مراد منير: كان نفسى فايزة تكون عايشة و أنا بتكرم

المخرج مراد منير
المخرج مراد منير

محمد بركات

يعتبر المخرج مراد منير، أحد أهم المخرجين الكبار في تاريخ المسرح المصري، حققت أعماله نجاحا كبيرا سواء في مسرح الدولة أو في مسرح القطاع الخاص، قدم على مدار سنوات طويلة مجموعة كبيرة من الأعمال المسرحية منها ملك الشحاتين- منين أجيب ناس- الملك هو الملك- سي علي وتابعه قفة-لولى، شخصية مميزة على الجانب الإنسانى تحمل كل تناقضات الإنسان العبقرى بمميزاته وعيوبه - لذا اختاره المهرجان القومى للمسرح لتكريمه في دورته الخامسة عشر.

 

في البداية.. كيف تصف تكريمك من المهرجان القومى للمسرح؟

سعيد جداً بتكريمى من المهرجان القومى للمسرح، عندما يذكرك الناس، تشعر أنك ما زلت حياً، هذا التكريم تقدير من وزارة الثقافة ومن القائمين على إدارة المهرجان القومى للمسرح، جائزة لها طعم وشعور مختلف عن كل الجوائز التى حصلت عليها خاصة أن هذه الدورة تحمل اسم “دورة المخرج المسرحى” وأكون أحد المكرمين كمخرج مسرحى “غمرتنى بسعادة كبيرة”، كل تكريم حصلت عليه في حياتي له مكانة خاصة في قلبي، وأي تكريم جديد يشعرني بالسعادة ويضيف إلى تاريخى الفنى، لأنه يذكرني بمشواري الفني الذي بذلت فيه مجهوداً كبيراً كي أصنع تاريخاً مشرفاً وحافلاً بالأعمال الفنية، التي كانت سبباً في كسبي محبة الجمهور.

هل ترى أن التكريم جاء متأخراً؟

يقول ضاحكاً: لم يأت التكريم متأخراً، لكن أقول كانوا “ناسينى”، كنت أتمنى أن يكون هذا التكريم وزوجتى الفنانة الراحلة فايزة كمال على قيد الحياة، لكن دائما يقوم المهرجان بإختيار بعض المسرحيين وتكريمهم على اعتبار تقديمهم خدمات للمسرح، أرى ذلك شئ طيب ومحترم ورائع جداً فيعتبر المهرجان القومى للمسرح ظاهرة فنية مسرحية تتيح لتجمع عدد كبير من صناع الحركة المسرحية من أجيال مختلفة هذا بجانب تسابق وتنافس العروض وحوارات كثيرة جداً حول مشكلات الحركة المسرحية بشكل عام، والشئ الجيد فى هذا  المهرجان أن الجائزة ليست هدية حكومية ولكن  نتيجة تجمع أراء مجموعة من المسرحيين والمثقفين فى تقييم أعمال هؤلاء المكرمين وتقديم  لهم كل الشكر والتقدير.

هل هذا التكريم يحمل دلالة معينة بالنسبة لك؟

تذكرت حصولى على جائزة أفضل مخرج في الدورة الأولى من المهرجان القومى للمسرح عام 2006 عن عرض “الملك هو الملك” للكاتب والمؤلف السوري سعد الله ونوس وبطولة صلاح السعدنى ومحمد منير وفايزة كمال وغيرهم من الفنانيين، فقمت بوضع الجائزتين بجانب بعضهما البعض، وهذا كان أمر مدهش ورائع بالنسبة لى وهو الجمع بين الدورة الأولى والدورة الخامسة عشر، أن يذكرك الناس أنه كان ذات يوم هنا شخص مهم.

وهل اختلف شعورك بعد هذا التكريم؟

قبل التكريم مررت بوعكة صحية لمدة 6 أيام ، واستمرت حتى ذهابى لاستلام الجائزة ورافقتنى ابنتى ليلى حتى لحظة تسلم الجائزة على خشبة المسرح، لكن بعد الاستقبال الكبير من الجمهور الذى يعتبر خلاصة المسرحيين وبعد تكريمى إنتابنى شعور بطاقة إبداعية كبيرة.

