مصر من الانفلات الأمنــــــــــى إلى واحة الأمن والأمان.. الضربات الاستباقيــــــــــة دحـرت الإرهـاب.. وحـاصـــرت الجـريمـــة

ملف | «كنا فين وبقينا فين» «٦» | أطماع الإخوان الشيطانية تنهار على أعتاب وزارة «الداخلية»

عمليات العنف تحت السيطرة عليها فى مصر
عمليات العنف تحت السيطرة عليها فى مصر

محمد اسبتان

مشهدان لن ينساهما المصريون..

يوم أن وقفوا لحماية منازلهم فى أعقاب ثورة ٢٥ يناير خوفاً من اللصوص ويوم أن سعى أنصار جماعة الإخوان الإرهابية لنشر العنف والفوضى فى ربوع مصر بعد نجاح ثورة ٣٠ يونيو وسقوط حكم الرئيس المعزول محمد مرسى..

وقتها شعر المصريون بقيمة ونعمة الأمن..

ووقفوا يرفعون القبعة لرجال الشرطة المصرية على ما يتحملونه من أعباء لحفظ السلم والأمن فى ربوع المحروسة.

إنخفاض العمليات عامى ٢٠١٦/٢٠١٧ و»سيناء ٢٠١٨» تكتب نهاية العناصر المسلحة

مع سقوط حكم الإخوان بعد ثورة الشعب المصرى فى٣٠ يونيو ٢٠١٣ دخلت مصر مرحلة جديدة فى الوقت الذى سعت فيه الجماعة الإرهابية لنشر العنف املاً فى العودة للمشهد السياسى ..

وتدرجت موجات العنف خلال السنوات الأربع التى تلت ثورة يونيو ، وزادت ذروتها خلال عامى 2014 و2015 لتشهد خلال 2016 و2017 تحولاً نوعياً فى العمليات الإرهابية باستهداف الوحدة الوطنية من خلال عمليات تفجير وهجوم مسلح على دور العبادة المسيحية والأخوة الأقباط ورغم حجم التمويل الذى ظهر خلال تنفيذ مخططات الجماعة الإرهابية إلا أن وزارة الداخلية تصدت للكثير من مخططات الفوضى وتجفيف عمليات التمويل.

كانت أولى الأحداث الإرهابية التى قامت بها عناصر الجماعة عقب الإطاحة بالرئيس المعزول هى أحداث الحرس الجمهورى، حيث قامت مجموعات كبيرة من الإخوان فى فجر 8 يوليو 2013 بمحاولة اقتحام مبنى دار الحرس الجمهورى بزعم أن مرسى بداخل المبنى وسيتم الإفراج عنه بالهجوم على قوات الأمن وخروجه.

وشهدت البلاد العديد من العمليات الإرهابية والتى كانت شريكاً أساسياً فى تنفيذها اللجان النوعية للجماعة فى إشارة واضحة لإحياء التنظيم السرى للإخوان وذلك من خلال المجموعات والتنظيمات الإرهابية التى تتبعها بالأمر المباشر نفذتها منها «أجناد مصر وكتائب حلوان والمقاومة الشعبية والعقاب الثورى وحسم ولواء الثورة وجميعها ستار للجناح العسكرى للجماعة تحت مسميات مختلفة .

وظهر مصطلح «العمليات النوعية» فى العلن لأول مرة فى 24 يناير 2014 عندما أعلنت حركة «المقاومة الشعبية» بياناً تتوعد فيه بتنفيذ عمليات إرهابية واستهداف أقسام شرطة ورجال أمن وذلك قبل ساعات من حلول الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير.

وقد ‎استهدفت الحركة المستشار هشام بركات النائب العام عن طريق تفجير موكبه فى 29 يونيو 2015 خلال مروره بمنطقة مصر الجديدة وهو ما أدى إلى استشهاده وكذلك العقيد وائل طاحون رئيس مباحث المطرية الذى تم اغتياله قبل بركات بشهرين وتحديداً فى أبريل تلاهما محاولة اغتيال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق فى 6 أغسطس 2016 والتى تبنتها حركة حسم التى ظهرت مع حركة لواء الثورة، وهما تابعان للإخوان، ونفذت حركة حسم ٧ عمليات إرهابية منها محاولة اغتيال مساعد النائب العام الفاشلة وانفجار كمين بشارع الهرم والعمليتان أظهرا التطور فى الفكر الجهادى وكذلك قامت حركة لواء الثورة باغتيال اللواء عادل رجائى فجراً أمام منزله بالعبور .

