من القاهرة

أشكو إليك

أحمد عزت
أحمد عزت

أبحث عن خبر إيجابى فلا أجد. لقد أصبح العثور على خبر واحد جيد وسط هذا الطوفان الجامح أمرا نادرا. 

ربما تكون مهنتنا هى سبب ذلك الشعور السلبى الذى يتملكنا، من خلال متابعة هذا الكم الرهيب من أخبار الحروب والصراعات والمشكلات والتضخم وارتفاع الأسعار وحوادث القتل وغيرها. ربما هى الحياة التى باتت على هذا النحو من القسوة والشدة والأنانية والظلم أيضا، فحولت الجميع إلى «ماكينات» تبحث عن المال والسلطة والنفوذ وكل ما ليس فى اليد، فمنحت من يملك المكر والدهاء ما لا يستحق، ولا عزاء للشرفاء!

ومن سوء الطالع أن عبث البشر فى الحياة لم يتوقف على صراعات السلطة والنفوذ والمواجهات بالقوة والسلاح مثلما نرى بين الغرب وروسيا فى أوكرانيا، أو خلال الأيام المقبلة بين أمريكا والصين بسبب تايوان، أو حتى فى منطقتنا العربية بين من يفترض أن يكونوا شركاء الوطن ولكن باتوا فرقاء السلطة وخصوم النفوذ.

لقد بات الكوكب هو الآخر ضحية ممارسات الإنسان، وبسبب عبث هذا الكائن أصبحت الأرض كمثل مريض الدوسنتاريا فتراه يتقيأ ويعانى الإسهال طول الوقت حتى كاد يفقد حياته.

ما هذا الكم من الخراب الذى وصلنا إليه وتلك الكوارث الطبيعية التى بات عليها الكوكب، وما هذه الصراعات والمواجهات متسعة الجبهات ومتعددة الخصوم والساحات..

وهذا الاستقطاب الرهيب بين الدول، وهذا الوضع الاقتصادى المأساوى المخيف الذى يعيشه العالم ..

أشكو إليك.