باحثة آثار تكشف عن معبودات الكتابة في مصر القديمة.. وأهمية الكاتب

معبودات الكتابة في مصر القديمة
معبودات الكتابة في مصر القديمة

كشفت الباحثة الأثرية د. مي شريف العناني مفتشة آثار الدقهلية عن أن هناك معبودات خاصة بالكتابة في مصر القديمة.

وأشارت د. مى أنه كان للتعليم أهمية كبيرة في مصر القديمة، وكانت مهنة الكاتب من المهن المرموقة في المجتمع المصري القديم. وكان المصري القديم يعتقد أن الكاتب على صلة بالمعبود تحوت الذي يهبه العلم، لذا يلاحظ وجود تماثيل للكتبة وهم يقوموا بالكتابة أمام تمثال المعبود تحوت ليعطيه العلم والمعرفة. وكان الكاتب المتدين يصب بعض الماء كقربان للمعبود تحوت قبل البدء في الكتابة. 

كانت المدارس تُلحق بالبلاط ويتعلم فيها الأمراء والنبلاء وبعض الأفراد من عامة الشعب، وفي الدولة الحديثة كانت المدارس تُلحق بمختلف أقسام الحكومة، ونظرًا لأهمية العلم فكانت كتابات التلاميذ تدفن معهم في مقبرتهم. 

اقرأ أيضا :- دراسة أثرية: قائمة العروس حق مصري أًصيل للمرأة في مصر القديمة

ولفتت مى إلى أن المصري القديم عرف أربعة أنواع من الخطوط للغة المصرية القديمة مثل الخط الهيروغليفي، والخط الهيراطيقي، والخط الديموطيقي، والخط القبطي، استخدم الكاتب المصري القديم في الكتابة المقلمة التي تضم الريشة والحبر لتدوين النصوص المصرية القديمة على مواد كتابة كالبردي والشقافات والجلد والخشب والقماش، وكانت للكلمة المكتوبة في مصر القديمة أهمية كبيرة، فالنصوص المكتوبة على المقابر المصرية القديمة كانت لها دورًا كبيرًا في المساعدة على البعث والخلود في العالم الآخر. 

وأضافت أن المعبودات المصرية القديمة الخاصة بالكتابة هما المعبود تحوت، والمعبودة سشات التي ارتبطت بالمعبوت تحوت، حيث ظهرت معه في الطقوس الدينية، واُعتبرت زوجة أو أخت المعبود تحوت. 

وأوضحت أن المعبودة سشات التي يعني اسمها "الكاتبة" هي معبودة مختصة بالكتابة والتسجيل، كما أنها المشرفة على المكتبة. وعرفت منذ عصر بداية الأسرات، وصُورت بشكل إمرأة ترتدي جلد الفهد، ويعلو رأسها نجمة سباعية. 

أما المعبود تحوت أو جحوتي، فهو معبود الكتابة والحكمة والمعرفة ومعبود القمر، وكان يصور بشكل طائر أبو منجل "الأيبس" أو بشكل قرد "البابون" أو بهيئة آدمية برأس أبو منجل،  وعُرف منذ عصر ما قبل الأسرات، ونال شهرة عظيمة في عصر الدولة القديمة، فقد جاء ذكره في نصوص الأهرام، وارتبط بالمعبود رع، وكان يرافقه في رحلته عبر السماء، حيث كان المعبود رع يعبر النهر السماوي على جناح جحوتي وكان مركز عبادته الرئيسي في الأشمونين، وله دور عظيم في أسطورة الصراع بين حورس وست، حيث يُذكر أنه هو الذي عالج عين حورس، فهو معبود الكتابة وتسجيل الأرقام والحسابات،

بالإضافة إلى أنه له دور عظيم أثناء المحاكمة في العالم الآخر، حيث يقف أمام الميزان الخاص بوزن قلب المتوفى وتسجيل النتيجة لتحديد مصير المتوفي. ونظرًا لأهمية المعبود تحوت فقد لجأ المصري القديم إلى تحنيط رموزه المتمثلة في طائر أبو منجل أو القرد، حيث عثر في تونة الجبل على عدد كبير من المومياوات المُحنطة لطائر أبو منجل أو القرد المقدس. بالإضافة للعثور على جبانات أخرى له في سقارة. كما عُثر على تمائم تجسد المعبود تحوت، كما ورد ذكره في العديد من البرديات والنصوص السحرية والدينية. 

ونظرًا لأهمية العلم والتعليم في مصر القديمة، وأهمية تأثير الكلمة المكتوبة في مصر القديمة، فقد اتخذ المصري القديم معبودات خاصة بالكتابة والحكمة والمعرفة كالمعبود تحوت والمعبودة سشات.