على مدار 15 دورة للمهرجان القومى للمسرح ما الجديد فى هذه الدورة؟

بدأ المهرجان هذا العام بداية قوية، البداية كانت مع عرض إفتتاح المهرجان “ياعزيز عينى” للمخرج عصام السيد، عرض رائع جداً لدرجة وقف جميع من في الصالة تحيى عصام السيد، التنظيم دقيق جداً حتى درع التكريم هذا العام رائع جداً، أيضاً إصدارات هذا العام كانت في أيدى الجميع، في الحقيقة دورة هذا العام شيء مشرف جداً.

 وما العروض التى نالت إعجابك؟

فى الحقيقة ليس منوط بى إبداء أى أراء  فأنا لست عضوا فى لجنة التحكيم ولكن المتوقع تقديم عروض جيدة، أنا لم أشاهد سوى عرض واحد فقط يوم افتتاح المهرجان وهو عرض “يا عزيز عينى”، أعجبت جداً بالعرض هو مأخوذ من كتاب عزيز عيد الفنانة صفاء الطوخي، من إعداد وإخراج عصام السيد، بطولة محمد فهيم، محمود الزيات، ماهر محمود، حسن عبد الله، علي كمالو، ابتهال الصريطي، ميشيل ميلاد، ديكور محمد الغرباوي.

ما الذى نحتاجه من المهرجان القومى في الدورات القادمة؟

أتمنى أن يستمر بنفس مستوى هذا العام، مع التجديد بما يتناسب ويفيد الحركة المسرحية، اما رسالتى الاساسية أن معظم العروض المسرحية التي عرضت خلال الفترة الماضية عروض ضعيفة وهذا يرجع إلى أن القائمين على العملية المسرحية يلجأون إلى مخرجين ليس لديهم الخبرة الكافية، لانهم لم يتدربوا ويتعلمون من جيل عصام السيد ، سمير العصفورى، ناصر عبد المنعم، جلال الشرقاوى الذى لم نستطع مشاهدة له الكثير والكثير من العروض، أجيال “أعده مركونه في البيت لسنوات طويله” دون أن تقدم إبداعتها، لم يخرج من ظهورنا جيل جديد، “فلا يجب أن نظل جالسين في المنازل بدون شغل”، فأثناء جلوسى بجوار محمد صبحى قلت له: لا تكف عن الإبداع، حتى نترك تراثا كافيا لتعليم الأجيال القادمة، فنحن جيل تعلم من “جلال الشرقاوى، كرم مطاوى، سعد أردش، كمال ياسين وغيرهم ، وخاصة بعد أن توقفت بعثات التعليم في الخارج.

ماذا عن كتاب شامان المسرح المصرى؟

استعان الكاتب والنقاد الدكتور مصطفى سليم رئيس قسم النقد بأكاديمية الفنون عند إعداد الكتاب لرصد تفاصيل حياتى ومشوارى الفني بمذكراتى التي صدرت في كتاب “الغجرى”، الحقيقة تناول كتاب”شامان المسرح المصرى” مسيرتى بشكل رائع جداً، لفظ الشامان معناه “الساحر”وهذا المعنى قصده الدكتورسليم، وفى الحقيقة بذل الكاتب مصطفى سليم مجهود كبير وتناول كل تفصيلة بشكل شامل ويعتبر هذا الكتاب من أفضل الكتب التى تم كتابتها عنى، لدرجة أنه قام بعرض الكتاب على لقراءته قبل طباعتة.

كيف يقضى مراد منير يومه؟

خلال الثلاث سنوات الماضية تحولت إلى كاتب ومؤلف دراما تليفزيونية، قمت بتأليف عمل درامى، ومنذ 9 شهور قدمت مسلسل “الحلم حلمك” للشركة المتحدة وحصلت على جميع الموافقات، والمسلسل بطولة هانى رمزى وريهام عبد الغفور وحنان مطاوع ومن اخراج حامد سعيد، مسلسل اجتماعى كوميدى يناقش علاقة الاب والام بأبنائهم، استعنت بمجموعة كبيرة من مراجع علم النفس الأطفال، أتمنى خروج العمل للنور، فلا أعلم ما سبب تعطيل العمل رغم الموافقة عليه.