مغامرة «بيلوسي» في تايوان.. جس النبض الأمريكي في مواجهة ضبط النفس الصيني  

بيلوسي خلال جولتها بآسيا
بيلوسي خلال جولتها بآسيا

لم تكن المحطة الثانية في الجولة الآسيوية، لـ نانسي بيلوسي رئيس الكونجرس الأمريكي، مجرد زيارة رسمية عادية لمسئول رفيع المستوى إلى بلد صديق.

فقد صاحب زيارة المسئول الثالث بأقوى دولة في العالم، للجزيرة التي تحظى بالحكم الذاتي عن الصين، زخما واسعًا واهتمامًا عالميًا كبيرًا، وترقبها الجميع، مع توقع أن ينتج عنها حرب عالمية ثالثة.

فقد حذرت الصين قبل أن يحن موعد الزيارة المعلن عنها قبل نحو شهر، من وصول بيلوسي إلى تايوان، وتوعدت بالرد القاسي على تلك الزيارة واتخاذ إجراءات عسكرية. 

لم تبال الولايات المتحدة بما قالته بكين، وراحت تعد للزيارة، حيث عبرت حاملة الطائرات «رونالد ريجان» بحر الصين الجنوبي، إلى بحر الفلبين شرقي تايوان، في إجراء اعتبره البعض استفزازا للصين.

 

اقرأ أيضا:
 

 

خيار الحرب «مستبعد»

في البداية استبعد اللواء د. سمير فرج، الخبير الإستراتيجي، اندلاع حرب بين تايوان والصين على خلفية زيارة بيلوسي لتايوان، موضحا أن بداية المواجهة تعنى تدخل الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث أكدت من قبل التزامها بحماية تايوان.

وأشار إلى أن أي حرب بين الصين وأمريكا ستكون نووية؛ لأنهما يمتلكان أسلحة متقدمة ولن تتمكن أي منهما حسم المواجهة إلا باستخدام الأسلحة النووية التي ستدمر المنطقة.

وأوضح أن الصراع الصيني التايواني مختلف عن مثيله الأوكراني الروسي، حيث إن طرفي الثاني ليسا بلدين نوويين وبالتالي فإن الحرب بينهما تقليدية.

وأكد أن وزارة الدفاع الأمريكية والبيت الأبيض لم يرغبا في زيارة بيلوسي لتايوان، ولكنها أصرت، ولذا كان الإجراء الاحترازي العادي وهو نقل أمريكا حاملة المروحيات إلى قبالة تايوان تحسبا لصدق تهديدات الصين ومهاجمة طائرة بيلوسي، الشخصية الثالثة في أمريكا، مضيفا أن بيلوسي تمثل السلطة التشريعة لأمريكا ولا تخضع لسلطة البيت الأبيض أو البنتاجون.

ومن ناحية أخرى، قالت الإعلامية الصينية فيحاء وانغ، إن زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان تمثل استفزازًا للصين، والتي بدأت الأخيرة الرد عليها بإجراءات سياسية واقتصادية ضد تايوان.

وأوضحت خلال تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن زيارة بيلوسي تزعزع العلاقات بين الصين وأمريكا والتي تشهد حالة من التوترات، وتقوض السلم في المنطقة، في الوقت الذي تحرص فيه الصين على السلم والاستقرار.

 

اقرأ أيضا:

 

واشنطن تدعم «الانفصال»

وأشارت إلى أن تحذيرات وتهديدات الصين قبل زيارة بيلوسي كانت تهدف لمنع الزيارة، ولكن بعدما أصبحت الزيارة حقيقة وواقع، لا بد من الحكمة وهذا ما فعلته الصين، والتزمت ضبط النفس، ولكنها لم تفرض في حق الرد الهادئ.

وأكدت الإعلامية الصينية فيحاء وانغ، أن زيارة بيلوسي، تبعث رسالة مفادها دعم القوة الانفصالية لتايوان عن الصين، وهذا يتناقض مع حديث بايدن لنظيره الصيني في الاتصال الذي جرى بينهما، وأكد فيه الرئيس الأمريكي التزامه بمبدأ صين واحدة.

اقرأ أيضا:

ولفتت إلى أن الصين بدأت اليوم اتخاذ إجراءات وعقوبات اقتصادية ضد تايوان، وقد يتم تصعيد حدتها في حال لم تلتزم تايوان وواصلت استفزازها لبكين.

وشددت على أن المناورات العسكرية الصينية التي تستمر 3 أيام بالذخيرة الحية، قرب مضيق تايوان، واختراق طائرات التنين لخط الوسط الفاصل مع تايوان، إنما تؤكد سيادة الصين على الجزيرة ورفضها لاختراق هذه السيادة.

ونوهت إلى أن الشعب الصيني، كان يمثل عامل ضغط ويريد الرد عسكريًا على تايوان ولكنه يدرك أهمية السلام والاستقرار، وأدرك أهمية ما قامت به الصين من ضبط النفس والحكمة.

واختتمت الإعلامية الصينية فيحاء وانغ، حديثها مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية أعلنت أنها لا ترغب في زيادة حدة التوترات، وهذا تعتبره بكين فرصة للعودة إلى مائدة المفاوضات بشرط التزام واشنطن بمبدأ صين واحدة وتخلت عن دعمها لتايوان.