
● سوف أتحمل كل ألم وأصبر، لكن عذاباً أشد من هذا العذاب يؤلم روحي، منشأه سؤال يدور فى خلدي: يا رب .. هل أنت راض عني؟
● هتف رجل من العباد فى مجلس رابعة: اللهم ارض عني، قالت رابعة: لو رضيت عن الله لرضى عنك، قال: وكيف أرضى عن الله؟، قالت: يوم تُسر بالنقمة سرورك بالنعمة، لأن كليهما من عند الله.