ظهور مهن واختفاء أخرى.. التحضير لسوق العمل يبدأ من تنسيق الجامعات

مكتب تنسيق الجامعات - أرشيفية
مكتب تنسيق الجامعات - أرشيفية

غاية كل شاب أن ينهي مرحلة الدراسة الجامعية ليلحق بسوق العمل، ليبدأ حياته الجديدة، والتي تأتي تتويجًا لمشوار دراسي امتد لنحو 16 عامًا أو يزيد، كان ختامها التخصص في أحد المجالات التي يحتاج إليها سوق العمل.

ومع التطور التكنولوجي الحادث حولنا، وتوجه الدول نحو التحول الرقمي، وحلول الآلة محل الإنسان في كثير من مناطق العمل، فقد تغيرت متطلبات سوق العمل عما كانت عليه قبل نحو 10 سنوات تقريبًا.

والطالب بات عليه دور في خلق فرصة عمل لنفسه، في ظل اندثار مهن وظهور أخرى، والخروج من الدائرة الضيقة التي حشر فيها الأجيال السابقة أنفسهم، واكتفوا بالدراسة داخل أسوار الجامعة على أمل أن توفر لهم وظيفة روتينية.

بوابة أخبار اليوم تستعرض في الموضوع التالي مستجدات سوق العمل والتغيرات الجديدة التي طرأت عليه، ونعرض تشخيص الخبراء لواقع سوق العمل وكيفية خروج الشباب المقبل على بدء حياتهم العملية من هذا المأزق.

 

قيمة العمل

 

قيمه العمل من المبادئ الهامة التي تعطى للإنسان قيمة وهدف ومعنى يحقق من خلاله أماله وأحلامه وطموحاته ، هذا ما قاله الدكتور أحمد فخري، رئيس قسم العلوم الإنسانية بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس.

وتابع خلال تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الإنسان يحقق من خلال العمل احتياجاته الأساسية التي تشعره بالانتماء وكينونته، مضيفا أنه من خلال الرصد والتتبع لمشكلات المجتمع والشباب؛ خاصة نجد أن نسبة البطالة والبحث عن عمل ما زالت القضية المحورية والمشكلة الأساسية للكثيرين. 

ولفت إلى أن الشاب يتخرج من الجامعة وفى مخيلته أن المؤهل الدراسي سوف يخلق له فرصة عمل وفقا لتخصصه، وهنا يصطدم الشباب مع الواقع، فالحقيقة أن الجامعات لدينا لا تؤهل للعمل بل تعطى الأدوات والاستراتيجيات الهامة للتعامل مع المشكلات وفتح فرص تتيح للشباب العمل من خلالها .


وأشار الدكتور أحمد فخري، رئيس قسم العلوم الإنسانية بكليه الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس إلى أن الجامعة لا توهل لسوق العمل فلا يوجد كليه بها تدريب عملي على واقع سوق العمل في التخصص، بل تعتمد فقط على الجانب النظري وليس الجانب المهاري التطبيقي الذى يؤهل للعمل. 

 

وواصل كلامه، مؤكدًا أن الشاب عند تخرجه من الجامعة يحتاج لعدد من السنوات للتدريب حتى يستطيع أن يصبح مؤهلا للعمل، وهذا يستنفذ جهد وطاقة ومال وعبء على كاهل الأسرة والشاب .

شاهد أيضا: 

 

واستطرد الدكتور أحمد فخري، رئيس قسم العلوم الإنسانية بكليه الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس: «نحن نحتاج في تلك المرحلة الهامة لبناء الجمهورية الجديدة أن نركز على الكليات الفنية والتقنية الحديثة». 

 

ونوه إلى ضرورة تأهيل فكر وثقافة الشباب من أجل العمل الحر والصناعات المنتجة التي يحتاجها المجتمع ونتخلى عن فكرة العمل الوظيفي الروتيني تدريجيا، خاصه أن العالم يتغير من حولنا وهناك العديد من المهن سوف تندثر ويحل محلها مهن يحتاجها البشر فى السنوات القادمة.

 

تغيير سياسة والتعليم

 

وشدد الدكتور أحمد فخري، رئيس قسم العلوم الإنسانية بكليه الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، على أنه لابد من تغيير سياسة التعليم في مصر وتبنى السوق الحر المفتوح لخلق فرص متاحة حقيقية أمام هؤلاء الشباب.

 

وقال إن الشباب يحتاج في تلك الفترات التي يحدث بها تغير عالمي في كافة المجالات وخاصة سوق العمل أن يعمل على تطوير مهاراته العملية التي يحتجها سوق العمل. 