وكان اللافت للنظر زيادة نشاط تنظيم أنصار بيت المقدس حيث إن هناك ١٩٨ عملية إرهابية تمت فى عام ٢٠١٦ أعلن التنظيم الإرهابى عن تنفيذ ٨٤٪ منها وخلال تلك الفترة بدأ تنظيم داعش الأم يخرج بيانات وفيديوهات لدعم التنظيم، حيث ظهر وجود تقارب بين الإخوان فى سيناء والمعتنقين فكر داعش وهو ما ظهر فى ثلاث عمليات منها تفجير تم بمنطقة الهرم..

وبالمقارنة بين تطور أعمال العنف المسلح خلال عامى 2014 و2015 وفقًا للشهور يلاحظ وجود ارتفاع عدد العمليات للشهر ذاته خلال عام 2015 عن نظيره خلال العام السابق، حيث شهد شهر يناير 2015 بلوغ عدد العمليات 124، بينما بلغت 14 فقط خلال يناير 2014، وفى فبراير 2015 بلغ عدد العمليات 105 فى الوقت الذى بلغت فيه 8 خلال فبراير 2014، واستمر النهج ذاته فى مارس، حيث وصل عدد العمليات 105، بينما كانت 37 فى الشهر ذاته عام 2014، ويتكرر الأمر نفسه فى أبريل بـ 72 عملية فى 2015، و39 فى أبريل 2014، فى الوقت الذى بلغ فيه عدد العمليات 63 فى مايو 2015 بدلاً من 29 فى مايو 2014، علاوةً على تكراره فى شهر يوليو 2015 الذى بلغ فيه عدد العمليات 41 عملية بدلاً من 25 فقط فى يوليو 2014، وفى أغسطس 2014 بلغ عدد العمليات 53 بدلاً من 41 فى أغسطس 2015، وأيضًا فى سبتمبر وصل عدد العمليات 17 عملية إرهابية خلال سبتمبر 2014 مقابل 12 عملية فقط فى شهر سبتمبر 2015، كما يلاحظ أيضًا حدوث انخفاض شديد فى عدد العمليات بنهاية شهر سبتمبر 2015 حيث بلغت 12 عملية فقط وهو الشهر الأقل من حيث عدد العمليات خلال عام 2015، والثانى بعد شهر فبراير 2014 الذى كان عدد العمليات به 8 عمليات فقط .

بينما يُعتبر شهر مارس 2015 هو الأعلى من حيث عدد العمليات على مستوى العامين و توزيع نسب أعمال العنف المسلح المنفذة إلى الأعمال التى تم إبطالها فى الفترة من أول يناير 2015 وحتى أول أكتوبر من عام 2015، وقد مثلت نسبة أعمال العنف الواقعة 70,28% تقريبًا، بينما مثلت نسبة الأعمال المبطلة ما يقرب من 29,72%، وتعتبر نسبة الأعمال الواقعة فى تراجع عن الفترة الماضية وهذا يرجع لاستخدام أجهزة الأمن بوزارة الداخلية بالتنسيق مع القوات المسلحة وسائل تكنولوجية حديثة فى إبطال المفرقعات، حيث كانت نسبة الأعمال المبطلة خلال عام 2014 تمثل ما نسبته 25% تقريبًا، بينما ارتفعت إلى 75% من أعمال العنف المسلح.

