بقلم مصرى

الجمال

    صلاح سعد
صلاح سعد

الجمال لا يكمن فى المواصفات الشكلية والجسدية عند الفنانين ولكنه يعتمد فى المقام الأول على الإحساس والصدق عند الأداء فهما السبيل الوحيد للوصول الى قلب الجمهور.. 

وبالتالى فإن التمثيل ليس مجرد تلقين وحفظ للحوار وتسميعه ولكن الأهم هو الإحساس والقدرة على التعبير عن مضمون الحوار حتى ولو كان بدون كلام.. 
وهو ما يطلقون عليه حالة «الاندماج» التى ينصهر فيها الفنان مع الشخصية التى يقدمها وكأنهما واحد وليس اثنين!! 

فى فيلم «ضربة شمس» لنور الشريف ظهرت الفنانة ليلى فوزى طول الاحداث دون ان تنطق كلمة واحدة ولكنها استطاعت بنظراتها وملامح وجهها ان تعبر عن طبيعة الشخصية التى تقدمها كزعيمة عصابة دولية تعمل فى مجال تهريب الاثار!! 

مجرد مثال لتقريب الصورة وتوضيح الفرق عند الحكم على قدرات الفنان..

وهى ميزة لا يتمتع بها كل النجوم ولكن قلة فقط حتى ممن يفتقدون المواصفات الجمالية ولكنهم رغم ذلك استطاعوا بصدق الأداء والاحاسيس الفنية اعتلاء القمة..

ومن الجيل المعاصر يأتى فى المقدمة الفنان الراحل أحمد زكى الذى كان يتمتع بحس فنى كبير يجعلك تعيش مع الشخصية وكأنها من لحم ودم وليس على الورق وهو ما جسده بالفعل فى فيلم «زوجة رجل مهم»..

وكذلك الفنان الكبير متعه الله بالصحة يحيى الفخرانى الذى يستطيع بملامح وجهه ان يجعل المشاهد يستنطق الحوار.. 

أما الفنانة الكبيرة عبلة كامل فهى صاحبة الأداء الصامت الذى تستطيع به ان تصل الى قلب المشاهد من أقرب طريق ولو بدون حوار.. فهى السهل الممتنع فى معظم الأدوار التى قدمتها.. باختصار الجمال وحده لا يصنع فنا!!