مؤتمر أمني يحذر من خطورة مشاركة البيانات الطبية عبر الإنترنت

الـ DNA.. دليل جنائي قد يتحول إلى سلاح بيولوجي ضد البشر في هذه الحالات

منتدى آسبن الأمني بكولورادو
منتدى آسبن الأمني بكولورادو

كتبت: دينا جلال

طفرة علمية حديثة تعددت مزاياها بعد أن مهدت الطريق نحو جمع الادلة الجنائية لإثبات إدانة المتهمين وتبرئة المشتبه بهم في جرائم متنوعة، تحولت بصمة الحمض النووي إلى دليل قاطع لتحديد هوية المفقودين والمختطفين والحسم في قضايا النسب، ومثل أى وسيلة علمية تمتد مزاياها لتنطوي على مخاطر ومن هنا توالت التحذيرات بضرورة توخي الحذر وعدم نشر او إرسال بصمة الحمض النووي الخاصة بأى شخص عبر الإنترنت حتى لا يصبح ضحية للقتل بالاسلحة البيولوجية المصنعة تبعًا لبصمته الوراثية.

 

لم يأت هذا التحذير عبر قصص الخيال العلمي او مقالات تستبق الواقع وتحذر من المستقبل، وإنما اصدرها مسئولون أمنيون خلال احد المؤتمرات الامنية في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتؤكد أن البصمات الوارثية تقود إلى حل الجرائم والكشف عن مجرمين ممن يمر عليهم عدة عقود وهى ايضا تقود نحو حرب مبتكرة حديثة.

 

تولت لجنة المخابرات بمجلس النواب الامريكي إطلاق تلك التحذيرات لتبرز الصحف العالمية تفاصيل احد لقاءات منتدى آسبن الأمني بكولورادو، وعرضت تحذيرات «جيسون كرو» عضو لجنة المخابرات الوطنية الأمريكية بالكونجرس من مشاركة المواطنين لبياناتهم الصحية عبر المواقع الإلكترونية الطبية التي تعرض عليهم الخدمات الطبية، حيث يمكن استهدافهم واستخدامها لتصنيع وإنتاج أسلحة بيولوجية لا يتوقعها احد، وأوضح النائب الأمريكي جيسون كرو الامر ببساطة مؤكدا؛ أنه يمكن استهداف شخص ما عن طريق بيانات الحمض النووي الخاصة به وتصميم سلاح بيولوجي لقتله والفتك به دون أن يلحظ أحد.

 

إقرأ أيضًا

رداً على زيارة بيلوسي .. الجيش الصيني سيختبر صواريخ قرب تايوان

أضاف عضو الكونجرس جيسون كرو وهو ضابط سابق بالجيش الامريكي شارك في العراق وأفغانستان؛ أن تطوير الأسلحة اصبح أمرًا مقلقًا للغاية وخاصة بعد إقبال الكثيرين على تقديم بيانات بصمة الحمض النووي الخاصة بهم إلى الشركات الطبية قائلا: يشارك الناس عن طيب خاطر خرائطهم الجينية مع الشركات لاكتساب نظرة دقيقة على صحتهم ونسبهم، يسارع الاشخاص بمنح عيناتهم عبر البصق او التضحية بعينات من الشعر أو الجلد لكشف بصمات الحمض النووي والحصول على بيانات مثيرة للاهتمام حول خلفياتهم العائلية  أو البحث عن افراد مختفين من عائلاتهم، إلا أن تلك الإجراءات قد تجعلهم مستهدفين لقتلة يقومون بتصنيع اسلحة ومواد بيولوجية للتخلص منهم، واشار إلى الحرب البيولوجية بين الدول تزداد تعقيدًا بسبب البيانات الطبية لاستهداف المواطنين وخاصة من العائلات الثرية أو الشهيرة لاستهدافهم بسهولة.

 

كشف الخبراء الامنيون عن غرابة الامر حيث كانت تلك الشركات الطبية تعرض خدماتها وتقدم بياناتها ومعلوماتها القيمة للشرطة لتسهم فى حل العديد من الجرائم إلا أن الامور اصبحت اكثر صعوبة لدى الاجهزة الامنية للحصول على تلك البيانات بسبب الخصوصية، وفي نفس الوقت لا تحمي تلك الشركات الطبية سرية بيانات عملائها،  حيث يمكن اختراق قاعدة البيانات ولا يوجد أنظمة قانونية وتنظيمية لحماية معلومات الرعاية الصحية وبيانات الحمض النووي التي يمكن شرائها وجمعها من قبل الخصوم لتطوير هذه الأنظمة.

شاركت السيناتور الأمريكي جوني إرنست من ولاية أيوا وعضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ تحذيراتها قائلة؛ إن تلك التكنولوجيا تقود نحو برامج اغتيال شديدة الاستهداف، وتجعل تعقب القتلة أكثر صعوبة، وحذرت من خطورة الأسلحة البيولوجية التي يمكن أن تدمر الحيوانات والامدادات الغذائية في جميع أنحاء العالم مما يؤدي إلى الندرة وانعدام الأمن الغذائي لإستهداف البشر وإضعاف طاقاتهم.