ما وراء إصرار بيلوسى على زيارة تايوان؟

بيلوسى خلال لقائها مع رئيسة تايوان
بيلوسى خلال لقائها مع رئيسة تايوان

■ ياسمين السيد هانى

رغم تحذيرات صينية امتدت من «نحذركم من اللعب بالنار».. وحتى «جيشنا لن يقف مكتوف الأيدي».. أصرت نانسى بيلوسى على اتمام زيارتها إلى تايوان.


وألمح تقرير لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، إلى أن بيلوسى لديها أسبابا شخصية لاتمام هذه الزيارة إذ بنت مسيرتها السياسية وفى جوهرها مواجهة ومعاداة الصين.


ووصلت بيلوسى أمس الأول إلى تايبيه عاصمة تايوان وهى الزيارة الأولى من نوعها منذ أن قاد الجمهورى نيوت جينجريتش وفداً إلى تايوان قبل 25 عاماً، لزيارة منطقة الحكم الذاتي، التى تقول الصين أنها جزء منها وتؤكد أنه لا سبيل لاستقلالها. ونددت الصين مرارا بزيارات المسؤولين الأمريكيين إلى تايوان، لكن هذه المرة تخلت بكين عن التنديد واختارت التهديد.. وإبان زيارة جنجريتش التى استمرت ثلاث ساعات فى 2 إبريل ١٩٩٧، إكتفت بكين بالتنديد.
لكن قبل يومين، نقل تقرير نشرته وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية بعنوان «صين أغنى وأقوى تحذر بيلوسى من زيارة تايوان»، عن محللين إن «وضع ومكانة وقوة الصين قد اختلفوا على مدار الخمس وعشرين عاما الفاصلة بين زيارتى جنجريتش وبيلوسى إلى تايوان».وأوضح: «تذمرت بكين لكنها غضت الطرف عام 1997 إبان زيارة جينجريتش، إذ كانت بكين لديها أولويات أخرى. فحكومة الرئيس جيانج زيمين، كانت تستعد للاحتفال بعودة هونج كونج وخروج الصين من العزلة الدبلوماسية بعد أحداث ميدان تيانمين عام 1989». كما كان جينجريتش، الداعم لتوثيق العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، قد ساعد لتوه فى تلك الحملة من خلال لقاء جيانج فى بكين. وبالتالى فقد تجنبت الصين الصدام التخريبى مع واشنطن».


لكن بعد ربع قرن، تغيرت الظروف بشكل جذري. فحكومة الرئيس الصينى شى جين بينج أكثر ثراءً، وتسليحًا وأقل استعدادًا لتقديم تنازلات بشأن تايوان. ويزيد التوقيت من الضغط السياسي. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يحاول شى الحصول على فترة رئاسية ثالثة مدتها خمس سنوات كزعيم للحزب فى اجتماع يعقد فى الخريف. وتابعت:» قد تفشل مساعيه إذا اتهمه منافسوه بالفشل فى أن يكون صارما بما فيه الكفاية فى مواجهة ما يعتبرونه استفزازا أمريكيا».. وفى افتتاحية أمس، انتقدت «واشنطن بوست» بشدة زيارة بيلوسى لتايوان، وقالت أن الزيارة ستكون لها عواقب على المدى القصير والطويل.. وربطت الصحيفة أيضا رحلة بيلوسى إلى تايوان بمحاولاتها إنهاء مسيرتها المهنية كرئيسة للكونجرس، وهو منصب من المحتمل أن تخسره فى الخريف بعد الانتخابات والنصر المتوقع للجمهوريين. وقالت إنها بحثت عن البروباجندا، وعلى الرئيس بايدن إحتواء الضرر الناجم عن الزيارة.