ومن خلال النظرة العامة يمكن استخلاص أن الربع الأول من عام 2015 الأكثر عرضة ووقوعًا لأعمال العنف المسلح شهريًّا، لا سيما شهرى يناير بـ124 ومارس بـ125 عملية بينما حل شهر سبتمبر أقل الأشهر فى أعمال العنف المسلح، حيث لم يشهد سوى 12 عملية فقط، وهو ما يُشير إلى وجود حالة من الانخفاض التدريجى فى معدل العمليات، علمًا بأنه لم يمر شهرٌ خاليًا من عمليات العنف المسلح طوال الأشهر التالية لـ30 يونيو 2013 حتى أول أكتوبر 2015، كما أن ضحايا الشرطة هم الأكثر بين منَ سقطوا جراء أعمال العنف المسلح، انتشرت أعمال العنف المسلح فى كل محافظات الجمهورية تقريبًا، حيث شهدت 26 محافظة عمليات عنف مسلح. 

وحمَّلت أجهزة الأمن مجهودًا أكبر، يُضاف إلى ذلك وجود تنوع كبير فى الأهداف التى تم استهدافها لتشمل خطوط الغاز، والبنية التحتية، خاصةً أبراج الكهرباء والضغط العالى التى كانت الأكثر استهدافًا من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة خلال الفترة من بين الأول من يناير 2015 وحتى أول أكتوبر 2015، فضلاً عن حدوث تطور كبير وهو استهداف شخصيات ومسئولين كبار فى الدولة .

وكانت أبرز العمليات الإرهابية خلال 2015 هى استهداف مقر الكتيبة 101 بالعريش بنهاية يناير واستهداف أكثر من 15 كميناً فى وقت متزامن فى الأول من شهر يوليو بشمال سيناء بالإضافة للهجوم على كمين كرم القواديس

وفى 2016 كانت الضربات الأمنية سبباً فى تحجيم نشاط الجماعات الإرهابية والتى تعد على أصابع اليد الواحدة وكان أبرزها الهجوم على كمين النقب بالوادى الجديد و الهجوم على كمين الصفا بالعريش ليبدأ بعدها التحول النوعى فى عمليات الجماعات الإرهابية خاصة مع نهاية عام 2016، حيث سعت الجماعة الإرهابية إلى محاولة إحداث فتنة باستهداف الأقباط وتفجير الكنائس فى أيام احتفالاتهم بالأعياد وجاءت الحوادث الأربعة الأشرس ضد الأقباط والتى هزت مصر وهى تفجيرات الكنيسة البطرسية فى العباسية يوم احتفال المسلمين بالمولد النبوى يوم 11 ديسمبر 2016 وتطورت العمليات الإرهابية فى الربع الثانى من 2017، حيث تم تفجيرى كنيسة مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية يوم 13 أبريل 2017 يوم أحد السعف تلاهما الحادث الأخير وهو الهجوم على أتوبيس رحلات دير الانبا صموئيل بالمنيا ورغم وقوع أكثر من 100 شهيد من الأقباط خلال الأربعة حوادث الإرهابية إلا أن الأقباط فطنوا لمخطط الجماعة الإرهابية لضرب نسيج الوحدة الوطنية .

وكانت الضربات الاستباقية التى وجهتها وزارة الداخلية للعناصر الإرهابية وضبط عدد من الأوكار التابعة لعناصر جماعة الإخوان وتنظيم أجناد مصر لها الأثر البالغ فى تجفيف منابع الإرهاب، حيث تم ضبط خلية عرب شركس بالقليوبية وكميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات.

ولم تنس الجماعات الإرهابية استكمال ضرب نسيج الوحدة الوطنية، حيث استهدفوا مسجد الروضة ببئر العبد خلال صلاة الجمعة فى 24 نوفمبر 2017 ليكتب نهاية حزينة لهذا العام نظراً لارتفاع أعداد الشهداء الذى تخطى 340 شهيداً ليعطى الرئيس عبدالفتاح السيسى مهلة 3 أشهر لاقتلاع الإرهاب من جذوره والتى تنتهى بنهاية فبراير الجارى .

وقد سبق حادث مسجد الروضة استشهاد 15 من رجال الشرطة فى معركة الواحات والتى تحركت أجهزة الدولة عقب الحادث لكشف المخطط الخارجى لضرب استقرار مصر وتبين تورط عناصر أجنبية فى العمليات، حيث تم ضبط ليبى فى الأحداث.

اقرأ أيضاً | ثورة 30 يونيو| محمد كامل عمرو: رفضت قرار مرسى إنهاء عمل 22 دبلوماسياً