كنوز| مأساة 3 حكام أجبروا على مغادرة مصر وماتوا خارجها

الخديوى إسماعيل -- الخديوى عباس حلمى الثانى - الملك فاروق الأول
الخديوى إسماعيل -- الخديوى عباس حلمى الثانى - الملك فاروق الأول

ثلاثة من حكام مصر أجبروا على التنازل عن العرش وغادروا مصر لآخر مرة على متن اليخت الملكى «محروسة»، وماتوا فى المنفى وعادت جثامينهم ليدفنوا فى القاهرة وكان أولهم الخديوى إسماعيل الذى عزله السلطان عبد الحميد الثانى بفرمان فى 26 يونيو 1879 بوشاية من قنصلى انجلترا وفرنسا لأن نزعته الاستقلالية ومساندته للقوى الوطنية استفزت القوى الاستعمارية الطامعة فى السيطرة على مصر لتأمين طرق المواصلات عبر قناة السويس وتأمين إمدادات القطن المصرى الذى كان عصب صناعة النسيج فى أوروبا.

ونفذ الخديوى إسماعيل الفرمان السلطانى بمغادرة مصر لآخر مرة فى 30 يونيو 1879 على متن اليخت «محروسة» بصحبة ابنه الأصغر الأمير فؤاد الذى تولى بعد ذلك عرش مصر وأصبح ملكا عليها، واتجه الخديوى إلى مدينة نابولى الإيطالية ومنها إلى الأستانة، وعندما أشتد عليه المرض وطلب الرجوع إلى مصر رفضت الحكومة المصرية برئاسة نوبار باشا عودته فظل فى إسطنبول حتى توفى بسراى «أميرجيان» فى 2 مارس 1895 وجيء بجثمانه على ظهر اليخت «توفيق ربانى» ودفن فى مسجد الرفاعى بالقاهرة.

أما الحاكم الثانى فهو الخديوى عباس حلمى الثانى الذى أبحر فى 20 مايو 1914 على متن يخت «محروسة» متوجها للباب العالى فى إسطنبول لمقابلة السلطان «محمد الخامس»، وسعيد حليم باشا الذى كان يشغل منصب الصدر الأعظم بالدولة العثمانية، وفى الرابعة من بعد ظهر السبت 25 يوليو 1914 تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة عندما أطلق أحدهم عليه خمس رصاصات أثناء توجهه لزيارة شيخ الإسلام المفتى مصطفى خيرى أفندى، وأصيب برصاصتين إحداهما فى ذراعه بينما اخترقت الأخرى خده وهشمت سنتين من أسنانه.

أما صهره جلال الدين باشا زوج ابنته عطية الله الذى شغل منصب الصدر الأعظم فيما بعد، فقد أصيب برصاصتين فى فخذه، وقام أحد رجال الشرطة بإطلاق النيران على القاتل فأرداه قتيلا، وفى 28 يوليو 1914، وبعد ثلاثة أيام من محاولة اغتياله غزت الإمبراطورية النمساوية مملكة صربيا فأعلنت الإمبراطورية الألمانية الحرب على بلجيكا وفرنسا فى الأول من أغسطس 1914 مما دفع بريطانيا للوقوف إلى جوار حلفائها وإعلان الحرب على الإمبراطورية الألمانية.

وتصاعدت الأحداث فأصبحت الدولة العثمانية طرفا فى الحرب فور توقيع سعيد حليم باشا لمعاهدة التحالف مع الإمبراطورية الألمانية فى نفس اليوم الذى أعلنت فيه كل من الدولة العثمانية والإمبراطورية الألمانية الحرب على روسيا، فوجد الخديوىِ عباس نفسه فى مأزق لأن الحرب اندلعت بعد ثمانية أيام من محاولة اغتياله وها هو يتلقى العلاج فى عاصمة الدولة العثمانية التى دخلت فى حرب ضد بريطانيا التى تحتل مصر.

وظروف إصابته صعبت عودته لمصر فظل فى إسطنبول بضعة أشهر أعلن خلالها تأييد مصر للسلطان العثمانى فى حربه ضد صديقه اللدود ملك بريطانيا التى تعاملت مع الخديوِى بمنتهى الحسم لموقفه الذى رأت أنه يشكل خطرا على مجريات الحرب، وفى 19 ديسمبر 1914 قال السير إدوارد جراى وزير الخارجية البريطانى: «بالنظر لإقدام سمو عباس حلمى باشا خديوى مصر على الانضمام لأعداء الملك، رأت حكومة جلالته خلعه عن منصب الخديوية وقد عرض هذا المنصب السامى على سمو الأمير حسين كامل باشا.

أكبر الأمراء الموجودين فى سلالة محمد على فقبله»، وغادر الخديوِى عباس إسطنبول بعد سقوط الدولة العثمانية وعاش متنقلا بين فرنسا وسويسرا، ومات فى مدينة جنيف فى 20 ديسمبر 1944، بعد عزله بثلاثين عاما، وحالت ظروف الحرب العالمية الثانية عودة جثمانه من جنيف فدفن بها ثم جيء برفاته للقاهرة ليدفن إلى جوار أبيه الخديوى توفيق فى قبة أفندينا بمنطقة العفيفى بالقاهرة فى 27 أكتوبر 1946.

أما الحاكم الثالث فهو جلالة الملك فاروق الأول الذى وقع على وثيقة تنازله عن عرش مصر لولى عهده أحمد فؤاد الثانى فى 26 يوليو 1952 بعد ثلاثة أيام من إذاعة البيان الأول لحركة الضباط الأحرار وغادر الملك فاروق مصر مع أسرته إلى نابولى ومنها إلى جزيرة كابرى الإيطالية وعاش فى منفاه فى أوروبا حتى وفاته فى 18 مارس 1965 ودفن فى مقبرة «فيرانو» فى روما، ثم جيء بجثمانه بعد عدة أيام ليدفن فى حوش الباشا إلى جوار جده إبراهيم باشا قبل أن تنقل رفاته إلى مسجد الرفاعى فى عهد الرئيس محمد أنور السادات.

من «موقع الملك فاروق»

إقرأ أيضاً|الملك فاروق توقع تنازله عن العرش قبلها بسنوات