محكمة الأسرة| طلاق مديرة الفندق.. الزوج: أهملتني فتزوجت من أخرى

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتبت: منى ربيع

المشهد الأول في الصباح الباكر، أمام محكمة أسرة القاهرة الجديدة والمنعقدة بالتجمع الخامس نزلت سيدة أنيقة ترتدي ملابس في غاية الأناقة على أحدث صيحات الموضة وتخفي أعينها بنظارتها سوداء وملابس على أحدث صيحات الموضة بصحبة محاميها الشهير من سيارتها الفارهة لتدخل المحكمة.


 خطواتها كانت سريعة تنظر في ساعة يدها تارة وفي شاشة محمولها تارة أخرى، وكأنها تريد الخروج من المحكمة بعد دخولها بدقائق.

 

المشهد الثاني امام احدى قاعات المحكمة جلست السيدة الحسناء على أحد المقاعد لتتبادل الحديث مع محاميها، ولحظات ويدخل نفس المكان رجل في العقد الرابع من العمر وبصحبته إحدى السيدات، يتبادلان الضحكات والحديث وهما ينظران للسيدة الحسناء.

 

فجأة تنظر لهما ثم يظهر عليها التوتر وكانت تحاول إخفاءه بأي طريقة بعد أن أخرجت من حقيبة يدها السيجارة والولاعة الذهبية، وقبل أن تقوم بإشعالها نادى حاجب المحكمة على رقم قضيتها واسمها واسم الرجل الذي دخل وراءها المحكمة.

إقرأ أيضًا

محافظ الفيوم يشهد انطلاق فعاليات مبادرة «لتسكنوا إليها» لتيسير الزواج

تدخل قاعة المحكمة بصحبة محاميها بينما يترك الرجل السيدة التي معه خارج القاعة ويدخل هو بصحبة محاميه، بعدها بدأت الجلسة  بإثبات حضور الطرفين ويطلب من السيدة أن تقول شكواها وكذلك خلع نظارتها.

 

وبخطى بطيئة تتقدم السيدة الى منصة المحكمة وتخلع نظارتها وتحكي قصتها قائلة: اسمي نرمين عمري ٣٢ عاما، منذ حوالي أربع سنوات تزوجت من هذا الرجل وهو مهندس من عائلة متوسطة الحال، بعد أن تعرفت عليه في عملي فأنا أعمل مديرة لأحد الفنادق الكبرى، مستواه الاجتماعي والمادي أقل بكثير من مستوى عائلتنا، وبالرغم من رفض أهلي لتلك الزيجة نظرًا لعدم التكافؤ بيننا، الا انني اقنعتهم بالزواج منه.

 

اتفقت معه قبل الزواج على أن أستمر في عملي وانني لن أتركه مهما حدث لأنني وصلت لمنصب هام في سن صغير، ووافق هو على ذلك وهذا كان شرطي الوحيد أن يتحمل ظروف عملي والذي قد يحتاج مني أن أتأخر في بعض الأحيان قليلا عن المنزل نظرًا لمسئولياتي، تم الزواج في حفل كبير حضره عدد كبير من الشخصيات العامة بالبلد والفنانين، فرحنا تحاكى به كل من يعرفنا.

 

وبدأت اﻷيام تسير بيننا نخرج كل يوم يذهب زوجي إلى عمله كمهندس بإحدى شركات المقاولات وأنا أذهب لعملي في الفندق زوجي لم يشك من شيئًا، أنجبنا طفلتنا ” لوجي” لايعكر صفو حياتنا شيئا وفجأة وجدت زوجي يتحدث معي بأسلوب غير لائق ويطالبني بترك عملي والاهتمام به وبابنتنا وانا لم أقصر في شيء، بنتي ترعاها خادمتها وانا أشرف على ذلك، أما أنا فلم أقصر معه في شيء وهو يعرف طبيعة عملي قبل زواجنا.

 

وبدون سابق إنذار وجدته يترك منزل الزوجية بلا عودة، حاولت الاتصال به مرارًا الا انه كان يتهرب مني ويعاملني بجفاء شديد ويقول لي انه لن يعود إلى المنزل حتى أترك عملي، مرت الأيام والشهور وانا اقول لنفسي أنه سيعود لاحقا، لكنني فوجئت به يتزوج علي، ولم يخبرني بذلك، وانني علمت بزواجه عن طريق إحدى صديقاتي والتي رأته ينزل من شقة زوجته الثانية في الصباح متوجهًا الى عمله، ذهبت إليه واجهته بما سمعت وفوجئت به يؤكده لي، بل ويخبرني أن هذا جزاء السيدة التي لاتطيع زوجها، لم أجد أمامي سوى اللجوء للمحكمة لطلب الطلاق بعد رفضه تطليقي بالمعروف، مؤكدًا لي انه لن يطلقني ويتركني هكذا.

 

لم أجد أمامي سوى اللجوء للمحكمة ﻷخذ حقي، وهنا تدخل محامي الزوجة مؤكدًا أن المحكمة قضت بتطليق موكلته في أول درجة للضرر وأن طليقها استأنف على الحكم، لكنهم متمسكين بطلبهم وكذلك إلزام الزوج بدفع نفقة شهرية لابنته الصغيرة.
هنا تطلب المحكمة من الزوج أن يتحدث ليرد على ماقالته زوجته ليؤكد قائلا : ماقالته زوجتي في البداية صحيح فأنا لم أمانع عملها قبل زواجنا، لكنني

فوجئت بها بعد الزواج تتأخر كثيرًا عن منزل الزوجية، أهملتني وأهملت طفلتها وتركت شئونها للخادمة، كما إنها ترتدي الملابس القصيرة مما يثير حفيظتي كرجل.


هنا تدخلت الزوجة قائلة: قبل زواجنا كنت أرتدي نفس الملابس ولم يعترض عليها.


ليستكمل الزوج حديثه قائلا : نعم لم أعترض لانني كان لدي أمل انها تتغير بعد الزواج وتحافظ عل كرامة زوجها لكنها لم تفعل ذلك واستمرت في عملها الذي فضلته علي، لم أجد أمامي سوى ترك المنزل والزواج من أخرى ارتاح معها وتسمع كلامي !، وأكد الزوج في نهاية حديثه أنه لا يريد أن يطلقها وانه سيحاول العدل بينها وزوجته الثانية وطالب محاميه بقبول استئنافه وإلغاء حكم أول درجة.


ورفعت المحكمة الجلسة للمداولة لتصدر بعدها حكمها برفض استئناف الزوج المهندس وتأييد حكم أول درجة بتطليق سيدة الأعمال للضرر واعطائها كافة حقوقها وإلزام الزوج بدفع نفقة للصغيرة 2000 جنيه شهريا وقالت في حيثيات حكمها إن الزوج كان يعلم بطبيعة عمل زوجته قبل الزواج ولم يعترض عليه وابدى موافقته على الاستمرار في عملها وكذلك طبيعة ملابسها والذي تفرضه عليها طبيعة عملها.

 

كما إنه هجرها وتركها لمدة عام دون أن ينفق عليها أو يؤدي واجباته كزوج مما أوقع بها ضررًا نفسيًا كبيرًا وكذلك عرضها للفتن بهجره لها كما إنه خالف عقد الزواج الذي بينهما وتزوج عليها بدون رضاها.

بعد صدور الحكم خرجت الزوجة من المحكمة وهي تشعر بالانتصار على طليقها الذي كان يريد ان يسلبها كرامتها ويحبسها في المنزل، بينما هو خرج مع زوجته الثانية يجر أذيال الخيبة بعد أن رفضت المحكمة طلبه .