 

وواصل: لا بد من تعلم الشباب مهارات وحرف تؤهلهم لسوق عمل حر يعتمد على الصناعة والإنتاج والتقنيات والبرمجيات الحديثة، حيث أصبح العالم مفتوحا على مصرعيه من خلال دورات التعلم الحر عبر الأون لاين ووسائل التكنولوجيا المختلفة .

 

وأكمل الدكتور أحمد فخري، رئيس قسم العلوم الإنسانية بكليه الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، أن وسائل الاتصال الحديثة يستطيع من خلالها الشاب تطوير مهاراته من خلال متابعة الفيديوهات التعليمية المختلفة ومن خلال الالتحاق بالدورات عبر الانترنت أو من خلال الالتحاق ببعض الدورات الخاصة بمجال عملي معين حتى يستطيع تأهيل قدراته وتنميتها بحيث يستطيع الالتحاق بسوق العمل على أرض الواقع.

 

وفي ختام كلامه، ناشد الجامعات والمؤسسات الحكومية لفتح مجالات ودورات للتدريب العملي من خلال ورش عمل لتأهيل وتدريب الشباب على التخصص في بعض المهن والاعمال التي يحتاجها سوق العمل في السنوات الحالية والمستقبلية.

شاهد أيضا: 

ومن ناحية أخرى، قال الدكتور حاتم عبد المنعم محمد، أستاذ علم الاجتماع البيئي بجامعة عين شمس، إن تأهيل الطلاب لسوق العمل يحتاج خطة استراتيجية تتبناها الدولة ممثلة في المؤسسات التعليمية، لا دخل للطالب فيها.

 

كفاية "أدبي"

 

واستنكر خلال تصريح خاص لبوابة أخبار اليوم، زيادة عدد خريجي القسم الأدبي بالمرحلة الثانوية في حين أن احتياجات سوق العمل محليا ودوليا تتطلب دارسة الرياضيات، للالتحاق بالكليات ذات التخصصات الحديثة التي طرأت على مجتمعنا بفعل التطور التكنولوجي.

 

وأشار الدكتور حاتم عبد المنعم محمد، أستاذ علم الاجتماع البيئي بجامعة عين شمس، إلى أن الروبوت والحاسبات الآلية والذكاء الاصطناعي اقتحمت كل مجالات الحياة، ولا بد من مواكبة هذا لمنع تفحش ظاهرة البطالة في المجتمع، وتكون الدراسة في وادي وسوق العمل في وادٍ آخر.

 

ولفت إلى أن هناك 40 % من طلبة الثانوية العامة يدرسون التخصص الأدبي ويتخرج عشرات الآلاف من كليات التجارة والحقوق والآداب في الوقت الذي لا يحتاج سوق العمل خلال الوقت الحالي أو المستقبلي إلا لنسب ضئيلة من هذه التخصصات.

 

وأوضح 15 % فقط من طلبة الثانوية العامة يدرسون علمي رياضة، بعدد حوالي 100 ألف طالب وهذه نسبة ضعيفة جدًا لا بد من مضاعفتها، على أن يقابلها زيادة في الكليات ذات التخصصات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة.

 

فجوة بالسوق

 

وأشار الدكتور حاتم عبد المنعم محمد، أستاذ علم الاجتماع البيئي بجامعة عين شمس، إلى أن بداية تنفيذ الخطة من زيادة خريجي معلمي الرياضيات في كليات التربية أو علوم قسم رياضة، ومن ثم مضاعفة عدد طلاب علمي رياضة بالمدارس الثانوية، وصولا لدراسة واقع سوق العمل وإنشاء كليات تخرج شباب قادرون على التكيف معه وسد احتياجاته.

ووضع روشتة تتضمن سبل حل مؤقتة لهذه الأزمة التي نتج عنها فجوة بين مجالات الدراسة الحالية ومتطلبات سوق العمل، موضحا أنه يجب توعية الطالب المقبل على المرحلة الجامعية باختيار الكلية التي يحتاج إليها سوق العمل.

 

وأضاف أنه يجب على الطالب عدم الاكتفاء بالدراسة النظرية والاتجاه نحو صقل مهاراته، وتطوير نفسه والحصول على برامج تدريب تحويلي لمدة عام، على الأعمال المطلوبة في سوق العمل حاليًا.

 

واختتم الدكتور حاتم عبد المنعم محمد، أستاذ علم الاجتماع البيئي بجامعة عين شمس، حديثه مشيرًا إلى أن الشباب بات بإمكانهم اكتساب مهارات جديدة من خلال وسائل التعلم الحر عبر الإنترنت وبخاصية الأون لاين وهم في منازلهم.