مجدي حجازي يكتب: ترشيد الإنفاق الحكومى

مجدي حجازي
مجدي حجازي

بقلم: مجدي حجازي

الرئيس عبدالفتاح السيسى مهموم بتخفيف الأعباء عن المواطن المصرى، وفى هذا الإطار أصدر توجيهاته للحكومة بإطلاق حزمة اجتماعية استثنائية، سوف يتم تطبيقها اعتبارا من بداية الشهر القادم، ذلك طبقًا لتصريحات رئيس الوزراء التى أكد فيها أن الحكومة اتخذت العديد من الإجراءات لتخفيف الضغط على الموارد من العملة الصعبة التى تزايدت بطريقة غير مسبوقة نتيجة لتضاعف أسعار السلع الأساسية التى يتم استيرادها، وعلى رأسها المنتجات البترولية والقمح والذرة وبعض السلع الأخرى.

وتأتى حزمة القرارات التى أعلن عنها رئيس الوزراء بهدف ترشيد استهلاك الكهرباء وبدء تطبيقها، وكذلك خفض استهلاك الغاز الطبيعى بشكل إضافى ليصل إلى 15٪ بما يتيح تصدير هذا الفائض لتوفير عملة صعبة تقدر بنحو 150 مليون دولار شهريًا، توجها صائبا بشأن زيادة الموارد من العملة الصعبة مع تقليل فاتورة الواردات.
وإذا كانت تلك الإجراءات تتضمن ترشيد استهلاك الكهرباء فى المبانى الحكومية وإيقاف الإنارة الخارجية لها، وكذلك ضوابط عمل المولات التجارية والمحال العامة، وترشيد الإنارة الخاصة بالمنشآت الرياضية وغلق الاستادات والصالات المغطاة بالتنسيق مع النواد والاتحادات الرياضية.. فإنه إجراء تأخر كثيرًا، حيث إن الإسراف فى استهلاك الكهرباء تعدى مداه.. ولكن ما أريد التنبيه إليه ضرورة مراعاة وضع آليات واعية ومدروسة بدقة للحفاظ على الأمن والأمان عند تطبيق منظومة ترشيد استهلاك الكهرباء بالنسبة لإنارة الميادين العامة، وكذلك تخفيض إنارة الشوارع والمحاور الرئيسية حتى لا يقع المحظور الذى نخشاه من سوء إدارة هذا الشأن.

وإذا كان رئيس مجلس الوزراء قد أشار إلى أن جميع الخطوات التى تقوم بها الدولة والحكومة، الهدف منها هو التعامل مع الأزمة الكبيرة القاسية التى تشهدها دول العالم، بتحدى الطاقة وترشيد الاستهلاك.. فإن المواطنين يتطلعون إلى سرعة إصدار حزمة قرارات عاجلة بهدف ترشيد الإنفاق الحكومى، وفى مقدمتها إعادة مراجعة مخصصات المسئولين بمؤسسات الدولة على اختلاف درجاتهم، خاصة أنها تجاوزت اللامعقولية، حيث تمتد تلك المخصصات لتشمل ذويهم دون وجه حق.. ففى المحليات - على سبيل المثال وليس الحصر - حدث ولا حرج، فإن المخصصات التى بين طيات دواوين المحافظات وما يتبعها من هياكل إدارية لتشمل أصغر وحداتها يستوجب تصحيح مسارها، وإيقاف نزيف إهدار المال العام بها من منطلق المسئولية الوطنية.
حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.