يعد حسين سري عامر من أكثر رؤساء الوزارة المصريين توليا للمنصب بعد مصطفى النحاس باشا الذي تولى رئاسة الوزراء سبع مرات وتولى حسين عامر خمس مرات، ومع كثرة عدد المرات إلا أن فترة توليه كانت قصيرة جدا.
ولد حسين عامر عام 1894 وتخرج في مدرسة السعيدية عام 1910 وسافر بعدها إلى أوروبا لاستكمال تعليمه حتى حصل على دبلوم الهندسة عام 1915 وعندما عاد إلى مصر تخصص في شئون الري وتدرج في المناصب حتى أصبح وكيلا للوزارة ثم وزيرا للأشغال وذلك عام 1928.
وقد تولى رئاسة الوزراء لأول مرة عام 1940 واستمر فيها لمدة سبعة أشهر وأثناء هذه الفترة مرت مصر بظروف قاسية حيث كانت تحت ضغط الاستعمار الإنجليزي بالإضافة إلى ظروف الحرب العالمية الثانية.
وقد تولى سرى باشا رئاسة الوزراء لفترتين قصيرتين وذلك عام 1949 وعام 1950 بالإضافة لتوليه وزارة الداخلية والخارجية ،وكان حسين سرى موضع ثقة للإنجليز كما كان موضع ثقة للمك فاروق بحسب ما نشرته جريدة الأخبارفى 18-11-1952.
وقبل قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 حاول جاهدا وأد حركة الضباط الأحرار فقام بحل إدارة نادي ضباط الجيش الذي كان اللواء محمد نجيب متوليا رئاسته.
وطلب من الملك فاروق أن يتم تعيين اللواء محمد نجيب وزيرا للحربية حتى يكون تحت أعينهم ويسهل رصد حركة الضباط الأحرار وكشف أعضائه مما يمهد له السبيل للقضاء عليهم.
إلا أن هذه الأمر أدى إلى وقع أزمة دفعت في النهاية حسين سرى بتقديم استقالته حيث كان يشغل وقتها مناصب وزير الحربية والداخلية والخارجية وتولى نجيب الهلالي باشا رئاسة الوزراء بعده.
ويعتبر حسين سرى عامر مهندسا بارعا بعيدا عن السياسية فقام بعمل بعض التعديلات على ترعة المحمودية لتحسين حركة الملاحة بها وساهم بشكل كبير في تحويل مساحات كبيرة إلى ري دائم بعد توفير مياه التعلية الواردة من خزان أسوان وقام بتنفيذ مشروعات زراعة حبوب الزراعة.
ورغم ذلك تعد وزارة حسين سرى عامر من أسوأ الوزارات التي مرت على الشعب المصري فقد عانت وزارته مشاكل كثيرة هاجمت البلاد مثل نقص المواد الغذائية مثل الخبز والسكر حتى أنه قد هبط سعر القطن المصري فتعذر تصديره للخارج .
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
